من خلال خدمات الحوسبة السحابية العامة

«أوراكل» تطلق خدمة «سلاسل الكتل» لأعمال الشركات الكبرى

«أوراكل باس» تمكّن الشركات من ميكنة عملياتها عبر سجل إلكتروني غير قابل للتغير. من المصدر

انضمت شركة «أوراكل»، أكبر شركات البرمجيات المنتجة لقواعد البيانات ونظم معلومات المؤسسات، إلى نادي خدمة «باس»، أو تقديم تقنية «سلاسل الكتل» كخدمة جاهزة للاستخدام في أعمال الشركات والمؤسسات الكبرى من خلال خدمات الحوسبة السحابية العامة، لتقدم هذه الخدمة جنباً إلى جنب مع شركات «إي بي إم» و«إيه إس بي» و«أمازون» و«مايكروسوفت»، ما يخطو بهذه التقنية الوليدة المثيرة للجدل خطوة إضافية نحو الانتشار والتطبيق العملي والقبول العام داخل مجتمع الأعمال التجارية والصناعية عالمياً. وأعلنت «أوراكل» عن هذه الخطوة خلال مؤتمرها السنوي الذي عقدته أخيراً تحت عنوان «العالم المفتوح»، وأطلقت عليها خدمة «أوراكل باس» أو خدمة «سلاسل الكتل» المقدمة من «أوراكل» كخدمة، والتي تستهدف نشر تقنية «سلاسل الكتل» داخل الشركات خلال وقت قصير، من دون أن تتكبد هذه الشركات والمؤسسات النفقات المرتبطة بتركيب وتشغيل وصيانة ودعم هذه النوعية المعقدة من التقنية.

ميكنة العمليات

وأوضحت الشركة أنه من خلال خدمة «أوراكل باس» يمكن للشركات ميكنة عملياتها عبر سجل إلكتروني غير قابل للتغير، مع تطبيق مفهوم «العقود التجارية الذكية» التي تتحقق فيها الشفافية الكاملة في المعاملات المختلفة كسلاسل التوريد والمعاملات المالية لتصبح جميعها لا مركزية، غير قابلة للمحو أو الاختراق.

وبينت «أوراكل»، بحسب ما نقلت مواقع تقنية عدة، أن العقد الذكي هو أداة لميكنة الأعمال التجارية القائمة على «سلاسل الكتل»، موضحة أنه على سبيل المثال، عندما يتم استلام شحنة بضائع من الجهة الشاحنة، يمكن أن يتم تحويل قيمتها تلقائياً من البنك إلى الشركة المصنعة بطريقة تلقائية دون تدخل أو قرارات بشرية طويلة ومعقدة لإجراءات الدفع.

تجريب الخدمة

وقدمت «أوراكل» خلال المؤتمر مجموعة من العملاء الذين جربوا خدمة «أوراكل باس» قبل إطلاقها رسميا، أبرزهم شركة «كارجو سمات» للأصول المعتمدة، وشركة «إنتيليبوست»، إضافة إلى مشروع «نيجيريا للطاقة الشمسية» وشركة «سيرتيفايد أورجانيك» الايطالية لإنتاج الزيوت. وقال رئيس قسم المعلومات في «سيرتيفايد أورجانيك»، أندريا بياجيانتي، إن «الهدف الرئيس للمشروع هو تحقيق الشفافية الاكبر التي يمكن توفيرها من خلال تطبيق خوارزمية (سلاسل الكتل)، بفضل ما تتيحه من إمكانات واسعة لتتبع العمليات في أدق تفاصيلها»، مشيراً إلى أن «نموذج الأعمال المعتمد لدى الشركة تم بناؤه منذ البداية على تتبع سلسلة التوريد لزيت الزيتون، حيث حصل على العديد من شهادات الاعتماد الحكومية لذلك».

واعتبر بياجيانتي أن «إدارة سلسلة التوريد من خلال (سلاسل الكتل)، تعد تقدماً منطقياً مهماً لعملية التتبع بالكامل، لأنها ستقود نحو الإدارة الدقيقة للعقود الذكية من أجل إعطاء النظام طريقة تلقائية لتقييم خيارات الإنتاج من خلال العقد الذكي»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر سيسمح لفرق العمل بقضاء المزيد من الوقت في أجراء عمليات فحص جودة المنتج، وضمان أعلى مستوى جودة ممكن».

الشحن

من جهته، قال كبير موظفي التجارة في شركة «كونجو سمارت» العالمية المتخصصة في تقدم خدمات إدارة الشحن، ليونيل لوي، إن «شركته جربت خدمة (أوراكل باس) لإنشاء شبكة منافذ صناعية للشحن على مستوى العالم، تعتمد على خط أساسي رقمي لإدارة وثائق الشحن الموثوق بها في الصناعة، حيث يمكن للشاحنين ووكلاء الشحن وشركات الشحن وسائقي الشاحنات والجمارك وغيرهم التعاون بشكل أكثر كفاءة وشفافية وسرعة، على أساس أن هذه المنصة توفر نسخة غير قابلة للتغيير».

وأكد لوي أن «شركته وشركاءها في العمل لن يكونوا مضطرين بعد الآن لاستخدام قاعدة بيانات مركزية لتسجيل معاملاتهم التي يمكن تغييرها من قبل طرف ثالث، حيث إن كلاً مؤسسة في الشبكة ستحتفظ بدفتر غير قابل للتغيير، مرخص وموزع، وموجود عبر الشبكة، لأنهم يحصلون جميعاً على وجهة نظر تفاصيل الصفقة نفسها، وهذا يمكن أن يساعد في تقليل النزاعات والتضارب في الوثائق».


تقنية «أوركسترالية»

تصنف تقنية «سلاسل الكتل» حالياً كواحدة من «التقنيات الأوركسترالية»، التي تتشابه مع حالة الأوركسترا الموسيقية المكونة من عدد كبير من العازفين، يصدرون لحناً واحداً موحداً. وبمعيار التعريف التقني المتخصص يقصد بها التقنيات التي تحقق الترتيب التلقائي والتنسيق والتزامن في إدارة وتشغيل أنظمة الحاسبات والبرمجيات ونظم المعلومات والبرامج الوسيطة والخدمات في سياق موحد موجه للخدمة، والمحاكاة الافتراضية، والبنية التحتية المتقاربة، ومراكز البيانات الديناميكية، من خلال سير العمل الآلي، وإدارة الحسابات وإدارة التغيير.

وفي إطار هذا المفهوم، تعمل «سلاسل الكتل» كقواعد بيانات موزعة، تحتفظ بقائمة من السجلات المستمرة النمو بلا انقطاع، والمؤمنة ضد العبث والمراجعة. ويصفها العاملون في القطاع المالي بأنها أشبه بـ«دفتر أستاذ إلكتروني عام مفتوح»، تتشارك فيه أطراف عديدة منفصلة في بياناتها ومعاملاتها، وتضع فيها بياناتها ومعلوماتها الخاصة بمعاملاتها المالية، وكل وحدة من هذه البيانات تختص بمعاملة أو عملية معينة، يطلق عليها «كتلة»، وكل كتلة لديها بصمة وقت، وترتبط مع سابقتها ولاحقتها برابط مميز. كما ترتبط بمشارك معين، لتشكل في النهاية «سلسلة كتل».

تويتر