أعادت تقييم ما تُحدثه التقنيات من تداعيات اجتماعية سلبية

«غوغل» تطرح إجراءات مضادة لـ «الإدمان الرقمي»

«غوغل» كشفت عن الإجراءات الجديدة خلال مؤتمرها السنوي للمطوّرين. من المصدر

اعتادت شركة «غوغل» إطلاق إبداعاتها التقنية من نظم التشغيل وأدوات البحث والذكاء الاصطناعي والإعلانات الرقمية وتطبيقات الهاتف المحمول، وغيرها، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين، لكن هذا الأمر اختلف في مؤتمرها للعام الجاري «آي أو 2018»، والذي ظهرت فيه وهي تقود موجة أشبه بما تكون إعادة تقييم شاملة لما تُحدثه التقنيات الرقمية من تداعيات اجتماعية سلبية على الأفراد والجماعات في مختلف المجتمعات، وأبرزها الإدمان الرقمي، وإضعاف العلاقات الاجتماعية المباشرة بين الفرد ومحيطه الضيق من أفراد العائلة والأصدقاء.

وجسّد الرئيس التنفيذي للشركة، سوندر بيشاي، هذا التوجه في كلمته الرئيسة أمام المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس، في مدينة ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا الأميركية، بقوله: «من الواضح أن التقنية يمكن أن تكون قوة إيجابية، لكنه من الواضح أيضاً أننا يمكن ألا نكون أكثر اهتماماً بتداعيات الابتكار في التقنية، ونحن لدينا إحساس عميق بالمسؤولية حول الكيفية التي نفعل بها ذلك على نحو سليم».

أدوات

«أندرويد» للأجهزة القابلة للارتداء

كشفت شركة «غوغل»، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين، عن النسخة الأحدث من نظام «أندرويد» المخصصة لتشغيل الأجهزة القابلة للارتداء، والتي تحمل اسم «وير أو إس»، وتعمل بصفة مبدئية مع الساعات الذكية، التي جاءت ببعض التحسينات الخاصة بعمر البطارية، إلى جانب وضع مظلم مريح لواجهة المستخدم لجعل النظر إلى الساعة أسهل.

وطرحت «غوغل» أيضاً نسخة مطورة من نظام «أندرويد» للأشياء، وهو النظام المخصص لتشغيل الأجهزة والأدوات المرتبطة بنظم وتطبيقات إنترنت الأشياء.

وأفاد بيشاي بأن «غوغل» طرحت أداة أطلقت عليها لوحة تحكم «الوقت المستغرق» التي تعمل مع تطبيقات نظام التشغيل «أندرويد»، والتي تخبر المستخدم بالضبط بالوقت الذي يقضيه في أي تطبيق معين، كما تخبره بعدد الإشعارات التي يتلقاها، وعدد المرات التي يفتح فيها هاتفه، لمساعدته في تتبع استخدام هاتفه الذكي، وتنظيمه إذا لزم الأمر.

وأضاف أن الشركة طرحت أيضاً تطبيقاً جديداً لمواجهة الأخبار الكاذبة والوهمية عبر الإنترنت، موضحاً أن هذا التطبيق يقوم بتجميع الأخبار من أكثر من 100 مصدر موثوق به، ويعتمد على الذكاء الاصطناعى في تنظيم وترتيب الأخبار التي يتابعها المستخدم أولاً بأول، حيث سيمكنه بمرور الوقت التعرف إلى تفضيلات المستخدم، لإظهار الأخبار التي تهمّه في البداية، كما أنه يتيح للمستخدم الاشتراك في الكثير من المجلات والصحف من خلال حسابه في خدمة دفع «غوغل».

وجاءت هذه الأدوات ضمن حزمة أطلقتها «غوغل» خلال المؤتمر تحت شعار «الرفاهية الرقمية»، وتضمنت خاصية جديدة تسمح للمستخدمين بتشغيل أو إيقاف الميزات المتاحة إذا كانت هذه الميزات تجعل حياتهم أسهل.

الثقة والولاء

ووفقاً للمحلل في مؤسسة «غارتنر» للبحوث والدراسات، براين بلاو، فإن «غوغل» نظمت مؤتمرها وهي تشعر بأن عامل الثقة والولاء لها من قبل المستخدمين والمستهلكين بدأ يتعرض للاهتزاز والتأثر، وهو العامل الأهم الذي يعد العمود الفقري الذي تعتمد عليه في جميع أعمالها، ومن ثم القسم الأعظم من عائداتها وأرباحها.

وقال بلاو إنه من دون الثقة والولاء العريض من المستخدمين يمكن أن يتعرض كل شيء في «غوغل» للاضطراب الشديد، ومن هنا عمدت الشركة إلى تغليف كل شيء تقدمه في هذا المؤتمر بغلاف مشترك، هو الحفاظ على الخصوصية، وحماية البيانات والحد من الإدمان الرقمي، والدفع بالمستخدم مرة أخرى نحو مزيد من العلاقات الاجتماعية المباشرة خارج نطاق الأدوات الرقمية وما تقدمه من أشياء تضعف الروابط الإنسانية.

وفي السياق نفسه، ذكر موقع «بيزنس إنسايدر» أن، بيشاي حاول أن يظهر خلال المؤتمر باعتباره «القبعة البيضاء» في عالم التقنية، أو الطرف النظيف البريء من سوء التقنية وتداعياتها السلبية، لافتاً إلى أن أبرز مؤشر الى ذلك كان احتفاءه وحرصه على تقديم الأدوات الجديدة التي تساعد كل شخص على فهم عاداته الرقمية، وإبعاده عن علاقته مع أجهزته وتطبيقاته، وكسر هذه العلاقة لوقت محدد خلال الـ24 ساعة طوال أيام الأسبوع.

منتجات أخرى

وعلى الرغم من أن توجه «التكفير عن الذنوب» كان هو الاتجاه الأكثر بروزاً خلال مؤتمر «غوغل»، إلا أن الشركة طرحت العديد من التحسينات والإضافات الجديدة، مثل «خرائط غوغل» التي أضيفت إليها ميزات جديدة للمستخدمين، كميزة معرفة آخر الأحداث في مناطقهم القريبة، مثل افتتاح مطعم أو سينما أو خلافه، فضلاً عن ميزة التنسيق مع أصدقائهم وعائلاتهم دون مغادرة تطبيق الخرائط، وكل ما يحتاج المستخدم أن يفعله هو الضغط طويلاً على أماكن الاهتمام، ويمكن إضافته إلى قائمة مختصرة يمكن للآخرين رؤيتها.

كما أطلقت «غوغل» نظام التشغيل الجديد «أندرويد بي» الذي قدم ميزة التوافق التام مع تصميمات شاشات الهواتف المختلفة، إضافة إلى ميزة التصفح بالإيماءات.

وفي مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، طورت «غوغل» قدرات مساعد «غوغل الصوتي الرقمي»، لتعتمد أكثر على الذكاء الاصطناعي في التعرف الى النصوص والكلام والترجمة، إلى جانب منصة التعرف الى الكائنات والصور «غوغل لينس»، التي تفيد في التعرف الى العناصر والأماكن من خلال البحث عبر عدسة كاميرا الهاتف.

تويتر