تتيح التنقل بين خدمات الحوسبة السحابية بسهولة وبكلفة منخفضة

مراكز بيانات جديدة تعتمد على مفهوم «السحب المتعددة»

المراكز الجديدة تخلّص العملاء من سيطرة واحتكار عمالقة الحوسبة السحابية. من المصدر

قدم مركز البيانات الجديد، الذي افتتح في العاصمة الهولندية، أمستردام، أخيراً، نفسه باعتباره باكورة جيل جديد من مراكز البيانات التي تعتمد على مفهوم «السحب المتعددة»، القائم على صنع «منطقة عازلة مؤمنة» بين مستخدمي خدمات الحوسبة السحابية من الشركات والمؤسسات الكبرى والمتوسطة والصغيرة من ناحية، وموفري هذه الخدمات من قبل الشركات العملاقة من ناحية أخرى، بحيث تتيح تلك المنطقة لمن يريد الانتقال من خدمة حوسبة سحابية إلى أخرى أن ينفذ العملية لحظياً بسلاسة وسهولة، وبكلفة منخفضة، ومن دون إرهاق، سواء كانت هذه النقلة تتم من سحابة شركة «مايكروسوفت» إلى سحابة شركتي «غوغل» أو «أمازون» أو العكس أو غيرها من موفري خدمات الحوسبة السحابية الآخرين حول العالم.

وأنشأت المركز الذي رفع شعار «الاستقلال عن عمالقة موفري خدمات الحوسبة السحابية»، مثل شركات «أمازون» و«غوغل» و«مايكروسوفت» وغيرها، شركة «إنتركشن»، التي أطلقت عليه اسم «إيه إم إس 8»، وبدأ تقديم خدماته للعديد من البنوك والمؤسسات الكبرى في أوروبا وشمال إفريقيا.

بساطة وسرعة

مزايا خاصة

يتميز مركز البيانات متعدد السحب «إيه إم إس 8» بمزايا عدة، أبرزها الكفاءة العالية في تحقيق الترابط والاتصال مع مراكز البيانات العملاقة حول العالم، إذ يعود ذلك إلى موقع مدينة أمستردام القريب من محاور الاتصال العالمية الكبرى، التي تتيح تبادل المعلومات والبيانات بسرعة 27 تيرابايت في الثانية، وقربها كذلك من مدينة مرسيليا الفرنسية، التي تتمركز فيها خطوط الربط مع آسيا وإفريقيا.


مركز «إيه إم إس 8» يعد أول نموذج لمراكز البيانات الجديدة.

وبحسب تحليل نشرته شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية، واستند إلى زيارة ميدانية للمركز، ومقابلة مع مدير المبيعات والتسويق فيه، بيت إس جوكيس، فإن رؤية المركز تنطلق من أن فكرة الحوسبة السحابية كانت منذ بدايتها قائمة على مفهوم البساطة في التشغيل، والسرعة في الأداء، من خلال تحريك ونقل كل تكاليف وأعباء إنشاء وتشغيل وصيانة ودعم وتأمين البنية التحتية المعلوماتية الخاصة بالشركات والمؤسسات إلى الأطراف التي توفر الحوسبة السحابية من البنية التحتية الجاهزة الموجودة في مراكز بياناتها الضخمة. وقال جوكيس إن «التحول الشامل إلى الحوسبة السحابية بات يمثل هدفاً رئيساً لقادة الشركات والمؤسسات ومديريها التنفيذيين، لكن الأمر يكتنفه بعض التحديات، على رأسها مسألة الاعتماد والتبعية لأحد موفري خدمات الحوسبة السحابية العمالقة، أو بلغة السوق (السحب الكبرى السائدة)، وصعوبة التحول والتبديل في ما بين سحابة وأخرى».

جيل جديد

وأوضح جوكيس أن «فكرة الجيل الجديد من مراكز البيانات، الذي يعد مركز (إيه إم إس 8) نموذجاً له، تتركز في العمل عند مستوى يعلو أو يقع فوق مستويات العمل التي تقوم بها مراكز البيانات الضخمة الفائقة الحجم التابعة لعمالقة الحوسبة السحابية الحاليين، مثل (غوغل) و(أمازون) و(مايكروسوفت)، وغيرها من الشركات الكبرى، وتتمحور في إتاحة الفرصة للعملاء للتنقل والتحول السريع والسهل ومنخفض الكلفة بين خدمة حوسبة سحابية وأخرى، وتحريرهم من سيطرة واحتكار كبار موفري هذه الخدمات، وبالتالي الانتقال السلس من سحابة إلى أخرى». ولخص جوكيس الفكرة بأن «المركز يمثل (المنطقة العازلة) بين العملاء وعمالقة موفري الحوسبة السحابية، ومن ثم فهو مركز (متعدد السحب)، وليس صاحب سحابة واحدة».

وأضاف أن «هذا الجيل من مراكز البيانات يعتمد على أسلوب تخزين البيانات عالية السرية مجهولة المالك أو المصدر، وهو الأسلوب الذي تنفذه العديد من الشركات في الأعمال الجارية عبر الإنترنت لتحقيق أعلى مستويات الخصوصية والتأمين للبيانات». وأشار جوكيس إلى أن «مراكز البيانات (متعددة السحب) تسعى إلى استهداف موفري تقنيات المعلومات أيضاً، وليس فقط الشركات والمؤسسات الراغبة في استخدام خدمات الحوسبة السحابية، إذ يمكن لموفري تقنيات المعلومات العمل من خلال هذه المراكز في خدمات تقديم البرمجيات كخدمة، والبنية التحتية كخدمة، والمنصات كخدمة وغيرها، لتعمل كذلك بمفهوم المنطقة العازلة والخدمات المتعددة، وتتيح لعملائها الانتقال السريع السلس من خدمة إلى أخرى».

خدمات الاتصال

وعندما سئل جوكيس عن السبب الذي يجعل مؤسسة أو شركة متخصصة في تقنية المعلومات تتعامل مع مركز بيانات «متعدد السحب»، ولا تتعامل مباشرة مع موفري الخدمات السحابية الكبار، بين أن «المزايا تتلخص في الاتصال، لأن الاستثمار الرئيس لمراكز البيانات (متعددة السحب) يتمثل في خدمات الاتصال فائقة الكفاءة، التي تحقق التوصيل البيني والوصول بأعلى سرعة ممكنة لكبار موفري خدمات الحوسبة السحابية، والتنقل في ما بينهم، ومن ثم يوفر بديلاً واقعياً وفعالاً لمراكز البيانات المحلية التي تنشئها الشركات والمؤسسات داخل مقارها، وتكون باهظة التكاليف، ويصعب استغلالها».

تويتر