تعمل بهيكلية «32 بت».. و«الشركة» طالبت المستخدمين بالبحث عن نسخة «64 بت» أو استبدالها
«أبل»: 187 ألف تطبيق مهدّدة بالتوقف بعد إصدار «آي أو إس 11»
النظام الجديد المتوقع طرحه خلال أسابيع سيعمل فقط مع التطبيقات من نوعية «64 بت». من المصدر
أعلنت شركة «أبل»، أخيراً، أن الإصدار الجديد من نظام التشغيل المخصص للهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، وهو «آي إو إس 11»، لن يتوافق مع التطبيقات المبنية وفق هيكلية «32 بت» والموجودة على متجر «أبل» للتطبيقات، والبالغ عددها حتى الآن أكثر من 187 ألف تطبيق، مشيرة إلى أن النظام الجديد، المتوقع طرحه خلال أسابيع، سيعمل فقط مع التطبيقات من نوعية «64 بت».
وأوضحت الشركة أن من لديه هاتف «آي فون»، من أي طراز، عليه مراجعة التطبيقات التي حمّلها من متجر «أبل» ويستخدمها على هاتفه، وإذا كان من بينها تطبيقات من نوعية «32 بت»، فعليه البحث عن نسخة منها من نوعية «64 بت»، أو البحث عن بديل لها من نوعية «64 بت».
|
• حذف تطبيقات الـ32 بت سينفذ بعد فترة من طرح الإصدار الجديد وليس بشكل فوري. • تطبيقات «64 بت» هي الأفضل على صعيد التشغيل والكفاءة. إعادة تنظيم المتجر أكدت شركة «أبل» أنها ستقوم بإعادة تنظيم المتجر، لتكون هناك مساحات مخصصة للألعاب فقط، وأخرى للتطبيقات فقط، لافتة إلى أن فصل الألعاب عن التطبيقات يجعل من السهل على المستخدمين العثور على ما يبحثون عنه بسرعة. |
المعالج الدقيق
ولتوضيح الفارق بين تطبيقات «32 بت» و«64 بت»، فهذا الأمر يتعلق بالأساس بالطريقة التي يبنى ويعمل بها المعالج الدقيق الذي يشغّل الجهاز أو الأداة. فالمعالج عبارة عن مترجم للأوامر التي يصدرها المستخدم للجهاز، ولديه مخزن يقوم بتخزين المعلومات به قبل التنفيذ، وسبب تخزين المعلومات أنه يتم إدخالها على مراحل متقطعة، أو توجد في أكثر من مكان في الذاكرة، ويقوم المعالج بتجميعها وتنفيذها بطريقة صحيحة.
وتقاس سعة هذا المخزن «بالبت»، وهي أصغر وحدة بيانات، وتمثل جزءاً من ثمانية أجزاء من «البايت» الناجمة عن نبضة أو ضغطة كهربية واحدة عند الضغط على أي مكان بلوحة مفاتيح الجهاز. وهناك نوعان من مخزن المعالج حتى الآن، الأول سعته «32 بت»، والثاني «64 بت»، وبالتالي فإن المعالجات التي تستخدم مخزناً سعته «32 بت»، يطلق عليها معالجات «32 بت»، والأخرى يطلق عليها معالجات «64 بت». وعند بناء نظام تشغيل أو تطبيق، لابد أن يختار المطورون نوعية المعالج الذي سيعمل معه النظام أو التطبيق، وهل هو «32 بت» أم «64 بت»، وفي الحالتين يكون نظام التشغيل هو المسؤول عن مسألة التوافق بين التطبيقات والمعالج، فإذا كان النظام يدعم تشغيل التطبيقات من النوعيتين، فبالإمكان تشغيل تطبيقات «32 بت»، مع معالجات «64 بت»، لكن العكس غير ممكن.
وعلى صعيد التشغيل والكفاءة، تكون تطبيقات «64 بت» هي الأفضل، فالمعالجات من هذه النوعية تكون في العادة قادرة على استيعاب ومعالجة أحجام مضاعفة من البيانات والمعلومات مقارنة بما يحدث في معالجات «32 بت»، ومن ثم فهي تتيح الفرصة لبناء وتشغيل تطبيقات أكثر قوة وكفاءة، وأكثر سرعة، وأكثر غنى في الخصائص والسمات والفوائد التي توفرها للمستخدم، بمعدلات تفوق ما يحدث في تطبيقات «32 بت» بأضعاف عدة.
البرمجيات الثقيلة
ويهدف قرار «أبل» بالانتقال إلى نظام تشغيل يدعم تطبيقات «64 بت» فقط، الى تحسين وتطوير تطبيقات «آي فون» لتستوعب مهام أكبر، تتوافق مع التوجهات الحالية في مجال التطبيقات «الثقيلة المهام» على الهاتف كالخرائط وتحديد المواقع والألعاب، و«الواقع الافتراضي» و«الواقع المعزز»، وتسجيل الصور ومقاطع الفيديو وتحريرها، وغير ذلك.
وفي تقرير لها، نشره موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com أخيراً، قدرت شركة «سينسور تاور»، المتخصصة في مراجعات وتصنيفات تطبيقات الأجهزة المحمولة، أن متجر «أبل» يضم 2.4 مليون تطبيق، من بينها 187 ألف تطبيق من نوعية «32 بت»، تمثل 8% من إجمالي التطبيقات على المتجر، وهي التطبيقات المهددة بعدم التوافق مع أي جهاز «آي فون» أو «آي باد» سيعمل بالإصدار الـ11 الجديد المقرر طرحه خلال الأسابيع المقبلة.
تنبيهات مبكرة
والتنبيه حول ضرورة الانتقال الى تطبيقات الـ64 بت، ليس وليد اللحظة، فقد بدأته «أبل»، أول مرة، عند طرح «آي فون 5 إس» قبل أكثر من ثلاث سنوات، حينما وجهت تنبيهات للمطورين بأن هذا الأمر سيحدث إن عاجلاً أم آجلاً، وطلبت التوقف عن تطوير تطبيقات الـ32 بت. وفي يناير من العام الماضي، بدأ المستخدمون يتلقون تنبيهات بأن التطبيقات العاملة على «32 بت» في هواتف «آي فون» لن تعمل مطلقاً بعد وصول الإصدار رقم 11 من نظام تشغيل «آي أو إس». وفي يونيو الماضي، بدأت بعض تطبيقات «32 بت» تختفي فعلياً من متجر تطبيقات «أبل».
البحث عن بديل
وقال المؤسس المشارك لشركة «سينسور تاور»، أوليفر ياه: «من لديه تطبيقات (32 بت)، عليه البحث عن نسخة منها تعمل بـ64 بت، أو البحث عن بديل لها يعمل بـ64 بت»، مشيراً إلى أن هذه التطبيقات لن تختفي فوراً حينما يظهر نظام تشغيل «آي أو إس 11»، ولكن ربما تظل متاحة في المتجر لفترة، وتستمر في العمل على الهواتف التي لم يتم تحديثها إلى نظام التشغيل الجديد، وفي نهاية المطاف ستقوم «أبل» بحذف هذه التطبيقات من المتجر معاً دفعة واحدة.
وأضاف: «لحسن الحظ هناك طريقة لمعرفة ما اذا كان لديك تطبيقات (32 بت) على هاتفك أم لا، فقط اذهب الى الإعدادات وافتح (العام)، ثم اضغط على (حول)، ثم اضغط على التطبيقات، وهذا سيظهر لك أياً من التطبيقات على هاتفك الـ(آي فون) هي (32 بت)، وإذا لم يكن لديك تطبيقات من هذه النوعية فإن شيئاً لن يحدث حينما تضغط على أيقونة التطبيقات».
تحسينات جديدة
وفي السياق نفسه، أشارت «أبل» إلى أن الأمر لن يقتصر على إيقاف دعم تطبيقات «32 بت»، بل سيكون هناك العديد من التحسينات التي ستطرأ على متجر تطبيقات «أبل»، منها مثلاً أن مستخدمي موسيقى «أبل» ربما يلاحظون أن واجهة التفاعل الجديدة ستحمل تشابهاً كبيراً مع تطبيق الموسيقى الخاص بالشركة. كما أكدت أنه سيتم كذلك إجراء تغييرات لتحسين تجربة شراء وتنزيل التطبيقات والألعاب، وتحسين قدرات أداة البحث في متجر «أبل»، لتظهر نتائج البحث ومعها بعض الحيل والنصائح والقوائم، مع إعادة تصميم صفحات التطبيق، لتجعل من السهل رؤية التصنيفات والمراجعات والدفع عند شراء التطبيق ومشاهدة مراجعات الفيديو، وإضافة تعديلات على مفتاح «اليوم» ليظهر لك الجديد على المتجر كل يوم، وليعمل «وجهة يومية» في متجر التطبيقات، ويحتوي على أشياء مثل المجموعات المنسقة، ودليل كيف تعمل، وعالم الأوائل، وستتم إدارته من قبل محرري المتجر.