نتائج متباينة في التقريرين النهائيين المتعلقان بأسوأ كارثتين تقنيتين في 2016

«سامسونغ» تقرّ بمسؤوليتها عن انفجار «نوت 7».. وبراءة تامة لـ «تسلا»

صورة

صدر، أخيراً، التقريران النهائيان المتعلقان بأسوأ كارثتين تقنيتين، خلال العام الماضي، وهما انفجار بطاريات هواتف «سامسونغ غلاكسي نوت 7» واحتراقها، وما سببه ذلك من إرباك على المستوى العالمي، وحادث مصرع سائق كان يقود إحدى سيارات شركة «تسلا» المتخصصة في إنتاج السيارات ذاتية وشبه ذاتية القيادة، حينما كانت سيارته تحت إدارة «الملاح الآلي».

والملاحظ أن التقريرين اللذين صدرا في توقيت متزامن بداية الأسبوع الجاري، انتهيا إلى نتائج متباينة للشركتين، ففي حين ألقى تقرير انفجار بطاريات «نوت 7» بالمسؤولية الكاملة على شركة «سامسونغ» وشركائها من موردي البطاريات، مع إعلان «سامسونغ» تحملها كامل المسؤولية، وتحديدها أربعة عيوب أساسية للمشكلة، نفى تقرير حادث السائق وتحطم سيارة «تسلا» مسؤولية الشركة.

وكان التقرير النهائي المتعلق بهاتف «نوت 7» أعدته وأعلنت عنه «سامسونغ»، فيما أعد تقرير حادث سيارة «تسلا» الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة، ونشرته على موقعها static.nhtsa.gov/‏‏‏‏‏‏odi.

تقرير «سامسونغ»

خسائر كبيرة

تسبب انفجار بطاريات هواتف «غالاكسي نوت 7» واحتراقها، إلى تكبد شركة «سامسونغ» خسائر قدرت بنحو 26 مليار دولار من قيمتها السوقية، بعد الإعلان عن سحب منتجها من الأسواق، فضلا عن تأخير طرح منتجها الجديد «غالاكسي إس 8» الذي كان مقرراً الإعلان عنه نهاية فبراير.


• «سامسونغ» حددت 4 عيوب أساسية لانفجار بطاريات هواتف «نوت 7».

• «الأميركية لسلامة المرور» أكدت أن الملاح الآلي في سيارات «تسلا» يخفض الحوادث 40%.

وتفصيلاً، أفادت شركة «سامسونغ» في تقريرها، التي كشفت عنه بداية الأسبوع الجاري، بأنها فحصت 200 ألف جهاز، و30 ألف بطارية، في إطار تحقيقها حول مشكلة «نوت 7»، وانتهت إلى أن المشكلة وجود أربعة عيوب أساسية، أولها أن الأقطاب السالبة في الركن الأيمن العلوي للبطارية كان فيها التواءات وانحناءات وعيوب، ولم تكن أطرافها مستقيمة مستوية كما هو مفترض. وأشارت الشركة إلى أن هذه الالتواءات أدت إلى حدوث قصور في الدائرة الكهربائية للجهاز، ومن ثم مشكلات انتهت بالاحتراق.

وبينت «سامسونغ» أن العيب الثاني، هو أن طرف القطب السالب الرئيس بالبطارية، كان موضوعاً بطريقة سليمة في منطقة منحنية، بينما الوضع السليم له أن يوضع في المنطقة السليمة المستوية.

وأوضحت أن «العيب الثالث تمثل في وجود نتوءات لحام مرتفعة وبارزة وزائدة، ولا يتعين وجودها أصلاً في القطب الموجب أعلى البطارية»، لافتة إلى أن هذه النتوءات اخترقت الشريط العازل، ما أحدث تلامساً مباشراً بين الطرف الموجب والقطب السالب فحدث الاحتراق.

وذكرت أن العيب الأخير، هو أن عدد من البطاريات لم يكن فيه الشريط العازل أصلاً.

تحمّل المسؤولية

وعلى الرغم من أن «سامسونغ» تعتمد على مورّدين معتمدين وأسماء كبرى في صناعة البطاريات، إلا أنها أعلنت تحمّلها المسؤولية كاملة عن هذه العيوب التي أدت إلى انفجار واحتراق البطاريات داخل هواتف «غالاكسي نوت 7»، معترفة بأن القفز من «غالاكسي نوت 5» إلى «غالاكسي نوت 7» جعلها تقرر عمل تصميم نحيف للبطارية الجديدة، ما أثر في حدوث تلك المشكلات في التصنيع.

وذكرت الشركة أنه لمنع تكرار هذه الحوادث مستقبلاً، وضعت برنامجاً من ثمانية خطوات للتحقق من سلامة البطاريات وكفاءتها في العمل قبل تشغيلها في الهواتف.

تقرير «تسلا»

إلى ذلك، أفاد التقرير الخاص بحادث مصرع سائق سيارة «تسلا»، بأن التحقيق في الحادث استمر شهوراً عدة، بمعرفة الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة التابعة لوزارة النقل الأميركية، مشيراً إلى أن التحقيق بدأ بطلب رسمي من الإدارة تم توجيهه إلى «تسلا»، تطلب فيه معلومات تفصيلية كاملة عن نظام الملاح الآلي، بما في ذلك أي تغييرات في التصميم أو تحديثات على النظام، والبيانات التفصيلية لسجلات النظام، التي يمكن تسجيلها حينما يقوم السائقون بترك المجال للنظام للسيطرة على السيارة وعجلة القيادة.

وأضاف التقرير أن «الاختبارات لم تحدد أو تكتشف أي أخطاء في التصميم أو الكفاءة في نظام الإيقاف الآلي عند الطوارئ، أو في نظام الملاح الآلي داخل المركبة، أو في أي من الحوادث التي لم يعمل فيها نظام الملاحة طبقا للتصميم الموضوع»، لافتاً إلى أن هذه النتيجة لم تأت فقط استناداً إلى الفحص الذي تم على حطام السيارة التي قتل فيها السائق، بل استندت أيضاً إلى تحليل ومتابعة لأداء 43 ألفاً و781 سيارة، من بينها سيارات «تسلا إس وإكس» من طرز عامي 2014 و2016. وذكر التقرير أنه تبين من المتابعة، أنه بعد تركيب وتشغيل هذه الخاصية لدى «تسلا»، انخفض عدد الحوادث على الطرق السريعة بنسبة تصل إلى 40%.

وبناء على ذلك، لا تعدّ «تسلا» أو نظام الملاح الآلي الذي تنتجه مدانة أو مقصرة، ولذلك أوصى التقرير بعدم اتخاذ أي إجراء آخر ضد الشركة المصنعة.

من جهتها، سارعت «تسلا» بنشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أشارت فيها إلى أنها تستهدف نشر نظم الملاحة الآلية ونظم القيادة الذاتية وشبه الذاتية بجميع طرزها بدءاً من العام الجاري، متوقعة انخفاض الحوادث بنسبة 90% مع مزيد من النضج والاكتمال الذى يتحقق في برمجيات الملاحة الآلية.

تويتر