مركبة «أوبر» تسببت في مقتل امرأة.. و«تسلا» أنهت حياة سائق

حادثة دهس تثير مخاوف حول مستقبل المركبات ذاتية القيادة

«أوبر» أوقفت اختباراتها للسيارات ذاتية القيادة التي تجريها في مدن أميركية. من المصدر

يعيش مسؤولو مشروعات السيارات الذكية والقيادة الذاتية حول العالم حالياً، حالة من التساؤل والدهشة والغموض حيال مستقبل مشروعاتهم، بعد ثاني حادث قتل من نوعه خلال عامين ترتكبه «المركبات الذكية» ذاتية القيادة، وقع الأسبوع الماضي، إذ لقيت امرأة مصرعها وهي تعبر الشارع، خلال تجربة تشغيل ميدانية لسيارة ذكية ذاتية القيادة تابعة لشركة «أوبر» في إحدى مدن ولاية أريزونا الأميركية.

وجاء هذا الحادث بعدما لقي سائق مصرعه أيضاً، بسبب سيارة ذكية شبه ذاتية القيادة من إنتاج شركة «تسلا» الأميركية مطلع عام 2016، حينما كانت السيارة تحت قيادة «الملاح الآلي» تماماً.

وطبقاً لمراقبين ومحللين، فإن السؤال المطروح في اللحظة الراهنة هو: «هل ما حدث سيكون مجرد قتل لامرأة، أم يتطور الأمر لقتل حلم القيادة الذاتية نفسها، والتشكيك في جدواها، ليس فقط في مجال السيارات، وإنما في كل المركبات والأجهزة التي يمنحها الذكاء الاصطناعي ونظم الرؤية بالكمبيوتر ونظم التحكم الإلكتروني، قدرة التشغيل الذاتي بعيداً عن البشر؟».

حادث «أوبر»

«نكسة» للقيادة الذاتية

وصف تحليل نشره موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com حادثة «أوبر» بأنها «نكسة» واضحة لمشروعات القيادة الذاتية، لكونها تلقي ظلالاً حول كفاءة نظم الذكاء الاصطناعي والتحكم الإلكتروني، وغيرها من سلسلة التقنيات المشاركة في بناء وتشغيل نظم القيادة الذاتية والتشغيل الذاتي، ليس في مجال السيارات فقط، ولكن في شتى المجالات الأخرى.وتوقع التقرير أن تدفع الحادثة، الجداول الزمنية للوراء، نظراً إلى قضايا السلامة.

تفاصيل الحادث تقول إن سيارة ذاتية القيادة تديرها شركة «أوبر» لنقل الركاب، دهست امرأة عمرها 49 عاماً تحمل اسم إيلين هيرزبرغ، أثناء عبورها الطريق، فيما كانت المركبة ذاتية القيادة على وضع «القيادة الآلية» مع وجود سائق للأمان خلف المقود.

ووفقاً للتحقيقات، فإن السيارة كانت تسير بسرعة 40 ميلاً في الساعة، عندما صدمت المرأة التي نقلت إلى المستشفى، وتوفيت نتيجة الإصابات.

عقب الحادث، أوقفت «أوبر» اختباراتها للسيارات ذاتية القيادة التي تجريها في مدن «فينيكس»، و«بيتسبرغ»، و«سان فرانسيسكو» و«تورنتو»، فضلاً عن مدينة «تمبي» التي وقع فيها الحادث.

ويُعد قرار إيقاف الاختبارات هو الثاني من نوعه في برنامج «أوبر» للقيادة الذاتية، بعدما اتخذت قراراً مماثلاً قبل عام تقريباً، عندما وقع حادث تصادم بين سيارتين تحت القيادة الذاتية، ولم يسفر عن ضحايا من البشر. وتعتبر «أوبر» من بين عشرات الشركات التي تتسابق للسيطرة على السوق الناشئة للسيارات ذاتية القيادة وتجري اختباراتها على سيارات من شركة «فولفو»، في وقت أكدت «أوبر» أنها تتعاون بشكل كامل مع السلطات المحلية التي تحقق في الحادث.

تلميح بالبراءة

يخضع الأمر حالياً لتحقيقات مكثفة، من قبل الشركة، والشرطة المحلية، وهيئة سلامة الطرق والنقل الأميركية، في ما ألمح مسؤول بالشرطة المحلية بمدينة «تمبي» إلى أن «أوبر»، على الأرجح، ليست مخطئة في تحطم سيارتها ذاتية القيادة ومصرع المرأة.

وفي حديثها إلى صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل»، قالت رئيسة شرطة تمبي، سيلفيا موير، إنه قد يبدو على الأرجح أن «أوبر» لن تكون على خطأ في هذا الحادث، استناداً إلى فيديو عن الحادث فحصه المحققون ولم ينشر للجمهور.

وبحسب موير، فإنه ووفقاً لهذا الفيديو، فقد كان من الصعب تجنب هذا التصادم بأي شكل من الأشكال، سواء كانت السيارة ذكية وتحت القيادة الذاتية، أو يقودها شخص من البشر. وقالت الشرطة إن المرأة التي لقيت مصرعها لم تكن تستخدم المكان المخصص لعبور المشاة، وكان هناك سائق يجلس في المركبة على سبيل الاحتياط، أكد أن الأمر حدث كأنه ومضة ضوء، إذ ظهر شخص فجأة، دون سابق إنذار، لكن مسؤولة الشركة رأت أنها لا تستبعد توجيه التهم للسائق الاحتياطي البشري الذي كان جالساً في السيارة.

حادث «تسلا»

وتعد هذه ثاني حادثة قتل مرتبطة بمشروعات السيارات الذكية ذاتية القيادة، ففي مطلع عام 2016 لقي سائق كان يستقل سيارة «تسلا» ذكية مصرعه، في وقت كانت السيارة تحت قيادة الملاح الآلي تماماً. وتجاوزت صناعة التقنية ومشروعات السيارات الذكية هذا الحادث بعد صدور تقرير رسمي في التحقيقات، يؤكد براءة الشركة ونظام الملاح الآلي من الحادثة.

وذكر التقرير أن الاختبارات لم تحدد أو تكتشف أي أخطاء في التصميم أو الكفاءة في نظام الإيقاف الآلي عند الطوارئ، أو في نظام الملاح الآلي داخل المركبة، أو في أي من الحوادث التي لم يعمل فيها نظام الملاحة طبقاً للتصميم الموضوع، وهذه النتيجة لم تأتِ فقط استناداً إلى الفحص الذي تم على حطام السيارة التي قتل بها السائق، بل استندت إلى تحليل ومتابعة لأداء 43 ألفاً و781 سيارة، من بينها سيارات «تسلا إس» و«إكس» من طرز عامي 2014 و2016، وتبين من المتابعة أنه بعد تركيب وتشغيل هذه الخاصية لدى «تسلا»، فإن عدد الحوادث انخفض من 1.3 حادث كل مليون ميل إلى 0.8%، ما يدفع إلى القول بأن نظم الملاحة الآلية تخفض عدد الحوادث على الطرق السريعة بنسبة تصل إلى 40%.

وبناء على ذلك، لا تعتبر «تسلا» أو نظام الملاح الآلي الذي تنتجه مدانين، ولذلك أوصى التقرير بعدم اتخاذ أي إجراء آخر ضد الشركة.

تويتر