لأول مرة منذ إنشاء «مايكروسوفت» عام 1975

«ويندوز ديفيندر» تتفوَّق على برمجيات التأمين المدفوعة

منذ إنشاء شركة «مايكروسوفت»، في الرابع من أبريل 1975، على يد بيل غيتس، وبول آلن، اتسمت نظم تشغيل «ويندوز» التي تنتجها الشركة بضعف مستويات الحماية والتأمين الموجودة بها، الأمر الذي جعلها الهدف الأول المفضل على الدوام للفيروسات والبرمجيات الخبيثة. ولأول مرة في تاريخ الشركة، تؤكد الجهات المستقلة، المتخصصة في اختبارات برمجيات أمن المعلومات، أن أداة الحماية المجانية الحديثة نسبياً في نظام تشغيل «ويندوز» المعروف باسم «ويندوز ديفيندر» قد حققت كفاءة في العمل، جعلتها تتفوق على برمجيات أمن المعلومات العملاقة المدفوعة والباهظة الثمن بالأسواق، وعلى رأسها «نورتون»، و«مكافي»، و«سيمانتيك»، و«كاسبرسكي».

الأمر الذي يجعل بإمكان المؤسسات والأفراد التوقف عن الدفع في هذه البرمجيات والأنظمة، والاعتماد على أداة تأمين «ويندوز»، مع الاستعانة ببعض الأدوات الإضافية الأخرى المتاحة بصورة مجانية أيضاً.

وأعلنت هذه النتائج في التقارير الدورية، التي تصدرها أكبر ثلاث منظمات مستقلة في مجال اختبار وتقييم أنظمة وأدوات أمن المعلومات والحماية من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة وهجمات التسلل وسرقة البيانات وهجمات التشفير والفدية، وهي: منظمة «أيه في كومباراتيف» AV-comparatives.org، ومنظمة «أيه في تيست» AV-test.org بالولايات المتحدة، ومؤسسة «إس إي لاب» SELabs,com البريطانية.

وصدرت هذه التقارير عن الاختبارات الدورية، التي أجريت خلال الفترة من فبراير إلى يوليو 2019، ونشر موقع «بي سي ورلد» pcworld.com، المتخصص في تقنيات وبرمجيات الحاسبات الشخصية والخادمة، أخيراً ملخصاً لنتائجها. وهي اختبارات معروف أنها تستغرق وقتاً طويلاً ومستمراً ومتكرراً، حتى إن مؤسسة مثل «أيه في كومباراتيف» تنفذ اختباراتها وفق منهجية الزحف إلى الويب، والبحث عن مواقع ضارة وعناوين خطرة، واستخدامها في إعادة إنتاج سيناريوهات الهجمات والمخاطر الأمنية التي تحدث في العالم الواقعي، ويواجهها الجميع في عملهم اليومي.

«أيه في تيست»

وفي اختبارات سابقة، أجرتها منظمة «أيه في تيست» على أداة «ويندوز ديفيندر» حال ظهورها، برز العديد من نقاط الضعف، منها عدم التعرف على الفور إلى البرامج الضارة، والطلب من المستخدم الحصول على إذن لتثبيت ملفاتها، باعتبارها برمجيات آمنة وشرعية، وهو أمر غير مقبول، لأن المستخدمين يميلون في العادة للسماح بتثبيت البرامج التي تطلب أدوات التأمين إذناً بتثبيتها.

كما تبين من التحليلات أن أداة «ويندوز ديفيندر» تصنف العديد من البرمجيات الشرعية والآمنة (نحو 74 تطبيقاً وبرنامجاً)، على أنها برمجيات خبيثة وتعزلها وترفض تشغيلها، فضلاً عن أنها أداة «ثقيلة» بشكل غير معتاد، وتبطئ الأجهزة. وهذه الأمور جعلت منظمة «أيه في تيست» تضع أداة حماية «ويندوز» في المستوى الأساسي الذي لا ينافس مع غيره من برمجيات أمن المعلومات المتقدمة.

لكن الاختبارات، التي جرت في جولة التقييم الدوري للفترة من فبراير إلى يوليو 2019، أثبتت أن أداة «ويندوز ديفيندر» تخلصت من المشكلات السابقة، واستطاعت التعرف إلى كل البرمجيات الخبيثة التي وضعتها المنظمة في طريقها، بما في ذلك البرمجيات التي تصنف على أنها تشن هجمات من نوعية «يوم الصفر»، ولم تصنف أي برنامج شرعي مؤمن على أنه خبيث. وبصفة عامة، حصلت على ست درجات من أصل ست في الاختبارات، وبالتالي استحقت بجدارة أن تدخل ضمن برمجيات التأمين ذات الكفاءة الأعلى من المتوسط العام السائد في الصناعة، ما يجعلها تتفوق على العديد من البرمجيات المدفوعة.

«أيه في كومباراتيف»

وفي اختبارات منظمة «أيه في كومباراتيف»، التي جرت خلال الفترة نفسها، كانت أداة «ويندوز ديفيندر» من أفضل أربع أدوات تأمين، تم اختيارها من بين أهم واكثر 16 أداة مجانية ومدفوعة انتشاراً، واستطاعت أن تمنع أي برامج ضارة من الوصول لـ«ويندوز». وحققت تفوقاً على أنظمة كلٍّ من: «مكافي»، و«سيمانتيك»، و«نورتون»، في ما يتعلق بالعمل كجدار حماية (جدار ناري)، ومضاد للفيروسات، والبرمجيات الخبيثة التي تستهدف التسلل وسرقة البيانات والسيطرة على الحاسبات من بُعْد، وأخيراً البرمجيات الخبيثة التي تستخدم في شن هجمات تشفير الملفات وطلب الفدية.

«إس إي لاب»

صنفت مؤسسة «إس إي لاب» البريطانية أداة «ويندوز ديفيندر» على رأس قائمة حلول مكافحة البرامج الضارة، ومنحتها درجة 100%، في ما يتعلق بالدقة في العمل، واعتبرتها واحدة من أفضل أدوات اختبار مكافحة الفيروسات، بعدما حققت «ويندوز ديفيندر» ثلاث درجات من أصل ثلاث في معايير الاختبار الخاصة بكلٍّ من الدقة والقدرة على المكافحة.

واستناداً لهذه النتائج، أوصت «إس إي لاب» بأن أداة «ويندوز ديفيندر» جيدة بما يكفي لحماية الحاسب الخاص بك من الفيروسات والبرامج الضارة، وإن كان من المتعين على المستخدمين الحرص على الممارسات الصحيحة أثناء عملهم على الإنترنت أو الحاسبات، مثل عدم الضغط على الروابط والمرفقات غير المعروفة، وعدم التجول في الزوايا المظلمة للويب.

اختيار مجاني

وانطلاقاً من النتائج السابقة، قال الخبراء إن أداة «ويندوز ديفيندر» يمكن أن تكون اختياراً مجانياً جيداً، ويمكن الاعتماد عليه في حماية نظم تشغيل «ويندوز»، دون الحاجة للدفع في البرمجيات الأخرى التي تنتجها شركات أمن المعلومات المتخصصة والعملاقة، ويمكن إضافة طبقة أمنية مجانية أخرى إلى «ويندوز ديفيندر» لتشكيل باقة خدمات متكاملة، مثل برنامج «بيت ديفيندر»، وبرنامج «أيه في جي»، خصوصاً بعدما ثبت من الاختبارات أن «ويندوز ديفيندر» يمكنها العمل مع وجود أي برنامج حماية آخر من دون تعارض على الإطلاق، كما يحدث مع الكثير من أدوات الحماية الأخرى.

ومن أبرز أسباب شراء برمجيات أمن المعلومات المدفوعة، الحصول على مزيد من الخدمات المرتبة والمنسقة في حزمة واحدة أنيقة، وتتضمن هذه الخدمات توفير خاصية الشبكات الخاصة الافتراضية (في بي إن)، ومراقبة الائتمان وحركة المدفوعات الإلكترونية، وخدمات حماية كلمات المرور والوثائق المهمة والحساسة الأخرى، والوقاية من هجمات التشفير وفيروسات الفدية.

لكن خبراء يرون أن هذه المزايا لم تعد قاصرة على البرامج المدفوعة فقط، بل اكتسبها «ويندوز ديفيندر»، بعدما أصبحت محتوية على حماية مجانية تساعد في إيقاف برامج وهجمات الفدية.


«في بي إن»

أكد خبراء أنه يمكن البحث عن موفر مستقل ومجاني لخدمة شبكات «في بي إن»، من خارج برامج أمن المعلومات، واقترحوا في هذا الشأن برنامج «لايف لوك»، أما إدارة كلمات المرور وتأمينها، فهي خاصية باتت موجودة بالفعل، ومجانية في متصفح «غوغل كروم»، والمتصفحات الأخرى.

تويتر