عملاق المعدات الشبكية يرى أن «يوتيوب» لا يلبي معايير سلامة «العلامة التجارية»

الإعلانات الإباحية والحض على العنف توتران العلاقة بين «سيسكو» و«يوتيوب»

أعلنت شركة «سيسكو» الأميركية المتخصصة في مجال المعدات الشبكية والاتصالات الرقمية حول العالم، أنها ستسحب جميع إعلاناتها على موقع «يوتيوب» لمحتوى الفيديو، فوراً، نظراً لأن الموقع لا يلبي الاشتراطات والمعايير التي تضمن سلامة العلامة التجارية للشركة.

• الروبوتات البرمجية تزيل 8.3 ملايين فيديو مسيء من «يوتيوب» خلال 3 أشهر.

• طريقة عرض الإعلان

تنشب الأزمة بين «يوتيوب» والمعلنين الكبار بسبب الطريقة المتبعة في عرض الإعلانات على «يوتيوب»، والتي تستند في أغلب الأحيان إلى طريقة عرض اللقطة الإعلانية، قبل بدء عرض الفيديو المطلوب مشاهدته أصلاً، ومع انتهاء تشغيل اللقطة الإعلانية، أو اختيار المشاهد أمر تخطيها، يبدأ الفيديو الأصلي بالعمل على الفور. وفي طريقة أخرى يتم تشغيل الفيديو المطلوب ثم إظهار علامة أو معلومة قصيرة تشير إلى اللقطة الإعلانية أو مكانها.

وجاء هذا الإعلان في تدوينة ظهرت على المدونة الرسمية للشركة على لسان كبيرة مسؤولي التسويق في «سيسكو»، كارين والكر، واستمرت التدوينة لمدة 24 ساعة، قبل أن يجرى تعديلها، ويحذف منها الجزء الخاص المتعلق بسحب الإعلانات من «يوتيوب».

وأكدت مسؤولة «سيسكو» في تدوينتها، أن الشركة ستسحب جميع إعلاناتها من «يوتيوب»، لأنه لا يلبي المعايير التي تضمن سلامة علامتها التجارية، مشيرة إلى أنه لا يوجد مخطط لدى «سيسكو» للإعلان على موقع «يوتيوب» مرة أخرى «حتى تستوفي المنصة معاييرنا».

إلا أن التعديل الذي حدث على التدوينة لم يغير من الواقع شيئاً، وهو أن العلاقة بين «سيسكو» و«يوتيوب» أصبحت متوترة.

وفي هذا السياق، قال تقرير لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، إن الشبكة عثرت على إعلانات من أكثر من 300 شركة ومنظمة، بما في ذلك كيانات حكومية، تظهر على «يوتيوب» متجاورة أو متلازمة مع محتوى يروج للنازيين، والقوميين البيض، ونظريات «المؤامرة البرّية»، وكانت شركة سيسكو من بين الـ300 شركة ومنظمة المشار إليها.

حلقة جديدة

وشكلت الواقعة حلقة جديدة في المواجهات والضغوط العاتية التي يتعرض لها «يوتيوب»، الذي يعد أكبر موقع لمشاركات الفيديو في العالم من قبل كبار المعلنين لديه، بسبب المحتوي المسيء الذي يظهر ملازماً لإعلاناتهم وعلاماتهم التجارية، ويجعل أكبر العلامات التجارية المتمتعة بالقيمة والاحترام تتجاور مع فيديوهات إباحية، وأخرى تحض على الكراهية والعنف والتطرف.

وتأتي هذه الواقعة بعد مرور نحو عام على الأزمة التي نشبت في أبريل 2017 بين «يوتيوب» وكبار المعلنين على الموقع وسحبوا بسببها إعلاناتهم لفترة خسر بسببها «يوتيوب» وشركة «غوغل» المالكة له نحو 750 مليون دولار خلال فترة قصيرة، وأطلق علي هذه المواجهة وقتها «حفنة رمل في عين الوحش»، أي المواجهة التي تسببت في مضايقة وأذى شديدين لـ«يوتيوب»، لكنها لم تؤثر عليه بصورة جوهرية أو تهدد وجوده بشكل جدي.

موقف «غوغل»

إلى ذلك، نقل موقع «بيزنس انسايدر» في 11 مايو الجاري، عن متحدث باسم شركة «غوغل» الأميركية، قوله إن «يوتيوب» يناضل من أجل تقديم أفضل خدمة لمشاركة الفيديو على مستوى العالم، وتطهير الموقع من المواد المسيئة والمزعجة وغير القانونية.

وأضاف المتحدث: «نشعر بالامتنان المذهل للعلامات التجارية التي نضعها في الأسواق كل يوم، وقد دخلنا في شراكة مع المعلنين لإجراء تغييرات مهمة على كيفية مقاربتنا لتحقيق الدخل على (يوتيوب) من خلال سياسات أكثر صرامة، وتحكماً أفضل، وقدراً أكبر من الشفافية، ونحن ملتزمون بمواصلة هذا الحوار والحصول على هذا الحق».

وأشار المتحدث إلى التغييرات الأخيرة التي أجراها «يوتيوب» لهذا الغرض، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتصفية مقاطع الفيديو وتوظيف 10 آلاف موظف للمساعدة في مراقبة الموقع، مؤكداً أن مهمة «يوتيوب» ليست سهلة في هذا السياق، ففي كل دقيقة يتم تحميل أكثر من 400 ساعة فيديو من جميع أنحاء العالم إلى الخدمة.

فيديوهات مسيئة

وأعاد «يوتيوب» إبراز تدوينة على مدونته الرسمية توضح بالتفصيل العمل الذي يقوم به لمكافحة المحتوى المسيء وضمان سلامة العلامات التجارية، وورد بهذه التدوينة أنه تمت إزالة 8.3 ملايين مقطع فيديو مسيء من «يوتيوب» خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2017، وأن 6.7 ملايين من مقاطع الفيديو الخاصة بالمشكلة تم تحديدها وتتبع جذورها بواسطة الروبوتات البرمجية وليس البشر، كما تم التعرف إلى البقية من قبل علماء موثوق بهم، والمستخدمين، والمنظمات غير الحكومية، والوكالات الحكومية.

وأكد يوتيوب أن تصنيف الفيديوهات التي تمت إزالتها جاء كالتالي: المحتوي الجنسي 30.01%، والبريد المزعج أو المضلل 26.4%، وفيديوهات كراهية أو مسيئة 15.6%، وفيديوهات عنيفة أو مثيرة للاشمئزاز 13.5%، والأفعال الضارة 7.6%، وإساءة معاملة الأطفال 5.2%، ومساعدة الإرهاب 1.6%.

تويتر