استخدمت لأغراض الأمن وخدمات الأمتعة وإدارة ساحات السيارات

استقبال محدود لروبوتات المطارات من المسافرين.. و19% يرونها «مفيدة»

الروبوت الأمني يتجوّل في صالات الركاب بمطار «لاجورديا» الأميركي. من المصدر

خلال الآونة الأخيرة، ظهر في العديد من المطارات العالمية روبوتات متخصصة في تقديم خدمات السفر والطيران للمسافرين، كخدمات الفحص والتأمين والاستعلامات وخدمات الأمتعة وإدارة ساحات انتظار السيارات وغيرها. لكن استقبال المسافرين لهذه الروبوتات كان فاتراً بصورة واضحة، حيث رأى 19% فقط ممن جرى استطلاع رأيهم في هذه الروبوتات أنها تحسن تجربة السفر وتجعلها أقل تعقيداً. فيما قال 81% إنها لا تحقق ذلك. وظهر كذلك أن خدمة العملاء البشرية لاتزال تحظى بتفضيل 54% من المسافرين مقابل 46% لروبوتات الأمتعة، و55% مقابل 45% لروبوتات الفحص والتأمين، و64% مقابل 36% لروبوتات تقديم خدمات الصعود.

جاء ذلك، في دراسة موسعة أعدتها شركة «أو إيه جي»، الشركة المتخصصة في توفير بيانات السفر العالمية، ونشرتها على موقعها oag.com/‏‏oag-research، الاثنين الماضي، وجاءت بعنوان «الإبداع التقني في السفر: تقرير السوق وتقييمات المسافرين والإقبال على التبني».

وتم خلالها استطلاع رأي الآلاف من المسافرين بمطارات العالم المختلفة التي ظهرت بها الروبوتات الحديثة خلال الآونة الأخيرة، وقدمت الدراسة في البداية رصداً لأبرز تجارب استخدام الروبوتات في المطارات، ثم عرضت آراء المسافرين في هذه التجارب وأنظمة التقنية الأخرى بالمطارات.

روبوتات السيارات

نشر مطار «سانت ليون اكسوبيري» الفرنسي مجموعة من الروبوتات لإدارة ساحات الانتظار في المطار، ودخلت الروبوتات الخدمة فعلياً وبدأت التعامل مع الجمهور بعدما تمت تجربتها على نطاق ضيق في مطار «دوسلدورف» بألمانيا ومطار «شارل ديجول» بباريس. وتقوم الروبوتات بتسلم السيارات من أصحابها، ووضعها في أماكن الانتظار، ثم تسليمها عند مغادرتهم، وذلك بكُلفة تقل كثيراً عن الكلفة المقدمة من البشر.

والروبوتات التي تقدم هذه الخدمة من تصنيع شركة «ستانلي روبوتيكس»، وجرى نشر الروبوتات على نطاق تجريبي في مطار «سانت ليون اكسوبيري» الفرنسي، وهي تعمل على مدار 24 ساعة، وهي رافعات شوكية ذاتية القيادة، تدخل شوكتها أسفل المركبة، ثم ترفعها لأعلى ونقلها بعيداً ووضعها في مكان يتم اختياره وفق نظام «التخطيط والإدارة الآلية» لساحة الانتظار، حسب المعطيات المتوافرة عن السيارة وفترة وقوفها، وتوقيت تسليمها لصاحبها.

وتبدأ الروبوتات عملها بفحص المركبات للتعرف إلى طرازها وبيانات لوحاتها وأسماء مالكيها، ثم اختيار المكان الأنسب لإيقافها، حيث يحتاج المرء فقط إلى أن يصل بسيارته للساحة وينزل منها، ويسلمها للروبوت، ويغادر المكان، وذلك لقاء كُلفة أرخص.

وقالت الشركة المنتجة إن التجربة الحالية تتضمن إدارة 500 مكان لوقوف السيارات، سيتم خدمتها بواسطة أربعة روبوتات قادرة على إيقاف واسترجاع ما يصل إلى 200 سيارة كل يوم، لكن النظام ككل قادر على إدارة 6000 مكان انتظار.

الروبوتات الأمنية

وظهر روبوت الفحوص الأمنية للمسافرين في مطار «لاجورديا» بالولايات المتحدة، وهو روبوت على هيئة فتاة رقيقة، يتجوّل في الصالات المزدحمة بالركاب، وهو مجهز بكاميرات وأجهزة استشعار أخرى لتعزيز التغطية الأمنية ومسح الركاب الموجودين بالمكان، بحثاً عن أي عناصر اشتباه، من مواد محظورة وأسلحة وغيرها، لتخفيف وقت الفحوص الأمنية المعتادة، وتقليل إجراءاتها والجهد المبذول فيها. ويقوم الروبوت بإرسال الصور اللحظية لمقر قيادة مركزي في المطار، يتفحص حالة الأمن في المحيط الذي يمر به الروبوت، وحالياً يتحرك الروبوت الأمني صعوداً وهبوطاً في قاعات السفر والوصول بالمطار، ولايزال الأمر في نطاق التشغيل التجريبي.

روبوتات الاستعلامات

من أشهر روبوتات الاستعلامات والردّ على أسئلة المسافرين الروبوت «جوزي بيبر» الذي يعمل بمطار ميونيخ بألمانيا، وجرى نشره بالمطار ليعمل لفترة تجريبية تصل لأسابيع عدة، داخل المنطقة غير العامة من المبنى رقم 2 في المطار. والروبوت على هيئة فتاة أيضاً، تتحدث الإنجليزية، وتقوم بالترحيب بالركاب والإجابة عن أسئلتهم حول المتاجر والمطاعم وعمليات الطيران. ويمارس الروبوت عمله من خلال معالج عالي الأداء، ووصلة إنترنت عالية السرعة، تؤمن وصوله إلى خدمات حوسبة سحابية، تضطلع بمهمة معالجة الكلام وتفسيره وربطه ببيانات المطار ثم تقديم الإجابات لحظياً.

وينتمي هذا الروبوت إلى فئة من الروبوتات تعتمد بالأساس على أنظمة «واطسون» للمعرفة الإدراكية التي تنتجها شركة «آي بي إم»، وسبق استخدامها في روبوتات مماثلة في مجال الاستعلامات، تستخدم بالفعل في اليابان وبلدان أخرى، داخل المتاجر ومراكز التسوّق الكبرى، للترحيب بالعملاء والإجابة عن الأسئلة، وتلقي الشكاوى وتقديم المشورة في أشياء عدة.

وبينما يتحدث الروبوت (الفتاة)، تلمع عيونها المستديرة الكبيرة باللون الأخضر وتلوح بذراعيها ويداها وأصابعها. وفي مطار ميونيخ، تقدم «جوزي بيبر» إجابات لمن يريدون معرفة بوابة المغادرة لرحلتهم أو أسرع وسيلة للوصول إلى هناك، والتوصية بأفضل المطاعم بالمطار.

اتجاهات المسافرين

في مقابل هذه الروبوتات وغيرها من الخدمات الآلية المميكنة بالمطارات، اتضح أن المسافرين الذين جرى استطلاع رأيهم، قالوا إن الروبوتات والقياسات الحيوية والتدابير الأمنية المتقدمة لا تأثر القلوب والعقول ولا تجعل المسافرين يكسبون سباق الوصول إلى «سفر أقل تعقيداً».

وقال 19% فقط إن روبوتات المطارات التي ظهرت أخيراً، يمكن أن تحسن تجربتهم وتعاملهم مع المطارات، وفضلوا عليها البشر، وفي ما يتعلق بالخدمات الأخرى التي تلعب النظم التقنية والروبوتات الأخرى الدور الرئيس في تقديمها، تبيّن أن الخدمات المقدمة لعملاء المطارات بمعرفة البشر لاتزال لها الحظوة الأكبر لدى المسافرين، حيث حظيت الخدمات البشرية بقبول 54% من المسافرين مقابل 46% للروبوتات في ما يتعلق بخدمات الأمتعة والحقائب، و55% للبشر مقابل 45% للروبوتات في ما يتعلق بخدمات الأمان والفحوص الأمنية المختلفة، و64% للبشر مقابل 36% للروبوتات في ما يتعلق بخدمات الصعود، و82% للبشر مقابل 18% للروبوتات في ما يتعلق بخدمات الاستقبال والإرشاد، و80% للبشر مقابل 20% للروبوتات في ما يتعلق بخدمات الطيران عموماً، والخدمة الوحيدة التي تفوقت فيها الأنظمة التقنية والروبوتات على البشر بصورة ساحقة، كانت خدمة حجز التذاكر وتسجيل الوصول.

وعلى الرغم من النتائج التي خرجت من هذه الدراسة، لاتزال شركات التقنية والشركات المتخصصة في الروبوتات وكذلك إدارات المطارات تؤكد عزمها المضي قدماً في هذا الاتجاه، وتنوي التوسع في نشر الروبوتات، والانتقال بها من المشروعات التجريبية المحدودة، إلى الخدمات الواسعة الفعلية.

«الجيل زد»

أرجعت شركات التقنية والشركات المتخصصة في الروبوتات وإدارات المطارات، إصرارها على استخدام الروبوتات إلى ضرورة تلبية نداء «الجيل زد» أو جيل الشباب من المسافرين جواً، والذين ولدوا في النصف الثاني من التسعينات وما بعده ويميلون بصورة متزايدة للاعتماد على التقنية في كل شيء، ويفضلون التعامل مع الأنظمة المميكنة والروبوتات أكثر من غيرها في جميع المجالات باستثناء الأمان، وهم يشكلون الآن أكثر من 30% من المسافرين، وسترتفع نسبتهم مع الوقت لتشكل الأغلبية الساحقة من المسافرين خلال السنوات المقبلة.

تويتر