«المؤتمر» يركز على «تجميل» صورة «الشركة» أكثر من كونه منصة تفكير وإبداع

فضيحة تسرّب البيانات تلقي بظلالها على مؤتمر مطوري «فيس بوك»

الصخب الذي قاده زوكربيرغ قبل وأثناء «المؤتمر» أكد أن الإطلالة الجديدة كانت أهم من المنتجات الجديدة. من المصدر

أبرز ما كشفت عنه متابعة البث الحي عبر الإنترنت، التي قامت بها «الإمارات اليوم» لمؤتمر مطوري «فيس بوك»، الذي انعقدت فعالياته خلال اليومين الماضيين، أن ظلال وتبعات فضيحة تسرب بيانات مستخدمي الموقع المعروفة باسم «كمبريدج أنالتيكا» خيّمت على المؤتمر بشدة، وجعلت منه حلبة سباق بين تقديم إطلالة جديدة لـ«فيس بوك» تحاول أن تجعل الجميع ينسى الفضيحة، وبين تقديم منتجات جديدة تجسد جهد عام كامل من الإبداع والتطوير والبحوث، والتطلع إلى آفاق مستقبلية جديدة.

والصخب الذي قاده مؤسس الموقع ومديره التنفيذي، مارك زوكربيرغ، بنفسه، قبل وأثناء المؤتمر، أكد أن الإطلالة الجديدة كانت أهم من المنتجات الجديدة، ما جعل المؤتمر عملية «غسيل سمعة» و«تجميل صورة»، أكثر منه منصة تفكير وإبداع، كما هو معتاد.

حماية الخصوصية

على صعيد الإطلالة الجديدة، استبق زوكربيرغ أحداث المؤتمر الفعلية، وكتب منشوراً على «فيس بوك» قبل بدء أعمال المؤتمر أكد فيه أن ما حدث لن يتكرر، واختتم هذا المنشور بقوله: «شيء واحد تعلمته من تجربة الشهادة في الكونغرس، هو أنني لم تكن لديّ إجابات واضحة لبعض الأسئلة حول البيانات، لذلك نحن نعمل على التأكد من أن عناصر التحكم واضحة، وسيكون لدينا المزيد في المستقبل القريب».

وفي خطابه الرئيس أمام المؤتمر، أفسح المجال بصورة لافتة لهذه القضية، وتحدث وكرر الحديث عن جميع الخطوات التي اتخذها «فيس بوك» لحماية الخصوصية والبيانات، وأسهب في الحديث عن أداة مراقبة خصوصية جديدة يتم تطويرها تحمل اسم «محو التاريخ»، وشرحها بالقول إنه توجد داخل متصفح الـ«ويب» طريقة بسيطة لمسح ملفات تعريف الارتباط وسجل التصفح، وستكون هناك ميزة مشابهة على «فيس بوك»، تمكن المستخدمين من التحكم في سجل التصفح على «فيس بوك» ومواقع الـ«ويب» التي تمت زيارتها. وبحسب قوله فإنه بمجرد طرح هذا التحديث، سيتمكن المستخدم من رؤية معلومات حول التطبيقات ومواقع الويب التي تفاعل معها، وسيكون قادراً على مسح هذه المعلومات من حسابه، وإيقاف تخزينها.

الحض على الكراهية

تطبيق «الفضاءات»

أطلقت «فيس بوك» تطبيقاً يُدعى «الفضاءات» أو «سبيسس»، والذي يُمكّن من قضاء وقت الفراغ مع الأصدقاء بصورة افتراضية، إذ يتيح إنشاء الصورة الرمزية الرقمية اعتماداً على صورك، كما سيتمكن المستخدمون من الرسم عبر الشاشة أو مشاهدة مقاطع الفيديو 360 درجة أثناء الدردشة مع الأصدقاء عبر «ماسنجر فيس بوك» في بيئة افتراضية كاملة.


• «فيس بوك» أوقف خطط جمع بيانات المرضى من المستشفيات وربطها مع بيانات المستخدمين.

وامتدت عملية الإطلالة الجديدة للعديد من الأعمال داخل المؤتمر، إذ جرى الإعلان عن تشغيل أداة جديدة، تعمل على إظهار رسالة أسفل المشاركات والمنشورات في محدث الأخبار الخاص بهم، تسألهم عما إذا كانت الرسائل تحتوي على ما يحض على الكراهية.

كما أعلن كذلك عن خاصية لتصفية وفلترة التعليقات التي تحض على الكراهية داخل «إنستغرام»، ورغم أن هذه الخاصية أعلنت للمرة الأولى خلال العام الماضي، فإن جهود الإطلالة الجديدة استدعت العودة إليها، وتأكيد التوسع فيها.

وشملت عمليات الإطلالة الجديدة إعادة التأكيد على إيقاف الخطط، التي بدأت منذ فترة بشأن جمع بيانات المرضى من المستشفيات، وربطها مع بيانات المستخدمين، وأكدت الشركة تعليق مناقشة الخطة، في ضوء التعامل مع أزمة خصوصية بيانات المستخدمين، التي اندلعت أخيراً.

منتجات جديدة

علي صعيد المنتجات والأفكار والأعمال الجديدة، قدم المؤتمر العديد من الأشياء، كان في مقدمتها مفهوم «العالم أمام عينيك وليس بين يديك»، وهو مفهوم يروج تقنيات «الواقع الافتراضي» و«الواقع المعزز» كمجال مشترك وعام بين المستخدمين، ومن داخل هذا المفهوم جرى الإعلان عن «كاميرا فيس بوك»، التي تجمع بين الفن والتقنية، لتوفر طرقاً جديدة للمشاركة والتعبير عن النفس، وبدعم من محرك «الواقع المعزز»، وتشمل هذه المنصة أداتين هما «استوديو الواقع المعزز»، الذي يهتم ببناء الأقنعة والرسوم المتحركة والتأثيرات المتقدمة، و«استوديو إطارات الصورة»، الذي يسمح للفنانين بإنشاء إطارات للصور الشخصية، أو بناء تصميم من خلال المتصفح بطريقة سهلة.

وكشف زوكربيرغ عن سماعة واقع افتراضي جديدة تسمى «أوكيليوس غو»، وهي أول سماعة قائمة بذاتها من شركة «أوكيليوس» التابعة لـ«فيس بوك»، لا تحتاج إلى الاتصال بهاتف أو كمبيوتر للعمل، وتستغرق عملية إعادة الشحن لها ثلاث ساعات، كما يمكن أن تتبع السماعة تحركات رأس مرتديها.

الذكاء الاصطناعي

وركزت أعمال المؤتمر على التوسع في نشر الذكاء الاصطناعي داخل أعمال «فيس بوك» وتطبيقاته المختلفة، وعرضت في هذا السياق الروبوتات البرمجية الذكية «بوتس» التي تدير الدردشة التفاعلية، التي تزايدت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، لذلك أطلقت «فيس بوك» تبويباً جديداً يمكنك من الوصول إلى هذه الروبوتات الجديدة، من خلال مربع البحث.

وفي إطار نشر الذكاء، أطلقت «فيس بوك» خاصية جديدة، تمكن أكثر من شخص من التفاعل مع تطبيق طرف ثالث أو تطبيق تجاري في الوقت نفسه، فعلى سبيل المثال سيتمكن المُستخدمون من تحميل الأغاني في قائمة من خدمة «سبوتيفاي» للاستماع إليها داخل «ماسنجر فيس بوك». كما أضيفت الألعاب اللحظية في تبويب خاص بها، وإمكانية مبارزة أحد الأصدقاء في لعبة ما. كما جرى الإعلان عن خدمة جديدة، تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تقديم خدمة التعارف، ودعم الباحثين عن الزواج والتعرف إلى بعضهم بعضاً، إذ سيقترح «فيس بوك» أشخاصاً مناسبين لك خارج قائمة أصدقائك، إذا رغبت في ذلك.

وكشف «فيس بوك» النقاب عن مزايا جديدة في المساعد الذكي الرقمي الخاص به الذي يدعي «إم»، وعرض بعض مميزاته الذكية في تطبيق الدردشة، فعلى سبيل المثال، إذا تحدثت مع الأصدقاء عن العشاء، فإن المساعد سيقترح طلب وجبة عبر أيٍّ من المواقع المتخصصة في طلب الوجبات، وإذا تحدثت عن فيلم سينمائي، فسيبحث عن دور السينما التي تعرضه، أو خدمات البث الحي التي تقدمه.

تويتر