«ستار جيت» تخفّض الأجزاء المستخدمة في التصنيع من 100 ألف جزء إلى 1000

شركة ناشئة تكشف عن طابعة ثلاثية الأبعاد تصنّع صاروخاً فضائياً في 60 يوماً

الطابعة الجديدة تستخدم معادن مسحوقة بالليزر وتنتج أجزاء الصاروخ كقطعة كبيرة بكلفة منخفضة. من المصدر

كشفت شركة أميركية ناشئة عن طابعة معادن ثلاثية الأبعاد تعتبر الأكبر والأسرع والأعلى كفاءة من نوعها، حيث يمكنها استخدام المعادن المسحوقة بالليزر في تصنيع صاروخ فضائي عملاق يضاهي الصاروخ «فالكون 9» الذي تصنعه شركة «سبيس إكس»، وذلك في 60 يوماً فقط، بدلاً من 18 شهراً، وبكلفة منخفضة، فضلاً عن تخفيض الأجزاء المستخدمة في تصنيع وبناء الصاروخ من 100 ألف جزء إلى 1000 جزء.

وأوضحت مواقع تقنية عدة أن الطابعة الجديدة تحمل اسم «ستار جيت»، وصنّعتها شركة ناشئة في مجال بحوث الفضاء ومحركات الصواريخ تدعى «ريليتف سبيس»، مقرها غرب مدينة لوس أنجلوس الأميركية، وأسّسها عدد ممن تركوا برامج استكشاف الفضاء والصواريخ الفضائية التابعة لشركة صواريخ الفضاء «سبيس إكس» التي يديرها إيلون موسك، وشركة «بلو أوريجين» التي أسسها الرئيس التنفيذي لشركة «أمازون»، جيف بيزوس.

وتمتلك «ريليتف سبيس» مصنعاً تبلغ مساحته نحو 40 ألف قدم مربعة فقط، تشمل المساحة التصنيعية والمكاتب، ويعمل فيه 35 موظفاً بدوام كامل، و14 مستشاراً، ولها شراكة مع مركز «ستاينيس» للفضاء التابع لوكالة «ناسا» الأميركية بولاية مسيسيبي، ومؤسساها الرئيسان هما، تيم إليس، وهو مهندس متخصص في صواريخ الدفع الفضائي، عمل سابقاً في شركة «بلو أوريجين»، وهو الآن الرئيس التنفيذي للشركة، وجوردن نون التي عملت من قبل في شركة «سبيس إكس»، وتشغل حالياً منصب المدير التقني للشركة.

الطباعة الثلاثية منفذ للفضاء

وتقوم أعمال شركة «ريليتف سبيس» على فكرة رئيسة، تتمثل في أن الطباعة ثلاثية الأبعاد هي «المنفذ» أو بوابة الولوج من الأرض إلى الفضاء والكواكب الأخرى واستعمارها، سواء في ما يتعلق بكيفية بناء وتشغيل صواريخ الدفع والسفن والمركبات الفضائية التي سيتنقل بها الناس بين الأرض والكواكب، أو في تشييد المستعمرات والمباني والمصانع وغيرها فوق الكواكب الأخرى.

وتعتقد الشركة أن الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تعتمد بالأساس على برمجيات وتقنيات المعلومات، هي البديل الأفضل الذي يوفر صواريخ ومركبات ومعدات فضائية من مختلف الأنواع والأحجام والاجناس خلال فترة وجيزة بكلفة بسيطة، موضحة أن ذلك يتحقق من خلال تقنية في التصنيع تسمح بسحق المعادن والمواد المستخدمة في التصنيع والبناء اعتماداً على الليزر، وهي عملية يطلق عليها «التلبيد بالليزر»، التي تحول أي معدن الى مسحوق فائق النعومة، يمكن صهره وبخّه في صورة رذاذ ليقوم بتشكيل أعقد القطع والتصميمات المختلفة بصورة فائقة الدقة والمتانة، بسرعة كبيرة، ودون لحامات، ما يعني إنتاج المكونات المستخدمة في التصنيع والبناء بأحجام كبيرة تتضمن المئات، وربما الآلاف من القطع الصغيرة.

باكورة الإنتاج

وجسدت الشركة فكرتها الأساسية في أول منتج لها، وهو ماكينة طباعة معدنية ثلاثية الأبعاد تعتبر الأكبر والاضخم من نوعها، مشيرة إلى أن «ستار جيت» ليست منتجاً في حد ذاته، وإنما نظام للبناء والتشييد، يمكن أن يتجسد في صورة ماكينات وأدوات متنوعة القدرات والأغراض.

وقال تيم إليس إن «ريليتف سبيس» تعمل على تطوير صاروخ فضائي تحت اسم «تيران» يتم إنتاجه بالطباعة ثلاثية الأبعاد عبر نظام «ستار جيت»، مبيناً أنه وفقاً للخطط الموضوعة فإنه سيتم تخفيض أجزاء هذا الصاروخ من نحو 100 ألف جزء الى 1000، على أن يتم الانتهاء منه بحلول عام 2020، ليقوم بإطلاق قمر اصطناعي الى مدار أرضي منخفض.

وذكر أن الشركة تخطط لأن تصل الى القدرة على تصميم وإنتاج صاروخ فضائي بكلفة رخيصة وإطلاقه خلال 60 يوماً فقط، بدلاً من 12 إلى 18 شهراً حالياً، وذلك بدءاً من التعامل مع المواد الخام الأولية، وحتى تحليق الصاروخ في الفضاء، مشيراً إلى أن الصاروخ الجديد يضاهي صاروخ «فالكون 9» الذي تصنعه شركة «سبيس إكس».


محرك صاروخي

أفادت شركة «ريليتف سبيس»، بأنها بنت محركاً صاروخياً أطلقت عليه اسم «آيون» بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد، موضحة أن عملية البناء بدأت بصهر وسحق سبائك المعدن من النيكل وغيره وتحويلها الى مسحوق، حيث إنه على مدار أيام، يقوم الليزر بتحويل المسحوق إلى أشكال من الصعب إن لم يكن من المستحيل صنعها باستخدام القوالب العادية التقليدية، مع تحكم أفضل في المنتج النهائي وقوته، ودمج مئات وآلاف القطع الصغيرة في مكون واحد بلا لحامات، مما يجعل من السهل تفادي استخدام عدد لا يحصى من أدوات التثبيت، وكذلك تفادي أشهر من الجهد.

تويتر