تستهدف من خلاله منافسة «أمازون» في مجال «الطائرات دون طيار» المخصصة لتوزيع المنتجات الصغيرة

صعوبات تعرقل إنجاز مشروع «غوغل وينج» لطائرات «الدرونز»

«غوغل وينج» يجري تنفيذه ضمن أعمال «وحدة إكس» للبحوث والتطوير. من المصدر

يواجه مشروع «غوغل وينج» لتصميم وإنتاج الطائرات الصغيرة بدون طيار «الدرونز»، صعوبات كثيرة تعرقل إنجاز المشروع، الذي بدأ عام 2012، وتستهدف «غوغل» من خلاله منافسة «أمازون» في مجال «الدرونز» المخصصة لتوزيع الطرود والبضائع الصغيرة، خصوصاً الكتب والأدوية والوصول بها عند «عتبة باب المستهلك».

إصابة عمل

تعرض أحد العاملين المختصين بعمليات الاختبار الميداني للطائرة، لإصابة أثناء العمل، نقل على إثرها للمستشفى، نتيجة خلل في التجارب، وتم بعدها تسريحه من العمل. وبعد هذه الحوادث تم الإعلان عن تقليص للوظائف بالمشروع، كان آخرها تقليصاً بنسبة 10%، وتم الإعلان عن هذا التقليص بنهاية أبريل الماضي.

• متحدث باسم «ألفابت» أكد أن «وينج» سيفتح الأجواء لنقل أكثر فاعلية وسرعة للبضائع

• الفريق المسؤول عن المشروع أخفق في صياغة شراكات مع بعض الشركاء المحتملين

من جانبها، أكدت شركة «ألفابت»، المالكة لـ«غوغل»، أن المشروع سيفتح الأجواء لنقل أكثر سرعة وأعلى كفاءة في توزيع البضائع.

الطائرات الصغيرة

وتفصيلاً، يبدو أن قاعدة «ليس كل ما يلمع ذهباً»، تنطبق على مشروع «غوغل وينج» لتصميم وإنتاج الطائرات الصغيرة بدون طيار «الدرونز»، الذي بات يترنح بين الاضطرابات المستمرة والوعود البراقة.

ورغم أن المشروع يجري تنفيذه ضمن أعمال «وحدة إكس» للبحوث والتطوير، التي تعد المشروع البارز لمؤسسي الشركة، سيرجي برين ولاري بيغ، إلا أنه عانى، منذ بدايته وحتى الآن، سلسلة متواصلة من الاضطرابات، بدأت بمغادرة أول رئيس له، ولحق به ثلاثة مديرين آخرين، ثم الدخول في اضطرابات تتعلق بالتصنيع والتشغيل، انتهت بتسريح 10% من العاملين به.

ومع ذلك، لم تنقطع الوعود البراقة الخاصة بالمشروع، التي كان آخرها تصريح المتحدث الرسمي لشركة «ألفابت»، الشركة المالكة لـ«غوغل»، بأن المشروع يحقق تقدماً مذهلاً، وأن أخباراً مدهشة سيتم الإعلان عنها في غضون أسابيع، ستؤكد أن «وينج» سيفتح الأجواء لنقل أكثر سرعة وأعلى كفاءة في توزيع البضائع.

واللافت في هذا السياق أن التخبط بين الاضطرابات والوعود، لم يمنع «غوغل» من التأكيد على أن المشروع سيحدث نقلة كبيرة في سباقها مع «أمازون» في مجال «الدرونز» المخصصة لتوزيع الطرود والبضائع الصغيرة، خصوصاً في مجالَي الكتب والدواء، والوصول بها عند «عتبة باب المستهلك».

«غوغل إكس»

واستعرض تقرير لموقع «بيزنس انسايدر» businessinsider.com، أوضاع مشروع «وينج»، وما يتعرض له من اضطرابات تصاحبها وعود وتأكيدات بالنجاح، فأشار إلى أن المشروع بدأ عام 2012، جزءاً من إدارة «غوغل إكس»، أو إدارة البحوث والتطوير التي تعمل في «المشروعات بعيدة الأجل» أو التي يطلق عليها «التصويب على القمر».

وتم إنشاء المشروع بالأساس ليمكن «غوغل» من المنافسة بقوة أمام «أمازون» وغيرها، من مصنّعي «الدرونز»، مثل «دي جي آي»، التي ربما تقود مستقبلاً إلي سوق كبيرة، توزع كل شيء من الطعام والكتب إلى الدواء مباشرة إلى المستهلك.

ويرتكز التصميم الابتدائي لمشروع «وينج» على طائرة ثابتة الجناح، تقلع وتهبط عمودياً، مثل الهيليكوبتر، وكان أول رئيس لفريق «وينج» هو عالم الروبوتات في معهد ماساشوستس للتقنية «ام آي تي»، الدكتور نيك روي، الذي قاد الفريق لمدة ثلاث سنوات.

وعانى مشروع «وينج» اضطرابات وتغييرات كثيرة منذ بدايته، وتعرض لسلسلة من الضغوط والسياسات، حيث تم تغيير التصميم الابتدائي للطائرة، ووصفه البعض بأنه عبارة عن «تمثال نصفي». وعقب ذلك غادر روي منصبه قائداً للفريق، وعاد لوظيفته في معهد «إم آي تي» في 2015، وغادر معه مهندسون آخرون التحقوا بالمشروع حينما تولى قيادته.

وتولى ديف فوس قيادة المشروع بعد ذلك، لكنه تركه في خريف 2016، بعدما انقلب عليه مجموعة من العاملين، يقودها ثلاثة مديرين تم تعيينهم في الفترة المبكرة، حيث ذهب الثلاثة إلى رئيس «وحدة إكس»، استرو تيلر، وقدموا شكوى ضد فوس، فتم إبعاده، وتولى تيلر رئاسة الفريق، مع إسناد الأجزاء المهمة في المشروع للمديرين الثلاثة.

استراتيجيات الأعمال

واستمرت الصعوبات أمام المشروع، حيث أخفق الفريق المسؤول عن تطوير استراتيجية أعمال المنتجات بالمشروع، في صياغة شراكات مع بعض الشركاء المحتملين، الذين تم الدخول معهم في مفاوضات شراكة، مثل «شيبوتل» و«ستاربك». وتم تفكيك هذا الفريق وإلغاء وظائفه من المشروع. وأرجع محللون هذه الاضطرابات إلى أن «مشروع وينج» كان أحد المشروعات المبكرة، التي تمثل حجر الأساس في أعمال «وحدة إكس» للبحوث والتطوير، وتم تكوينه قبل أن تعيد «غوغل» هيكلة أعمالها وتؤسس شركة «ألفابت»، التي أجبرت «وحدة إكس» على تنفيذ المزيد من تحليلات الأعمال الصارمة، وممارسات التوظيف والسيطرة على الإنفاق والكلفة في المشروعات التي تمولها. وحدث تغيير ملحوظ عن المرحلة المبكرة للمشروع، وبالتالي بات من الصعب أن يحصل أحد على وظيفة في «وحدة إكس».

وقالت مصادر في الفريق، لـ«بيزنس إنسايدر»، إن «(الدرونز) الذي تطوره (غوغل) لايزال يحتاج إلى الكثير من العمل، وهو بالتعريف الدقيق مجرد (تعهد محفوف بالمخاطر غير مضمون النجاح)».

الوعود البراقة

ورغم النكسات وتقليص الوظائف وغيرهما من الصعوبات، حظي مشروع «وينج» بملاحظة ومتابعة من أعلى المستويات في «غوغل». وتعد «وحدة إكس» للبحوث والتطوير، هي الطفل المدلل للمؤسس المشارك للشركة، سيرجي برين، الذي حافظ على وجود العديد من المشروعات بالوحدة، ومن بينها مشروع «وينج». واحتفظ برين بمكتب في مقر المشروع، وكان يتحدث مع الفريق دورياً، واستمر في تخصيص وقت للعمل مع «وحدة إكس». وقال برين إن «لدى هذه الوحدة، عدد من الجهود مثل (وينج) الذي يصنع (درونز التوزيع)، وإنه يستطيع انتظارهم لحين إطلاق المنتج». وبنهاية أبريل الماضي، قال متحدث باسم شركة «ألفابت»، إن «مشروع (وينج) يتقدم للأمام بكامل سرعته، ونحن متحمسون للتقدم الذي يحرزه الفريق في تطوير المرحلة المقبلة من هذه التقنية، وملتزمون بإخلاص، بأن المشروع سيفتح الأجواء لنقل أكثر فاعلية وسرعة للبضائع، ونتطلع للإعلان عن تحديثات مهمة في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة».

تويتر