اعتبر أن «الموقع» أصبح قوة احتكارية غير مسبوقة

أحد مؤسسي «فيس بوك» يدعو إلى تفكيكه للحد من قوة زوكربيرغ

هيوز (يسار) أشار إلى أن سلطة زوكربيرغ باتت غير مسبوقة وغير أميركية. من المصدر

دعا أحد الذين شاركوا في تأسيس موقع «فيس بوك» عام 2004، كريس هيوز، إلى تفكيك الموقع إلى شركتين منفصلتين أو أكثر، ووضع المزيد من القوانين والقواعد المنظمة التي تجعله تحت المساءلة والتدقيق أمام الشعب الأميركي بصورة أكبر، معتبراً أن الموقع أصبح قوة احتكارية غير مسبوقة، تمنح رئيسه الحالي، مارك زوكربيرغ، قوة تأثير تجعله في وضعية أشبه وربما أقوى من وضعية «بارونات» النقل والنفط في القرن الـ19، وهو أمر يتصادم مع القيم الأميركية العليا، حسب هيوز.

ونشر هيوز دعوته إلى تفكيك «فيس بوك» وكبح جماح قوة زوكربيرغ في مقال بصحيفة «نيويورك تايمز»، حيث أحدثت تلك الدعوة نقاشاً وجدلاً واسعين، وكانت السيناتور إليزابيث وارين من أول المسؤولين السياسيين التي سارعت لدعم هيوز في دعوته.

سلطة

واستهل هيوز دعوته بالقول إن «سلطة الرئيس التنفيذي الحالي لـ(فيس بوك)، مارك زوكربيرغ باتت غير مسبوقة وغير أميركية، و(فيس بوك) كشركة تحولت إلى احتكار خطير، وأميركا كانت دائماً تعارض الاحتكارات، بسبب الخطر الذي تمثله الاحتكارات على الديمقراطية، ولذلك يجب كبح جماح (فيس بوك) بتفكيكه لشركتين أو أكثر، ويتعين على الحكومة الأميركية أن تفعل شيئين، إما تفكيك احتكار (فيس بوك) أو تنظيم الشركة وموقعها لجعلها أكثر مساءلة أمام الشعب الأميركي».

وأضاف هيوز أن «شركات التقنية الكبرى اليوم لديها الكثير من القوة على اقتصادنا ومجتمعنا، كما استخدموا معلوماتنا الخاصة من أجل الربح، وألحقوا الأذى بالأعمال الصغيرة وخنقوا الابتكار، ولذلك حان الوقت لتكسير الكيانات التقنية الكبرى».

ووصف هيوز شركة «فيس بوك» بأنها كانت خادعة، حيث وعدت مستخدميها لسنوات بأنها تأخذ الخصوصية على محمل الجد عندما تقوم بكل شيء وراء الكواليس، لكن فعلياً يتم تسلم دفاتر عناوين البريد الإلكتروني للأشخاص، ثم تخزينها لتستخدم في تطبيقات تتبع المستخدمين عبر الشبكات الافتراضية الخاصة، منهم المراهقون، في حين أنه من المفترض أن تستخدم هذه الشبكات الافتراضية الخاصة لحماية الناس من التجسس وتتبع بياناتهم.

فضائح

ووفقاً لهيوز، فإن موقع «فيس بوك» سمح بعد ذلك للقصص الوهمية والمصطنعة أن تشكل أخباراً متداولة، وسمح بانتشار مجموعات تحض على الكراهية، وفيديوهات حية محتوية على مشاهد عنيفة،، كما استمرت الحال على هذا النحو، رغم أن قوة «فيس بوك» باتت كبيرة للغاية عبر الأدوات التي يستخدمها ملايين الأشخاص، ولذلك يجب إيقافها.

وبحسب رأي هيوز، فإن زوكربيرغ أدخل «فيس بوك» في موجات من المد والجزر من الفضائح، منذ عام 2016، وفي كل مرة يعبث فيها موقع «فيس بوك» يحدث نمطاً مرهقاً يبدأ بالغضب أولاً ثم الإحباط، وأخيراً الاستقالة هنا أو هناك، ولا حل سوى التفكيك والتقسيم، لأن التقسيم سيزيد من المنافسة، ويفرض مزيداً من الضغوط على الشركة للقيام بعمل أفضل في المستقبل، لتصل الأمور إلى نتيجة ستكون أفضل لأميركا.

رد «فيس بوك»

وعقب نشر مقال هيوز، ووسط الضجة التي أثارها، أصدر نائب رئيس الشؤون العامة والاتصالات في شركة «فيس بوك»، نيك كليج، عبر شبكة «سي إن إن» الأخبارية، بياناً أكد فيه التزام زوكربيرغ بالعمل مع المسؤولين الفيدراليين على تنظيم الرقابة على «فيس بوك»، وأن الشركة تقبل بأنه مع النجاح تأتي المساءلة، لكن لا يمكن فرض المساءلة من خلال الدعوة إلى تفكيك شركة أميركية ناجحة.

وأضاف كليج: «لا يمكن تحقيق مساءلة الشركات التقنية إلا من خلال إدخال قواعد جديدة على الإنترنت، وهذا بالضبط ما دعا إليه زوكربيرغ، الذي سيجتمع مع قادة الحكومة قريباً لمواصلة هذا العمل».

كريس هيوز

يعتبر كريس هيوز واحداً من أربعة أشخاص عملوا على تأسيس وإطلاق موقع «فيس بوك» عام 2004 وهم في السنة الأولى لدراستهم في جامعة هارفارد، حيث قام مارك زوكربيرغ وإدواردو سافرين وكريس هيوز ودستين موسكوفيتز، بتصميم الموقع وتشغيله من داخل غرفة نوم هيوز وزوكربيرغ المشتركة داخل الجامعة.

ولد هيوز في نوفمبر 1983 في ولاية كارولينا الشمالية، والتحق في الدراسة الثانوية بالمدرسة الداخلية في أكاديمية «فيليبس» في ماساتشوستس، ثم حصل على منحة دراسية لجامعة هارفارد، حيث قابل زوكربيرغ في عامهما الدراسي الأول، والتقى الاثنان مع زميليهما الآخرين، وكان «فيس بوك» مجرد فكرة. واقتصر دور هيوز بتصميم المنتج وتجربة المستخدم، لأنه كان أكثرهم مهارة في هذا الجانب، لكن لم يكن لديه المهارات التقنية في التكويد كما هي الحال مع زوكربيرغ.

وفي مارس 2004 أسس الأربعة شركة «فيس بوك»، وحصل هيوز على ملكية قدرها 2% من ملكية الشركة، وقبل بهذه النسبة الضئيلة تحت الضغط، وكانت النسبة الأدنى بين حصص جميع المؤسسين.

تويتر