تأتي بحجم بطاقات الائتمان.. ولا تقدّم سوى خدمات الصوت والرسائل النصية

3 طرز جديدة من «المحمول» لمكافحة «الإدمان الرقمي»

هواتف «التجويع الرقمي» لا توجد فيها أي تطبيقات. من المصدر

ظهرت، أخيراً، ثلاثة طرز جديدة من الهواتف المحمولة التي ترفع شعار «التجويع الرقمي»، ومكافحة «الإدمان الرقمي» التي باتت، من وجهة نظر مصنعي هذه الهواتف، تثقل كاهل المستخدم، وتضر بحالته النفسية والاجتماعية والسلوكية، وتجعله لا يعيش حياة طبيعية، بسبب كثرة التطبيقات والخدمات والشبكات الاجتماعية الموجودة على الهواتف الذكية.

وقدمت أحد تلك الهواتف الجديدة شركة «إن تي تي دوكومو» اليابانية، فيما طرحت الهاتف الثاني شركة «لايت» الأميركية، بينما كشفت شركة «بالم» الأميركية عن الهاتف الأخير.

ووفقاً لمواقع تقنية عدة، فإن الهواتف الثلاثة تتشارك في كونها تأتي بمقاس يتساوى أو يقل عن مقاس بطاقات الائتمان من حيث الحجم والوزن، فضلاً عن أنها لا تقدم سوى خدمات الصوت والرسائل النصية، كما لا توجد فيها تطبيقات من أي نوع.

ويحمل هاتف «إن تي تي دوكومو»، اسم «كيه واي ـ 01 إل»، في حين يأتي جهاز «بالم» تحت اسم «بالم 2»، أما هاتف «لايت» فيحمل اسم «لايت 2».

«كيه واي ـ 01 إل»

وأفادت شركة «إن تي تي دوكومو» اليابانية، بأن هاتفها الجديد «كيه واي ـ 01 إل» يستهدف أن يكون أكثر جاذبية وأكثر بساطة من أي وقت مضى، و«الأكثر نحافة في العالم»، موضحة أنه بحجم بطاقة الائتمان، ويمكنه إجراء مكالمات هاتفية وتصفح الـ«ويب»، إضافة إلى أنه مزود بخاصية الاتصال بشبكات الاتصالات المحمولة من الجيل الرابع، كما أنه لا يحتوي على كاميرا أو أي متجر لتنزيل التطبيقات منها.

«لايت 2»

من جهتها، أكدت شركة «لايت» الأميركية أن هاتفها الجديد «لايت 2» لا يظهر أي تطبيقات من أي نوع، وإنما بدلاً من ذلك، يمكنه فقط إجراء المكالمات، وإرسال النصوص، والتعامل مع الاتجاهات البسيطة، وتعيين التنبيهات، مشيرة إلى ان الهاتف مزود بمنبه، و«ميكروفون»، وأزرار ميكانيكية فعلية وليست باللمس. وذكرت الشركة أن «لايت 2» سهل الاستخدام مقارنة بهاتف «لايت 1»، مبينة أنه بعكس الطراز الأول فإن «لايت 2» يمكن أن تضاف إليه قائمة الاتصالات الخاصة بالمستخدم، وبرمجته ليطلب سيارة أجرة مثلاً، أو استخدامه في تحديد الاتجاهات البسيطة.

وأضافت أن الهاتف الجديد يعمل على شبكات الجيل الرابع للمحمول، ويحتوي منفذ شحن بالطاقة من فئة «يو إس بي سي»، إضافة الى تزويده بمنفذ لسماعة رأس، وشاشة تعمل بالحبر الإلكتروني، لافتة إلى ان الهاتف الذي يأتي باللونين الأبيض والأسود يبلغ سمكه 6.5 ملليمترات، وبطول وعرض بطاقة الائتمان العادية، ومن ثم من السهل وضعه في الجيب أو المحفظة.

«بالم 2»

بدورها، قالت شركة «بالم» الأميركية إنه تم تصميم هاتفها الجديد «بالم 2»، ليكون صغيراً بما يكفي لوضعه في المحفظة إلى جانب بطاقات الائتمان، موضحة أن فكرته الأساسية تتمثل في أنه يعتبر هاتفاً ذكياً «مصاحباً» يعمل فعلياً جنباً إلى جنب مع الهاتف الذكي العادي، على عكس هاتف شركة «إن تي تي دوكومو» المصمم للعمل مستقلاً، ولذلك فهو يحتوي على مجموعة كاملة من وظائف الهاتف الذكي، بما في ذلك كاميرا، ومساعد صوت.

وأضافت «بالم» أنها في الأساس، أرادت أن يكون هاتفها مساعداً للهواتف الذكية الكبيرة وليس بديلاً لها، بحيث يستخدم أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو الذهاب إلى حفلة موسيقية أو قضاء عطلات نهاية الأسبوع، مشيرة إلى أنه تم تصميمه للوصول السريع والسهل إلى المهام، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الرسائل النصية. وبينت أن المقصود من «بالم 2» هو توفير بديل خفيف للجهاز الرئيس، حيث يعمل كمساعد قابل للتشغيل في الجيب عندما لا يرغب المستخدم في حمل جهازه الأكبر.

ابتكارات أحدث

إلى ذلك، أكدت الشركات المصنّعة لهواتف «التجويع الرقمي» أنها تحاول التفوق على الشركات العملاقة المصنعة لهواتف «التخمة الرقمية» من خلال تقديم ابتكارات أحدث، تعتمد على اتخاذ خطوات عديدة الى الوراء، وتبسيط عملية التصنيع وخبرة الاستخدام.

وأشارت تلك الشركات إلى أن هواتفها الجديدة تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات للتدقيق في التأثير الذي يحدث للمخ والعقل والسلوك نتيجة قضاء الكثير من الوقت على شاشة الهاتف المحمول، بل وهناك حركة أو توجه بين الآباء، حتى هؤلاء المتخصصون في التقنية العالية، للحد من وصول أطفالهم إلى الهواتف الذكية.


إدمان

وجدت مؤسسة «فلوري» للأبحاث أن المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون أجهزتهم المحمولة لمدة خمس ساعات يومياً، في حين وجدت دراسة أخرى أجرتها مؤسسة «أسوريون» للبحوث أن الأميركيين يتفحصون هواتفهم المحمولة 80 مرة يومياً في المتوسط، حيث إن معظم هذا الوقت يتم قضاؤه على التطبيقات.

وكشفت دراسات أخرى أن العديد من تطبيقات الهواتف الذكية الشائعة، مثل تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي، صممت لاستخدام أساليب سيكولوجية تجذب انتباه المستخدم طوال الوقت وتجعله متعلقاً بها، بصورة أقرب إلى الإدمان.

كما أظهرت الدراسات أنه في الوقت نفسه فإن التطبيقات التي تحد كثيراً من استخدام الهاتف الذكي باتت تنال الكثير من القبول من جانب المستخدمين.

تويتر