طرحتها شركة ناشئة.. وتعمل مع الهواتف والتلفزيون والحاسبات وأجهزة الترفيه

«الصوت المركّز».. تقنية جديدة تبثّ الصوت لأذنك بلا سماعات

التقنية تُبقي الشخص متصلاً بعالم الصوت الخاص به. من المصدر

ربما يكون عام 2018 بداية النهاية لجميع أنواع سماعات الأذن السلكية واللاسلكية معاً، لتختفي تماماً من حياتنا وتصبح أثراً بعد عين، فقد جرى، خلال الأيام الماضية، كشف النقاب عن تجربة حية لتقنية جديدة يمكن تضمينها أو تثبيتها في أي هاتف أو تلفزيون أو «استريو» سيارة أو حاسب محمول أو ساعة ذكية، فتقوم بإصدار إشارة رقمية من نوع خاص، تبحث عن أذن صاحب أو مستخدم الجهاز، حتى تصل إليها وتحدد موقعها بدقة، ثم تنشئ بها سماعة افتراضية، تستقبل ما يسمى بـ«فقاعات الصوت»، وتجعل الشخص يتلقى وحده الصوت الصادر عن الجهاز، سواء كان مكالمة تليفونية، أو أغنية أو مقطعاً موسيقياً، أو صوتاً مصاحباً لفيديو، أو غيرها، فيسمع وحده الصوت عن بُعد ومن دون وجود سماعة بأذنه على الإطلاق، ويسمعه بوضوح تام، وبمعزل عن جميع الأصوات المحيطة به، التي لن تصل إلى أذنيه طالما كانت السماعة الافتراضية قائمة بأذنه.

التقنية الجديدة

الجهاز الواحد

أكد أحد مؤسسي شركة «نوفيتو»، تومر شاني، أن تقنية «الصوت المركّز» تجعل من الممكن بث أكثر من صوت من الجهاز الواحد، وكل صوت منها يوجّه إلى أذن شخص مختلف، فمثلاً إذا كان هناك أفراد عائلة في سيارة، فإن الزوج الذي يقود السيارة يمكنه الاستماع وحده إلى صوت «الملاح الآلي» للسيارة، فيما تستمع الزوجة في المقعد الأمامي المجاور إلى مقطوعة موسيقية، والأمر نفسه يمكن أن يحدث في المنزل، حيث يتم بث أصوات مختلفة من جهاز التلفزيون.

ظهرت هذه التقنية الجديدة في عرض حي قدمته، أخيراً، شركة ناشئة تدعى «نوفيتو»، في ردهة أحد الفنادق الأميركية، خلال جولة تمويل أمام المستثمرين، وقام خلالها بعض الحاضرين بالمشاركة في التجربة، حيث تلقوا مكالمات هاتفية من هاتف محمول يعمل بالتقنية الجديدة وسط زحام الجمهور بردهة الفندق، وأكدوا أنهم سمعوا المكالمة بوضوح من دون وضع الهاتف على الأذن أو ارتداء سماعات على الإطلاق.

وراجعت «الإمارات اليوم» تفاصيل التقنية الجديدة بموقع الشركة noveto.biz، ووفقاً للمعلومات المنشورة على الموقع فإن «نوفيتو» شركة ناشئة تقوم بتطوير واجهات صوتية بين الإنسان والآلة، وتطلق على هذه التقنية اسم «الصوت المركّز». وقالت الشركة إن التقنية الجديدة عبارة عن وحدة تمثل نظاماً قائماً بحد ذاته، مكوناً من شريحة إلكترونية وبرمجيات خاصة، ويمكن أن تأتي في صورة جهاز مستقل، تطلق عليه الشركة حالياً اسم «سولو»، وهو يشبه مكبرات الصوت الصغيرة، ويتم شبكه في الجهاز المطلوب بث أصواته بهذه الطريقة. ويمكن أيضاً أن يتم تضمينها وتركيبها داخل أي جهاز يصدر صوتاً، مثل التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي، أو حتى أشياء مثل جهاز الجري والساعات الذكية، وغيرها، فتقوم هذه الأجهزة ببث حزم صوت، يتم توجيهها وتركيزها على أذن شخص أو مستخدم واحد فقط. وتقوم تقنية «الصوت المركّز» أو الواجهة الصوتية بين الإنسان والآلة بتوليد وبث موجات صوتية ذات نطاق مركز إلى نقطة محددة في الفضاء أو الفراغ المحيط بها، من دون أي أجهزة وسيطة، مثل سماعات الأذن السلكية أو اللاسلكية، وعند وصول حزم الصوت إلى هذه النقطة المحددة، يمكن سماع محتوى الصوت وتفاصيله بصورة واضحة وبتأثيرات صوتية ثلاثية الأبعاد إذا تطلب الأمر.

المكونات

وتتكون تقنية «الصوت المركّز» من معالج للإشارات الرقمية من فئة «دي إس بي»، وهو معالج دقيق ذو هندسة معمارية متخصصة في التعامل الأمثل مع الاحتياجات التشغيلية لمعالجة الإشارات الرقمية، مثل قياس الإشارات التناظرية في العالم الحقيقي أو ترشيحها أو ضغطها، بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، ما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام في الأجهزة المحمولة، مثل الهواتف المحمولة والساعات والحاسبات اليدوية واللوحية وغيرها.

كما تتضمن هذه النوعية من المعالجات تصميمات ذاكرة خاصة، قادرة على جلب بيانات عدة أو تعليمات في الوقت نفسه. وتتضمن هذه التقنية أيضاً برامج خاصة، تتحكم في بث الموجات وتوجيهها وتركيزها في نقطة معينة على مسافة معينة، وكذلك في ضبط وتوجيه الإشارة الأولية التي تبحث عن الأذن وتحدد موقعها بدقة، من خلال عمليات مسح للفضاء المحيط، حتى العثور على شكل الأذن البشرية والتعرف عليها، وتحديد النقطة التي يتم فيها تلقي دفعات أو «فقاعات الصوت» المتتالية، المبثوثة من الهاتف أو الحاسب أو التلفزيون، لتقع مباشرة أمام طبلة الأذن ليسمع الشخص ما تحتويه من أصوات.

3 أهداف

وأكدت الشركة أن هذه التقنية تحقق ثلاثة أهداف، الأول: الخصوصية، حيث تُبقي الشخص متصلاً بعالم الصوت الخاص به أينما كان، حيث يسمع هاتفه المحمول وهو يمسكه بيده أو في جيبه، وفي منزله يسمع تلفزيونه، وفي مكتبه يسمع حاسبه، وذلك كله من دون أسلاك أو سماعات على الإطلاق. والهدف الثاني هو السلامة والأمان، فالصوت يصل نقياً خالياً تماماً من الأسلاك، بينما الهدف الثالث يتركز في البساطة، فالمستخدم عليه فقط الضغط على مفتاح داخل الجهاز ليقوم بتشغيل هذه التقنية، ليتم بث الصوت المنبعث من الجهاز لأذنيه مباشرة من دون أي إجراء آخر.

تقنية الصوت

وخلال العرض قدّم أحد مؤسسي الشركة، تومر شاني، مزيداً من الشرح حول التقنية الجديدة، قائلاً إن «تقنية الصوت المركّز تختلف كلية عن تقنية (الصوت الموجّه) الذي يوجه إشارة الصوت في خط مستقيم، لتنتهي عند نقطة في نهاية الخط، وإذا لم تكن النقطة على خط بث الإشارة نفسه لا تتلقى الصوت، أما الصوت المركز فهو يختلف عن ذلك في كونه يبث إشارة تقوم (بغمر) المنطقة المحيطة بالجهاز مصدر الصوت، حتى تتعرف على مكان أذن المستخدم، وتنشئ عند ذلك خط اتصال معها تنقل خلاله إشارة الصوت، وهذا الخط يتغير بحسب حركة الجهاز وموقعه، أو حركة أذن الشخص وموقعها، ولا يظل ثابتاً كالحال مع الصوت الموجه».

نقاط ضعف

ظهرت في العرض بعض نقاط الضعف، منها أن جودة الصوت لم تكن مبهرة بالصورة الكافية، كما ظهرت بعض المشكلات عند تشغيل خاصية أكثر من صوت، وفي هذا الصدد قال تومر شاني إن جودة الصوت ستتحسن مع مزيد من التطوير في التقنية، وسيتم تصحيح الأخطاء التي ظهرت في أوضاع الأذن والأجهزة، بما يسمح بتتبع الأذنين، بغض النظر عن وضع الرأس، وأكد أن التقنية ستكون بالأسواق في خريف 2019.

تويتر