وسط توقعات بظهور 3 طرز منه تعمل بالأوامر الصوتية خلال 2018

«تلفزيون الذكاء الاصطناعي» يتحول من شاشة عرض إلى مركز تحكّم في المنزل

شركات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة صورة التلفزيون ووضوحها. من المصدر

من المتوقع أن تظهر في الأسواق قريباً فئة جديدة من أجهزة التلفزيون تحمل اسم «إيه آي تي في» أو «تلفزيونات الذكاء الاصطناعي»، وهي أجهزة عاملة بتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الشهيرة التي ظهرت، أخيراً، وبصفة خاصة نظم المساعدات الرقمية الصوتية، مثل «مساعد غوغل»، و«مايكروسوفت كورتانا» و«أمازون إليكسا»، فيما التطور الأبرز الذي سيصاحب ذلك هو تغيير الدور الذي يقوم به جهاز التلفزيون في المنزل، لينتقل من مجرد نافذة للعرض، سواء للبث الحي للقنوات التلفزيونية أو الفيديو المسجل، إلى مركز تحكم كامل يدير جميع الأجهزة المتصلة بشبكة معلومات المنزل الذكي، بدءاً من المصابيح الكهربائية وأجهزة التكييف وانتهاء بأجهزة المطبخ الذكية كآلة العصير وجهاز تحميص الخبز، وذلك جنباً الى جنب مع وظيفته الأصلية كجهاز عرض.

واستندت هذه التوقعات إلى البيانات والعروض التي قدمتها شركات «سوني» و«إل جي» و«سامسونغ» خلال مشاركتها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي اختتم فعالياته أخيراً، في مدينة لاس فيغاس الأميركية، حيث أكدت هذه الشركات أن لديها خططاً لإنتاج هذه النوعية من التلفزيونات، وعرضت نماذج تجريبية منها بالفعل، ما يشير إلى أنه من الممكن أن تظهر ثلاثة طرز من تلفزيونات الذكاء الاصطناعي خلال العام الجاري.

لكن الشركات الثلاث لم تحدد موعداً لطرح هذه الطرز في الأسواق، وإن كانت «إل جي» أشارت إلى أنه سيكون لديها على الاقل جهاز تلفزيون واحد مزود بالذكاء الاصطناعي بالأسواق، موضحة أنه سيكون من خط انتاج «دبليو 8» المصنع بتقنية الانبعاث العضوي للضوء «أو إل إي دي».

التحكم عبر الصوت

تطبيق «سي كالارز»

ذكرت شركة «سامسونغ» أنه يمكن تحميل تطبيق «سي كالارز» الذي يساعد المصابين بعمى الألوان في الاستمتاع بمشاهدة التلفزيون، من متجر التطبيقات الإلكتروني داخل التلفزيون، فضلاً عن توافره في متجري «غوغل بلاي» و«أب ستور»، ليقوم بتعديل الألوان آلياً وفقاً لحالة قصور عين المستخدم، مشيرة إلى أن التطبيق طورته شركة مجرية تدعى «كالار لايت» المتخصصة في تقنيات البصريات.


الأجهزة الجديدة تتيح التنقل بين المشاهدة وتشغيل التطبيقات.

التلفزيون الذكي يتحكم في أجهزةالتكييف والستائر وأدوات المطبخ.

ووفقاً لبيانات تلك الشركات، فإن أول الأهداف المطلوب تحقيقها من وراء هذه الخطوة هي التحكم في جهاز التلفزيون من خلال الصوت، بدلاً من البحث عن وحدة التحكم عن بعد حتى العثور عليها، ثم البحث عن المفتاح أو الزر الذي يناسب الأمر المطلوب، كالغلق أو التشغيل او التحويل من قناة لأخرى وغير ذلك، فضلاً عن تشغيل التطبيقات المختلفة على التلفزيون مثل الألعاب الإلكترونية واستعراض الإنترنت وعرض الأفلام والصور وغيرها.

ويفتح هذا الأمر المجال لتحقيق الخطوة الأكبر والأكثر عمقاً، وهي الانتقال بجهاز التلفزيون من مجرد شاشة عرض، إلى مركز أو وحدة للتحكم في جميع الأجهزة المنزلية الذكية، مثل المصابيح الكهربائية وأجهزة التكييف والأجهزة داخل المطبخ، والستائر وغيرها من مكونات شبكة معلومات المنزل الذكي، وذلك من خلال الصوت فقط. أو بعبارة أخرى يصبح التلفزيون قادراً على القيام بالدورين معاً، بحيث يكون في بعض الحالات طرفاً يدار من قبل مركز تحكم آخر بشبكة المنزل ويتلقى منه الأوامر وينفذها، سواء كانت صادرة بالصوت أو عن طريق الكتابة، بينما يصبح في أحيان أخرى هو نفسه مركز التحكم الذي يصدر الأوامر لجميع الأجهزة المنزلية الأخرى، فضلاً عن إدارة نفسه.

وبصفة عامة فإنه ليس من المستغرب أن تبدأ شركات تصنيع أجهزة التلفزيون النظر والاهتمام عن كثب بالذكاء الاصطناعي، لاسيما للاستخدام بالتحكم في الأجهزة، خصوصاً بعد أن شكا المستخدمون تعقيد وصعوبة استخدام أجهزة التحكم في التلفزيون عن بعد، وهي الأجهزة التي يمكن أن تنقرض تماماً، إذا ما تم الوصول إلى مرحلة استخدام الصوت في التحكم بأجهزة التلفزيون.

عرض بتقنية «8 كيه»

ومن أنشطة التطوير الجارية في مجال التلفزيونات الذكية العاملة بالذكاء الاصطناعي ما تقوم به «سامسونغ» لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة الصورة ووضوحها، خصوصاً على التلفزيونات العاملة بتقنية العرض «8 كيه»، أو عرض ثمانية ملايين نقطة على البوصة المربعة من الشاشة، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في جعل أشرطة الفيديو تبدو أفضل على أجهزة التلفزيون العاملة بتقنية عرض «8 كيه»، والتي توفر دقة ووضوحاً أفضل أربع مرات من التلفزيونات العاملة بدقة «4 كيه» و16 ضعفاً من الدقة عن أجهزة التلفزيونات العادية، لكونها تقدم صورا فوق الفائقة الدقة، على شاشات كبيرة المساحة.

وذكرت «سامسونغ» أنها تعمل على استخدام الذكاء الاصطناعي في حل مشكلة عرض الفيديوهات المسجلة بدقة أقل التي يصعب عرضها على الشاشات كبيرة الحجم والمساحة، وذلك من خلال رفع جودة ووضوح الصور الموجودة في هذه الفيديوهات، بما يجعلها تناسب العرض على شاشات وأجهزة تلفزيون عاملة بتقنية عرض «8 كيه»، مشيرة إلى أنها تطلق على هذه التقنية اسم «إيدج» التي تجعل الحروف والحواف المختلفة في الصورة منخفضة الجودة حادة وواضحة.

«مساعد غوغل»

من جهتها، أكدت «إل جي» أنه يوجد في خطوط إنتاج الشركة العديد من أجهزة التلفزيون التي تعمل بتقنية «مساعد غوغل» الصوتية، موضحة أنه سيكون بإمكان المستخدم الانتقال من قناة إلى قناة أو التحول من عرض تلفزيوني الى آخر باستخدام صوته، كما سيكون قادراً على أن يطلب من التلفزيون المعلومات التي يريدها حول الفيديو الذي يشاهده، مثل اسم ممثل ما يظهر بالفيديو، علاوة على إمكانية طرح سؤال على جهاز التلفزيون للحصول على معلومات الرياضات، وغيرها من المعلومات، دون الحاجة إلى إطلاق تطبيق منفصل.

مزايا

وبحسب بيانات «سوني» و«إل جي» و«سامسونغ»، فإن تلفزيونات الذكاء الاصطناعي ستتيح الكثير من المزايا، إذ سيكون بمقدور المستخدم التعرف الى حالة الطقس من دون الحاجة إلى تذكر عبارة معينة لكي يقولها، كما سيتمكن من تشغيل الموسيقى من خلال التحدث إلى التلفزيون.

وأفادت بأنه يمكن استخدام المساعد الصوتي في التلفزيون للقيام بأشياء أخرى، موضحة أنه على سبيل المثال، في أثناء مشاهدة حلقة مسلسل ما، فإنه يمكن للمستخدم أن يطلب الى جهاز التلفزيون، عرض فيديو بصورة متزامنة، تجعل المستخدم يشعر كأنه يسير في غابة.

وجاء في البيانات أنه من فوائد الذكاء الاصطناعي أيضاً، أنه يجعل من الممكن تغيير وظائف جهاز التلفزيون وفقاً للتطبيق المستخدم، بدلاً من شراء آخر جديد، مبينة أنه من الامثلة البارزة في هذا الصدد تطبيق يطلق عليه «سي كالارز» الذي يساعد المصابين بعمى الألوان على الاستمتاع بتجربة مشاهدة مميزة وبألوان تتناسب مع قدرات أعينهم، حيث إن من شأن هذا التطبيق تسهيل حياة المستخدمين اليومية، وجعلها أكثر ذكاء وملاءمة.

تويتر