كشفت عن متجر ملابس ومطعم يعملان وفق توجّه «الشركة» الجديد

«علي بابا» تمزج بين قدرات البشر والذكاء الاصطناعي في بيئة عمل واحدة

المرايا الذكية في متجر الملابس تعرض الخيارات المتاحة للقطعة المختارة من حيث الألوان والمقاسات والأسعار. من المصدر

تحاول العديد من شركات التقنية الكبرى تقديم خدماتها للمتعاملين بطريقة تمزج بين ما هو تقليدي وقائم على قدرات البشر، وما هو تقني صرف وقائم على قدرات «الروبوتات» ونظم الذكاء الاصطناعي في بيئة عمل واحدة، حيث أقدمت شركة «علي بابا» الصينية، أخيراً، على تقديم نموذجين عمليين لهذا التوجه، الأول يتمثل بمتجر ملابس يجمع بين أساليب البيع التقليدية الصرفة التي يتولاها البشر، وأساليب البيع الإلكترونية المعتمدة على التقنية المتقدمة، بما فيها الذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف الى الهوية بموجات الراديو، وغيرهما.

- الملابس توضع في عربة إلكترونية وتتجمع بغرفة التبديل تلقائياً.

- الطهاة يطبخون و«الروبوتات» تنقل الطلبات إلى طاولات الزبائن.

أما النموذج الثاني فيتمثل بمطعم للمأكولات البحرية، يقوم فيه الطهاة بعملية الطهي، بينما تقوم «الروبوتات» والنظم التقنية المتقدمة الاخرى بأعمال استقبال الزبائن وتوزيعهم على المقاعد، وتلقي الطلبات، فضلاً عن توصيل الوجبات لهم على طاولاتهم.

ونشرت «علي بابا» تفاصيل عن النموذجين على مدونتها الرسمية.

التقليدي والإلكتروني

وبحسب ما ورد في المدونة، فإن متجر «علي بابا» الجديد الذي افتتحته الشركة في هونغ كونغ، يجمع بين أفضل أجزاء التسوق المادي التقليدي، الذي يمكنك من تجربة الملابس أو الاكسسوارات فعلياً قبل شرائها، وافضل أجزاء التسوق الالكتروني عبر الإنترنت.

وأوضحت المدونة أن المتجر يحاول سد الفجوة بين الأسلوبين من خلال المزج بينهما في مكان واحد، يجمع بين المرايا الذكية العاملة بالذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف إلى الهوية بموجات الراديو.

وأضافت أن الموظّفين في المتجر يعملون على إدارته، فيما تتولى التقنيات الحديثة إدارة شاشات العرض، وتقديم خيارات الالوان والأحجام، إضافة إلى نظام المساعدة في التجوال داخل المتجر، فضلاً عن وضع العناصر المختارة في عربة تسوق الكترونية على الشاشة، لتظهر العناصر المختارة الفعلية في غرفة تجربة الملابس من دون أن يحملها الزبون أو يتجول بها بالمتجر.

مراحل التجربة

وبينت مدونة «علي بابا» أن تجربة التسوق تبدأ داخل المتجر بأن يطالع الزبون محتويات المتجر كاملة عبر تطبيق على هاتفه المحمول لموقع «علي بابا» للتجارة، ويحصل لنفسه على كود تعريف قبل أن يبدأ التجول في المتجر فعلياً، لافتة إلى أنه يتوافر في المتجر نظام للتعرف الى الوجوه للحصول على تجربة شراء شخصية وأكثر تخصيصاً. وتابعت المدونة أنه عند الدخول إلى المتجر، يدخل الزبون بكود التعريف الذي سبق الحصول عليه، ويتوجه إلى المكان الذي توجد به قطع الملابس التي أعجبته على التطبيق، وهناك سيجد قطع ملابس فعلية موضوعة على أرفف تعمل بتقنية «آر إف آي دي»، وما أن يختار العميل القطعة التي أعجبته، حتى تقوم المرايا الذكية المجاورة للأرفف الذكية بعرض جميع الخيارات المتاحة بالمتجر من هذه القطعة، من حيث الألوان والمقاسات والأحجام والأسعار وغيرها أمام الزبون، مع اقتراحات لما يناسبه أكثر، إذ يعتمد المتجر في ذلك على نظام ذكاء اصطناعي يمسح جسم الزبون لمعرفة المقاسات، وغيرها.

وأشارت إلى أنه إذا قرر الزبون اختيار قطعة ملابس بعينها، فعليه في هذه الحالة إضافتها إلى عربة التسوق الإلكترونية، وتركها مكانها على الرف، وهنا يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بعمليات مزامنة ما بين المخزون الموجود في المتجر فعلياً وبين غرف تجربة وتبديل الملابس، وتجميع القطع التي وضعها الزبون في عربة التسوق الإلكترونية، والدفع بها آلياً إلى واحدة من غرف تجربة الملابس الخالية، وإظهار رسالة للزبون، ليتوجه الى غرفة الملابس التي وصلت إليها القطع التي اختارها، وحالما يدخل الغرفة يجربها ويشتري ما يستقر عليه، ثم يدفع إلكترونياً.

مأكولات بحرية

وبالنسبة لمطعم المأكولات البحرية، فإن العمل يجري على النهج نفسه في متجر التسوق، حيث يجمع بين استخدام تطبيقات الهواتف الذكية المحمولة، ونظم الذكاء الاصطناعي و«الروبوتات» والطهاة والعمال البشر في بيئة عمل واحدة.

وأوضحت مدونة «علي بابا» أن تجربة التعامل مع المطعم، تبدأ مع طلب الزبون الوجبات، إما عن طريق تطبيق «المحمول» الخاص بالمطعم من هاتفه قبل وصوله للمطعم، أو من خلال شاشة كبيرة بمدخل المطعم، على هيئة شاشة «المحمول»، تعمل باللمس وتظهر بها واجهة التطبيق نفسه، ليقوم الزبون بطلب الوجبة، وفي الحالتين يحصل الزبون على رقم تعريف من خلال تقنية «كيو آر كود».

ولفتت إلى أن الوجبة التي يطلبها الزبون يمكن أن تكون من مأكولات طازجة، يأخذها ليتناولها في مكان آخر، وفي هذه الحالة ما عليه سوى التوجه إلى مكان التسليم، أما عملية تجميع مكونات الوجبة فتتم آلياً، ثم يتم طهوها بمعرفة الطهاة، وبعدها تتم تعبئتها في كيس آلياً، وعن طريق كود التعريف يقوم الزبون بالدفع إلكترونياً، وتسلّم وجبته. ووفقاً للمدونة فإنه إذا أراد الزبون أن يتناول وجبته بالمطعم، تكون هناك إحدى موظفات الاستقبال بالمطعم، التي توجّهه الى الطاولة الخاصة به، لتظهر تفاصيل الطلب آلياً على شاشات العرض أمام الطهاة، ويتم تجهيز الطلب، وهنا يبدأ المزج بين الطهاة البشر، وأحزمة نقل آلية تعمل بالذكاء الاصطناعي، فضلاً عن أذرع آلية، وعربات ذكية متنقلة توضع بداخلها الوجبات، وتنزلق على أحزمة النقل الذكية، حتى تصل الى طاولة الزبون.

تويتر