الأسوأ لـ «إنتل» و«مايكروسوفت» و«فيس بوك» و«غوغل»

2018 عام الإخفاقات والأخطاء لشركات التقنية العملاقة

«إنتل» واجهت مشكلة كبيرة مع اكتشاف ثغرتي «سبيكتر» و«ميلتداون» الأمنيتين. من المصدر

يعد عام 2018 علامة بارزة في سجل الإخفاقات والأخطاء التقنية، التي مرت بها شركات التقنية العملاقة، وربما يكون هو العام الأسوأ على الإطلاق لشركة «إنتل»، التي ظهرت لديها كارثة كبيرة مع اكتشاف ثغرتي «سبيكتر» و«ميلتداون» الأمنيتين، كما أنه يعتبر الأسوأ لشركة «مايكروسوفت» مع ظهور مشكلة في نظام تشغيلها الأكثر شهرة «ويندوز» بسبب «تحديث ويندوز 10 أكتوبر 2018»، فضلاً عن أنه العام الأسوأ أيضاً لشركة «فيس بوك» منذ إنشائها، بعدما واجهت سلسلة خروقات أمنية، وصور استغلال غير مشروع لبيانات المستخدمين، علاوة على أنه في العام نفسه تعرضت شركة «غوغل» لفضائح أخلاقية، تتعلق بالتحرش الجنسي، ومشروعات التعاون مع الصين.

ووفقاً لقائمة أسوأ إخفاقات في عالم التقنية لعام 2018، التي أعدتها شبكة «زد دي نت» مع اقتراب العام من نهايته، فإن شركات التقنية الكبرى هي التي صنعت أو واجهت أكبر قدر من الإخفاقات والكوارث التقنية والإدارية والأخلاقية، خلال العام الجاري.

وجاءت تلك الإخفاقات التي نشرتها «زد دي نت»، أخيراً، كما يلي:

«إنتل»

لم يكن أشد أعداء شركة «إنتل»، أكبر صانع للمعالجات الدقيقة في العالم، يحلم بأن تواجه الشركة ما واجهته خلال عام 2018 من إحراج ومواقف صعبة، بسبب ثغرتي «سبيكتر» و«ميلتداون» الأمنيتين، اللتين تم اكتشافهما مطلع يناير الماضي، والناجمتين عن خلل في الوظائف الاساسية المستخدمة من قبل المعالجات الحديثة من أجل تحسين الأداء والسرعة في العمل، وخلل في البنية المعمارية الكلية العميقة، التي يتم على أساسها تصميم وتشغيل الشريحة الإلكترونية، ومن ثم فإن محاولة التخلص من تلك الثغرتين يعني فعلياً ضرورة تغيير «الطبعة الجينية» أو الحمض النووي للمعالجات الدقيقة، وهو في هذه الحالة البنية المعمارية أو التصميم الأساسي المعروف تاريخياً باسم «معمارية إكس 86»، وهي معمارية موضوعة منذ عقود مضت، وتعتبر المحور المركزي لكل المعالجات والشرائح الإلكترونية، التي تشغل الحاسبات الشخصية والمحمولة والخادمة الموجودة بمراكز البيانات.

«مايكروسوفت»

منذ بداية تقديمه لأول مرة، بداية تسعينات القرن الماضي، لم يواجه نظام تشغيل «ويندوز» من شركة «مايكروسوفت» ما واجهه خلال عام 2018، حيث تم طرح «تحديث ويندوز 10 أكتوبر 2018»، للمستخدمين في الثاني من أكتوبر الماضي، لكن بعد أيام تبين أنه يمحو بيانات المستخدمين المسجلة على حاسباتهم الشخصية. وعندها قررت «مايكروسوفت» سحبه ورفعه من صفحة التنزيلات الخاصة به، وكان هذا هو الخطأ القاتل الأول. ثم تبين بعد ذلك أن محو الملفات يتم عند استخدام خاصية التخزين السحابية الخاصة «وان درايف»، وكان هذا هو الخطأ القاتل الثاني. وبعد ذلك تم الإبلاغ عن أنه يمحو البيانات عند فك المجلدات المضغوطة بنمط الضغط «زد آي بي»، وكان ذلك هو الخطأ القاتل الثالث. وقبيل نهاية نوفمبر الماضي، تلقى مستخدمو «ويندوز 10» رسالة تقول: «عفواً لقد تم إلغاء ترخيص الاستخدام الخاص بك لنسخة نظام ويندوز 10 للمحترفين (برو)، وتم تحويلك إلى ترخيص الاستخدام الخاص بنسخة ويندوز 10 المنزلية (هوم)»، ليتبين بعدها أن الرسالة غير صحيحة، بل هي الخطأ الرابع القاتل الذي ظهر في «تحديث ويندوز 10 أكتوبر 2018».

«فيس بوك»

خلال عام 2018، عاشت شركة «فيس بوك» سلسلة من الفضائح والمشكلات، منها الكشف عن تدخل خارجي في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، من خلال إعلانات على موقع «فيس بوك»، وهي واقعة لم تكتشفها الشركة إلا بعد فوات الأوان، ثم فضيحة نشر دعايات داعمة للإبادة الجماعية في ميانمار. تلتها خروقات أمنية متعددة وتسريبات للبيانات، حيث تم تسريب بيانات 15 مليون مستخدم، ثم الكشف أخيراً عن استئجار «فيس بوك» شركة علاقات عامة، بغرض تشويه منتقديها من المحللين والشخصيات البارزة، من بينهم الملياردير المعروف جورج سوروس، وجرى تحميل رئيسة العمليات في الشركة، شيريل ساندبرغ، مسؤولية تلك الأزمات، لأن فريق الأمن بالشركة الذي يعود إليه كثير من هذه الإخفاقات، يعمل تحت مسؤوليتها المباشرة.

«غوغل»

لم تكن شركة «غوغل» بعيدة عن عالم الإخفاقات والفضائح في عام 2018، إذ تصاعدت لديها أزمة التحرش الجنسي، التي تحدث لموظفيها في مناطق مختلفة من العالم، وعلى رأسها المقر الرئيس للشركة في الولايات المتحدة، وقيل إن إدارة الشركة تتساهل في التعامل مع هذه المشكلة، خصوصاً إذا كان أطرافها من المديرين والموظفين الكبار.

وبعد ذلك واجهت الشركة أزمة بسبب مشروع «دراجون فلاي» السري، الذي تبين أنها تنفذه مع الحكومة الصينية، وهو عبارة عن محرك بحث خاضع للرقابة الكلية للسلطات الصينية، ويتعارض مع قيم الشركة المتعارف عليها، القائمة على الإتاحة الكاملة للمعلومات، وحرية الوصول إليها.

«أبل»

كانت إخفاقات شركة «أبل»، خلال عام 2018، الأقل أهمية مقارنة بالشركات الأخرى كونها تقنية بالأساس، ومن أبرزها ارتفاع أسعار هواتف «آي فون» بصورة لافتة، نتيجة استراتيجية البيع الأقل بأسعار أعلى، التي أدت إلى تراجع الطلب بصورة حادة على هواتف آي فون، والتي أثبتت خطأها. كما فشلت «أبل» في منتج «آير باور» للشحن اللاسلكي السريع للأجهزة، وقيل إن «أبل» قررت شطبه من سجلات منتجاتها، فضلاً عن الفشل الواضح الذي واجه المساعد الرقمي الصوتي «سيري»، أمام المنتجات المنافسة من شركتي «أمازون» و«غوغل»، التي بدا معها «سيري» ضعيفاً لا يقدم شيئاً قوياً للمستخدمين.

تويتر