تتلقى 230 صوتاً مختلفاً لتحللها وتبثها لحظياً عبر شبكات «واي فاي»

تقنية جديدة تتيح «توزيعاً عادلاً» للصوت في القاعات الكبرى

التقنية الجديدة تقدم صوتاً عالي الجودة مباشرةً إلى هواتف وسماعات الحضور. غيتي

تكشف شركتان في عالم الموسيقى وتقنية المعلومات، قريباً، النقاب عن تقنية جديدة في مجال الأنظمة الصوتية المستخدمة في الحفلات الموسيقية والغنائية، والفعاليات التي تتم في القاعات ومراكز المؤتمرات الكبرى.

وترفع التقنية الجديدة شعار «توزيع الصوت بعدالة» وبصورة شخصية لكل فرد في القاعة، بصرف النظر عن مكانه، بدرجتَي نقاء وشدة متساويتين، وتناسبان الأذن ولا تؤذيانها، وتستخدم في ذلك مكونات تقنية تشمل برمجيات وأنظمة تعمل على أجهزة الكمبيوتر الخادمة، تتلقى 230 صوتاً مختلفاً، لتحللها وتمزجها وتنقيها وتبثها لحظياً في الوقت الحقيقي عبر شبكات «واي فاي»، ليتلقاها تطبيق يعمل على الهواتف الذكية لعدد من المستمعين يمكن أن يصل إلى 6400 شخص، ليسمعوها عبر سماعات الأذن.

أما الشركتان المسؤولتان عن هذه التقنية، فهما شركة «تي إتش إكس» العاملة في أنظمة الصوت والموسيقى، وشركة ناشئة جديدة تبلغ من العمر عامين فقط، هي شركة «ميكس هالو» المتخصصة في استخدام نظم وتقنيات المعلومات والاتصالات في مجال الموسيقى، وأسسها عازف الغيتار مايك إينزيجر وزوجته. وقال تقرير بثته شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في التقنية، إن النظام الجديد سيستخدم للمرة الأولى في 21 سبتمبر الجاري، بحفل غنائي موسيقي بقاعة «إيروسميث» بمسرح «جي إم جي» بمدينة لاس فيغاس الأميركية.

مكونات التقنية

ووفقاً للمعلومات التي نشرها موقع شركة «ميكس هالو» mixhalo.com، فإن التقنية الجديدة تتكون من حزمة برمجيات يتم تركيبها على كمبيوتر خادم، يتلقى الأصوات مباشرة من جميع الأجهزة في القاعة ككل، من ميكروفونات وأجهزة وآلات موسيقية، فضلاً عن جهاز خلط الأصوات «ميكسر»، ثم يحلل الكمبيوتر هذه الأصوات وينقيها لحظياً في الوقت الفعلي.

كما تحتوي التقنية على وحدة خاصة بتوليد وبث إشارات «واي فاي» لاسلكية، تغطي القاعة بإشارة متساوية القوة والسرعة، فضلاً عن عن تطبيق محمول، يمكن الحصول عليه بموجب تذكرة الحضور، المزودة بكود خاص لكل تذكرة، يمنح صاحبها حق تنزيل وتشغيل التطبيق على هاتفه بسرعة وسهولة، ليكون جاهزاً للعمل عند دخوله القاعة أو مكان إقامة الحدث. عند التشغيل، تتلقى حزمة البرمجيات الأساسية في هذه التقنية الأصوات من جميع أجهزة الصوت والموسيقى في المكان، ثم تحللها وتنقيها، وتبثها عبر شبكة «واي فاي»، لتتلقاها التطبيقات المحمولة بهواتف الحاضرين، ويستمعون إليها عبر سماعاتهم العادية، أو سماعات يحصلون عليها مع تذكرة الدخول.

صوت عادل

تقول شركة «ميكس هالو» عبر موقعها إن تقنيتها الجديدة تقدم صوتاً عالي الجودة في الوقت الفعلي مباشرة إلى هواتف وسماعات الحضور. وتتساوى فيها جودة ونقاء ووضوح الصوت في مقاعد الشخصيات المهمة القريبة من خشبة المسرح، مع أي مقعد في أبعد نقطة من القاعة، مع فرصة كاملة للتحكم في مستوى الصوت وضبطه في مرحلة أخرى، وإمكانية تركيز المستمع على صوت معين أكثر من غيره، كصوت آلة موسيقية يحبها أكثر من غيرها، أو صوت متحدث بعينه، لأن التقنية تتيح «شخصنة» الأصوات، أو التحكم فيها بحسب الرغبات الشخصية.

صوت مشوّه

وقال منتج العرض المقررة إقامته في «إيرو سميث»، ستيف ديكسون، إن أكثر من 25% من الحضور لا يحصلون على الصوت بصورة متساوية وعادلة، كما أنه كثيراً ما يتجاوز الحضور العدد الفعلي للمقاعد أو السعة المتاحة المقدرة مسبقاً، وهذا يعني وصول الصوت مشوهاً والنغمات غير نقية وغير واضحة للكثيرين، لافتاً إلى أن هناك من يتلقى نصف الموسيقى فقط، ويخرج بطنين في الأذن، أو احتمال نزيف في الأنف، كما يمتزج الصوت من المؤدي البعيد بصدى الساحة، ما يجعل الصوت غير قابل للوصول نقياً، حتى بالنسبة للشخصيات البارزة والمهمة التي دفعت قيمة أكبر للتذكرة لرؤية المغني وسماعه مباشرة.

لذلك فإن التقنية الجديدة، بحسب ديكسون، تضاهي في أهميتها ما فعلته شركة «تي إتش إكس» عام 1982، حينما قدمت نظام «استيريو» للعمل في القاعات الكبرى أثناء الحفلات الموسيقية.

«دمقرطة الصوت الحي»

أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ميكس هالو»، مارك روكسين، أن التقنية الإبداعية الجديدة هي تقنية «دمقرطة الصوت الحي»، أي جعله ديمقراطياً، لأنها لا تجعل الاستماع للأصوات بنقاء وهدوء ميزة لحاملي تذاكر كبار الشخصيات فقط، بل تمنحه أيضاً لكل الحاضرين في أي مكان من الحدث. وأضاف أن ما سيحدث في قاعة «ايروسميث» سيكون قابلاً للتكرار في أي قاعة مؤتمرات وحفلات أخرى خلال وقت قريب.

تويتر