تحوّلت إلى واحدة من أبرز القصص الدرامية داخل «وادي السيليكون»

ماريسا ماير.. من أسطورة بـ «غوغل» إلى نهاية مؤلمة بشركة «ياهو»

صورة

وصفت ماريسا ماير بالمرأة «الأسطورة» في تقنية المعلومات، بعدما حققت نوعاً من «النجاح الملحمي»، الذي تمكنت خلاله من الصعود السريع داخل شركة «غوغل»، والتحوّل من مجرد موظفة بسيطة إلى نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، ثم انتقلت لتتولى منصب المدير التنفيذي لشركة «ياهو»، وذلك خلال سنوات قليلة.

منتجات «ياهو»

كانت ماريسا ماير تحصل على تقدير واضح بسبب التحسّن الكبير في تصميمات منتجات «ياهو»، وتنشيط حركة المرور إلى تطبيقاتها المحورية. وبينما قال البعض: «إن ماير غيرت الثقافة الداخلية لـ(ياهو)، وأعادت إليها بعض الإثارة والحماس، لكن العائدات في أعمال (ياهو) الأساسية رفضت بعناد أن ترتفع وتتحسن، ما وضع ماير مباشرة على خط النهاية».

• ماير صعدت من موظف صغير إلى نائب رئيس «غوغل» في غضون سنوات.

إلا أن ماير تحوّلت الآن إلى واحدة من أبرز القصص الدرامية المتداولة داخل «وادي السيليكون»، بعد سقوطها المدوي إثر فشلها في حرب إنقاذ «ياهو»، وفقدها لمنصبها، وبيع الشركة مقابل 4.48 مليارات دولار، بعد أن كانت قيمتها السوقية تقترب من 30 مليار دولار خلال عام 2011.

وخصص موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com اثنين من محرريه لتقصي تفاصيل تجربة ماير، ونشرها في ملف تفاعلي على موقعه.

ولدت ماير في «أوسو» وهي مدينة صغيرة بولاية ويسكنسون الأميركية، وظهرت لدى ماير موهبة ونبوغ مبكر في العلوم والرياضيات، وبعدما أنهت دراستها الثانوية تقدمت بطلبات للدراسة في 10 جامعات، لكنها اختارت الدراسة في جامعة «ستانفورد».

وبمجرد أن أنهت دراستها الجامعية، تلقت 12 عرضاً للعمل بشركات كبرى، وكان آخر عرض من «غوغل».

وفى البداية، خططت ماير للحصول على وظيفة في إدارة الاستشارات لدى «ماكينزي»، وحينما قامت بعمل تحليلها الخاص للعروض المقدمة لها، أعطت «غوغل» 2% فقط من فرص الموافقة، لكنها انبهرت كثيراً بالعاملين لدى الشركة، وبما يقومون به، وتولدت لديها الرغبة في معرفة المزيد عما يجري هناك، ولذلك اختارت عرض «غوغل»، وعملت بالفعل هناك 13 سنة متتالية.

وخلال أول عامين من التحاقها بـ«غوغل»، كانت ماير تعمل 100 ساعة في الأسبوع بانتظام، بدأت أولاً عضواً غير منتظم في فريق تطوير واجهات المستخدم، ثم ارتفع نجمها، فأصبحت مديرة المنتجات، وفى عام 2003 أصبحت مسؤولة عن كل منتجات «غوغل» الاستهلاكية، بما فيها المحور الأساسي، أو قلب عمليات الشركة وهو محرك البحث.

وفى عام 2005، تم تسمية ماير نائباً لرئيس مجلس إدارة الشركة للمنتجات وتجربة المستخدمين، وكانت عضواً ضمن مجموعة صغيرة من المديرين التنفيذيين في «غوغل».

لكن اهتمامها بالتفاصيل وأسلوب الإدارة المعتمدة على البيانات، أوجد لها بعض الأعداء في «غوغل»، وبالتالي تصاعد الإحباط والملل من ماير داخلياً بمرور الوقت، وذهب أميت سينغهال، المسؤول عن «الخوارزميات» التي يعمل بها محرك البحث، إلى المؤسس المشارك لـ«غوغل» وطلب منه إبعاد ماير عن فريق محرك البحث.

وبعد ذلك انتقلت ماير إلى الفريق المسؤول عن خرائط «غوغل» والمنتجات المحلية، ولكنها ظلت واحدة من كبار المديرين التنفيذيين.

وفى عام 2011، كانت رحلة ماير الرائعة داخل «غوغل» قد وصلت إلى نهايتها، وفى هذا التوقيت تلقت فرصة أفضل، فقد طلب منها مجلس المديرين في «ياهو» أن تتولى وظيفة الرئيس التنفيذي للشركة.

وبعد هذا المنصب، دخلت ماير قائمة أكبر 30 رئيساً تنفيذياً على مستوى العالم، من حيث حجم الرواتب التي يحصلون عليها، فمثلاً تقاضت 36 مليون دولار كرواتب إجمالية في عام 2015، ثم انخفضت إلى 27.4 مليون دولار عام 2016.

وقامت ماير بسرعة بإصلاح إدارة «ياهو»، وجلبت فريقها الخاص، وخلال العام الأول ارتفعت قيمة أسهم «ياهو» من 15.74 دولاراً للسهم إلى 28 دولاراً للسهم في أغسطس 2013. وخلال عام 2016، حققت «ياهو» عائدات بلغت 5.2 مليارات دولار، وبلغت نسبة الزيادة في عائداتها الكلية 16%، وبعض من هذا النجاح كان بسبب ملكية «ياهو» لجزء من موقع «علي بابا» الصيني، المتخصص في التجارة الإلكترونية.

وجاءت أولى الطلقات المؤثرة التي تلقتها ماير عبر تقرير من 99 صفحة، وشرح لماذا تحتاج «ياهو» إلى إدارة جديدة، واقترح خفضاً حاداً في حجم الشركة، وإبعاد بعض الأنشطة مثل الأبحاث.

وفي مطلع 2016، بدأت تكهنات وشائعات عن بيع «ياهو». وفي يوليو 2016، أعلن رسمياً أن «فيريزون» ستشتري الشركة مقابل 4.83 مليارات دولار، وفي الربع الأخير من 2016، اعترفت «ياهو» بحدوث أكبر تسريب للبيانات في التاريخ، لتصاب ماير بـ«نيران حارقة» غير متوقعة، ولهذا السبب خفضت «فيريزون» قيمة الصفقة بمبلغ 350 مليوناً لتصبح أربعة مليارات و480 مليون دولار.

وتضمنت الصفقة إبعاد ماير عن منصب الرئيس التنفيذي لـ«ياهو»، وبذلك انتهى عصر ماير في «ياهو»، لتكتمل قصة صعودها وسقوطها، ولتجد نفسها أمام البحث عن بداية جديدة، لكنها غالباً لن يتضمن نجاحاً ملحمياً مثلما حدث معها في «غوغل»، أو سقوطاً مدوياً مثلما حدث في «ياهو».

تويتر