باحثون: تمنحها إمكانات كبيرة وتحيل الأجهزة الحالية والقديمة إلى التقاعد

معالجات الذكاء الاصطناعي تسيطر على الهواتف الذكية اعتباراً من 2019

الشرائح الجديدة تنقل «الشبكات العصبية» من البحوث الأكاديمية إلى الاستخدام العام. من المصدر

قال باحثون متخصصون في مجال تقنية المعلومات، إن المعالجات والشرائح الإلكترونية الدقيقة المزودة مسبقاً بإمكانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ستصبح نمطاً سائداً وواسع الانتشار بين المعالجات التي تعمل كوحدات تحكم مركزية في الأجهزة والمعدات المختلفة بدءاً من العام المقبل، مشيرين إلى أن الهواتف الذكية هي المجال الاوسع انتشاراً لهذا الجيل من المعالجات، الذي سيحدث فارقاً كبيراً في إمكانات الهواتف الجديدة مقارنة بجميع الطرز القديمة والحالية من الهواتف الذكية، ما يترتب عليه موجة من التغيير والإحلال والتجديد، تجعل أحدث الهواتف الحالية، عرضة للتقاعد والتغيير.

وتوقع الباحثون، الذين شاركوا في مؤتمر «لاينلي للمعالجات والشرائح الالكترونية» الذي نظمته مؤسسة «لاينلي» للبحوث والاستشارات والتحليلات في كاليفورنيا، أن تصبح معالجات الذكاء الاصطناعي هي الوقود الأساسي لحملات تغيير وتسويق جديدة شعارها «تخلَّ عن هاتفك القديم» الذي ربما يكون من إنتاج عامي 2017 أو 2018.

تغييرات

ثورة في الحوسبة

قال المحلل والباحث الرئيس في مؤسسة «لينلي»، لينلي جويناب، إن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في الحوسبة، متوقعاً انتشاره بصورة واسعة خلال الفترة القريبة، بحيث يساعد في نشر المساعدات الرقمية الفائقة الذكاء في الأجهزة اليدوية والمحمولة، وفي أجهزة السيارات للتعرف الى المشاة، والى أي شيء من حولها، ويجعل الحاسب المحمول أو المكتبي ذكياً بالدرجة التي تمكنه من تنفيذ أكثر الأشياء تعقيداً وذكاء بسرعة وكفاءة.


موجة التغيير تمتد إلى كاميرات المراقبة و«الميكروفونات» الذكية والمساعدات الرقمية.

ووفقاً لما ورد على الموقع الرسمي للمؤتمر، ذكر الباحثون أن أبرز التغييرات التي ستحدثها معالجات الذكاء الاصطناعي ستتركز خلال الفترة المقبلة، غالباً مع بداية العام المقبل، في مجال الهواتف الذكية، حيث ستمثل هذه النوعية من المعالجات سبباً حقيقياً ودافعاً قوياً لدى ملايين المستخدمين لتغيير هواتفهم الذكية الحالية، ثم تمتد هذه الموجة لتشمل تغييراً في أجهزة السيارات والحاسبات وكاميرات المراقبة ومكبرات الصوت الذكية، ثم الهواتف العادية.

وأضافوا أنه من التطبيقات المتوقع انتشارها على نطاق أوسع مع معالجات الذكاء الاصطناعي أيضاً تشمل التعرف الى وجوه الاصدقاء والزملاء والأقارب في الصور، وتزويد مكبرات الصوت الذكية بأصوات بشرية تماماً.

«اللحاق بالكل»

وأفاد الباحثون، خلال المؤتمر، بأن مصطلحاً جديداً سيبدأ الانتشار خلال الفترة المقبلة، هو مصطلح «اللحاق بالكل»، الذي يشير الى تقنية تعلم الآلة والتعلم العميق القائم على الشبكات العصبية، التي يتم تصميمها وبناؤها على طريقة الشبكة العصبية للمخ البشري، ويمكن تدريبها على أشياء كثيرة ومعقدة، لتقوم بمهام بها قدر عالٍ من الذكاء، وهي نوعية من الشبكات التي ظلت لفترة طويلة أمراً بحثياً وأكاديمياً محضاً.

تقدم ضئيل

وقال المحلل والباحث الرئيس في مؤسسة «لينلي»، لينلي جويناب، إن التقدم الذي أحرزته شركات كبرى، مثل «أبل» و«سامسونغ» خلال العامين الماضيين على صعيد طرح وتشغيل معالجات الذكاء الاصطناعي، سيكون ضئيلاً وصغيراً مقارنة بما هو متوقع، إذ طرحت «أبل» شريحة المعالج «إيه 11» المستخدمة في هاتف «آي فون إكس» والمزودة بقدرات تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما فعلت «سامسونغ» الشيء نفسه مع شريحة معالج هاتف «غالكسي إس 9» أخيراً.

لكن جويناب أوضح أن كل ذلك يحدث بشكل محدود على مستوى القمة في الهواتف عالية المواصفات والباهظة السعر، وهو وضع سيتغير بدءاً من العام المقبل، حيث سيتدفق الذكاء الاصطناعي بصورة أوسع لطرز الهواتف الذكية من المستوى المتوسط والمنخفض الامكانات، كما سيحدث تطوراً كبيراً في القدرات المتاحة بالهواتف راقية المستوى.

قدرات

من جهته، ذكر الباحث في مؤسسة «ويسترن ديجيتال»، مارتين فينك، مثالاً آخر خلال كلمته أمام المؤتمر، حيث أشار إلى القدرات التي ستطرأ على الكاميرات الأمنية وكاميرات المراقبة بفعل معالجات الذكاء الاصطناعي، موضحاً أنه سيمكنها أن تنقل للشبكة المنزلية فيديو عالي الكثافة والوضوح بصورة ثابتة ومستقرة، وفي الوقت نفسه تكون قادرة على النظر إلى المشهد والسياق وفهمه، وليس فقط نقله وعرضه، ثم التصرف على أساس هذا الفهم.

سيارات أكثر ذكاءً

بدوره، كشف مدير التسويق في شركة «سينوبسيس» للتقنية، جوسون كوبر، خلال المؤتمر، عن تقنية معتمدة على معالجات الذكاء الاصطناعي، مهمتها معالجة وإدارة التيار المتدفق من البيانات الضخمة داخل نظم السيارات ذاتية القيادة، والتي ترد في العادة من أجهزة «اللادار» و«الليدرا»، والكاميرات واجهزة الاستشعار، بما يجعل السيارة اقرب إلى الكيان العاقل الذي يدرك ما حوله ويفهم ما يجري في السياق المحيط به.

تويتر