استطاع رفع القيمة السوقية لـ «الشركة» 230% خلال 5 أعوام لتصبح الأعلى عالمياً

ناديلا يصعد بـ «مايكروسوفت» إلى مرتبة التريليون دولار

ساتيا ناديلا جعل «مايكروسوفت» تتفوق على «أبل» و«غوغل» و«أمازون». من المصدر

أعلن خبراء تقييم الشركات وبحوث السوق العالمية، أن القيمة السوقية لشركة «مايكروسوفت»، تخطت التريليون دولار بنهاية أبريل 2019، وارتفعت بمعدل 230% عن قيمتها يوم تسلّم، ساتيا ناديلا، مهام منصب الرئيس التنفيذي للشركة في عام 2014، مشيرين إلى أن «مايكروسوفت» أصبحت الشركة الأعلى قيمة على مستوى العالم حالياً، متفوقة بذلك على شركات «أبل» و«غوغل» و«أمازون»، وغيرها من كبار عمالقة التقنية العالميين.

ودفع الإعلان عن تفوق «مايكروسوفت» على تلك الشركات من حيث القيمة السوقية، فريقاً من المحللين في وكالة «بلومبرغ» لنشر تقرير في قسم التقنية بموقع الوكالة حول طريقة وفلسفة ناديلا في الإدارة والتخطيط، وأسلوبه في التعامل مع المتغيرات الجارية في صناعة التقنية وسوق الأعمال عموماً، وذلك من خلال حصاد خمس سنوات قضاها ناديلا مكان مؤسس «مايكروسوفت» ورئيسها لعقود عدة بيل غيتس.

تحديات

وذكر التقرير أنه حينما تولى ناديلا منصبه، كانت «مايكروسوفت» تواجه تحديات كبيرة، بعدما فقدت الريادة والتأثير في معظم مسارات صناعة تقنية المعلومات والبرمجة خلال الألفية الجديدة، حيث إنها لم تصنع نجاحاً مؤثراً في مجال الهواتف المحمولة على غرار «أبل»، كما فشلت أمام «غوغل» في محركات البحث، ولم تقدم إبداعاً قوياً في الشبكات الاجتماعية مثلما فعلت «فيس بوك»، فكانت النتيجة أن انكمشت إيراداتها الرئيسة في نظم «ويندوز» وحزمة برمجيات «أوفيس».

وأضاف التقرير أن «مايكروسوفت» كانت شبه محاصرة بسبب تراجع «ويندوز» و«أوفيس»، موضحاً أنه بعدما كانا يهيمنان على حصة سوقية تقترب من 90% من سوق البرمجيات المكتبية وأنظمة تشغيل الحاسبات عالمياً، اختلف الأمر جذرياً، مع إقبال قطاعات واسعة على أجهزة «آي فون» و«أندرويد»، و«لينكس» وغيرها. وأشار إلى أن مشكلة «مايكروسوفت» لم تكمن فقط في تراجعها أمام الآخرين، فقد كانت تعاني المشكلات الداخلية المتمحورة جميعها حول إقطاعيات «ويندوز»، بسبب تنافس المديرين التنفيذيين بقسوة، من أجل السيطرة على هذه الاقطاعيات.

إعادة التأهيل

وبيّن تقرير «بلومبرغ»، أن ساتيا ناديلا، نفّذ عملية تغيير عميقة عند تولي مهامه، اعتمدت بالأساس على «إعادة التأهيل الثقافي»، الذي حول عقلية الشركة من العقلية الثابتة عند حدود «ويندوز» وملحقاته، إلى «عقلية النمو»، التي لا تقف عند حد، ولا تتصادم مع أحد، وقام بتفكيك «مملكة ويندوز».

وتابع أنه مع بداية السنة المالية في يوليو 2017، أطلق ناديلا الصدمة الأولى للتغيير وإعادة التأهيل الثقافي، حينما بدأ تنفيذ أكبر عملية تغيير وإعادة بناء وتنظيم لجهاز التسويق والمبيعات التابع لـ«مايكروسوفت» حول العالم، ليعيد التركيز على بيع خدمات الحوسبة السحابية، أكثر من التركيز على بيع البرمجيات التقليدية المعلبة الموضوعة على الرف، كـ«ويندوز» و«أوفيس» وغيرهما، لافتاً إلى أن ذلك كان أمراً مناقضاً كلياً للأفكار والمناهج التي وضعها بيل غيتس في نهاية السبعينات، التي قامت على منح الاستقلالية لكل حاسب وكل مستخدم، ليكون مالكاً لنظام تشغيله وبرمجياته، وتطبيقاته المكتبية التي تصنع عالمه الخاص، بعيداً عن الخضوع لشبكات المعلومات وحاسباتها المركزية.

وأشار التقرير إلى أنه مع إعادة التنظيم، صدرت التعليمات لفرق مبيعات قطاع المؤسسات على بيع برمجيات «مايكروسوفت» وخدماتها في صناعات التعليم والتجزئة والصحة والخدمات المالية، حيث تعتقد «مايكروسوفت» أنه من خلال تركيز جهود مبيعاتها على الصناعات أكثر من المنتجات ستكون قادرة على بيع المزيد من مجموعات خدمات الحوسبة السحابية المتماسكة بإحكام، والمعدة لتلبية الاحتياجات الخاصة للعملاء.

التغيير الثاني

ووفقاً للتقرير، فإنه في مارس 2018 أطلق ناديلا الصدمة الثانية للتغيير، وأعلن عن أكبر عملية إعادة هيكلة داخلية في تاريخ «مايكروسوفت»، تم بموجبها تقسيم الإدارة المسؤولة عن نظام تشغيل «ويندوز» إلى أجزاء عدة، بعد أن كان التعامل معه يتم من خلال بنية إدارية تنظيمية واحدة وقائد تاريخي واحد، بعد بيل غيتس، هو تيري مايرسون، إذ إنه في التنظيم الجديد تولى راجيش جها، وحدة الأدوات والتجربة بدرجة نائب الرئيس التنفيذي، بينما تولى سكوت جوثري وحدة الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بدرجة نائب الرئيس التنفيذي، وبهذا التنظيم كان على ديفيس تيري مايرسون رئيس وحدة «ويندوز» مغادرة الشركة.

إنجازات

حقق قطاع الحوسبة السحابية في شركة «مايكروسوفت» العام الماضي عائدات بلغت 34 مليار دولار. وفازت خدمة الحوسبة السحابية الأساسية للشركة «آزور» بثلاثة من أكبر العملاء البارزين، وهم «إكسون موبيل» عملاق الخدمات البترولية، و«وول مارت» لتجارة التجزئة، وسلسلة مقاهي «ستار بوكس».

وبلغ عدد المشتركين في خدمة «أوفيس 365» أكثر من 314 مليون مشترك، وهو رقم يفوق عدد المشتركين في خدمة «نيتفليكس» للبث الفيديو بصورة حية عبر الإنترنت، وأكبر من خدمتي «سبوتيفاي» للموسيقي، و«أمازون برايم» مجتمعين.

تويتر