«غوغل» أكدت أن الاستثمار في «التعامل الصوتي» مع الأجهزة التقنية حتمي خلال الـ 10 أعوام المقبلة

«الحديث إلى الحاسبات».. مستقبل التقنية

«غوغل» اعتبرت أن التعامل مع الحاسبات بالصوت هو «الحالة الطبيعية» التي وجد عليها الإنسان. غيتي

قال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «غوغل»، والشريك العام لشركة «ألفابيت» المالكة لـ«غوغل»، بمجال الاستثمار، في جي زيجلر، إن الاستثمار في مجال التعامل والتواصل الصوتي مع الحاسبات والهواتف الذكية وشبكات المعلومات والأجهزة التقنية الأخرى، أصبح حتمياً لصناعة تقنية المعلومات خلال السنوات المقبلة لإنهاء ما أسماه بـ«الحالة الغريبة» القائمة منذ نحو 60 عاماً، والمستندة إلى الكتابة على لوحة المفاتيح والتحديق في الشاشات، والعودة إلى «الحالة الطبيعية» التي وجد عليها الإنسان، ويعتمد عليها في التواصل مع الآخرين، وهي التعامل بالصوت، مشيراً إلى أن ما تحقق في هذا المجال حتى الآن لا يشكل سوى البداية المبكرة جداً.

الحوسبة الصوتية

اعتبر مراقبون أن حديث كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «غوغل»، والشريك العام لشركة «ألفابيت» المالكة لـ«غوغل»، في جي زيجلر، حول التعامل الصوتي مع الأجهزة التقنية، يعني مباشرة أن «ألفابيت» تراهن بقوة على الحوسبة الصوتية، وتتجه نحو إبداع وتطوير منتجات ومعدات جديدة، تستكمل به ما بدأته بالفعل كإنتاج أداة «غوغل هوم»، وهي أول أداة للشركة لدمج المساعد الرقمي الجديد، مثل «أمازون إليكسا»، الذي يستجيب لصوت المستخدم.

وتوقع زيجلر، في مقابلة أجراها مع موقع «بيزنس آنسايدر» businessinsider.com، أخيراً، أنه في غضون 10 أعوام إلى 20 عاماً، ستكون السيادة المطلقة لتقنية التعامل بالصوت في كل شيء، معبراً عن قناعة «غوغل» الراسخة بأن «الحديث إلى الحاسبات» هو مستقبل التقنية، وليس شيئاً آخر.

ونظراً لما تمثله شركة «غوغل» من أهمية وما تلعبه من دور مؤثر في عالم الإنترنت وتقنية المعلومات عموماً، فقد أثارت آراء زيجلر نقاشاً وجدلاً حولها، خصوصاً أنه أحد كبار المسؤولين عن توجيه الاستثمارات المستقبلية لـ«غوغل».

نقطة البداية

ورأى زيجلر، أن ما حققته المساعدات الرقمية الشخصية، المزودة بخاصية التعامل بالصوت، ليست سوى نقطة البداية الأولى، مشيراً بذلك إلى المزايا والنجاحات التي وصل إليها مساعد «غوغل» الرقمي الصوتي الذي يعمل على جهاز «غوغل هوم»، إضافة إلى مساعد «أليكسا» من «أمازون» الذي يعمل على جهاز «أمازون إيكو»، فضلاً عن المساعد الصوتي «كورتانا»، من شركة «مايكروسوفت» ومساعد «سيري» من شركة «أبل». واعتبر زيجلر في مقابلته أن تلك المنتجات ليست سوى «علامة» على أين ستمضي الأشياء مستقبلاً في صناعة التقنية.

اعتياد الكتابة

وقال زيجلر: «في حين أن أغلبنا قد يشعر ببعض الغرابة في الحديث إلى الحاسب، خصوصاً من الأجيال والمجموعات العمرية الأكثر تقدماً في السن، ومن تعلموا واعتادوا خلال السنوات الماضية، على الجلوس إلى الحاسب والتحديق في الشاشة، والكتابة على لوحة المفاتيح، لكن هذا الأمر مختلف جذرياً مع الأجيال الجديدة»، مضيفاً: «لو نظرت إلى كيف يشغل طفل صغير أو شاب في مقتبل العمر جهاز (إيكو) أو (غوغل هوم) ويتعامل مع مثل هذه الأجهزة، ستدرك على الفور أن طريقة التعامل معها والتي تتم بسهولة وسلاسة وسرعة، إنما هي عودة إلى (الحالة الطبيعية) التي فطر عليها الإنسان، في أن يتحدث وأن ينصت ويسمع ويفهم ويتواصل، وليس (الحالة الغريبة) التي أوجدتها التقنية القديمة، القائمة على الكتابة على الآلة، وليس الحديث إليها».

«محطة الصوت»

وأعرب زيجلر عن اعتقاده بأن رحلة التطور التي سارت فيها التقنية، وصلت إلى «محطة الصوت» التي بدأت وحان وقتها، موضحاً أن التقنية بدأت بالحاسبات الكبيرة «مين فريم»، ثم الحاسبات الخادمة، ومن ثم محطات العمل الصغير، وبعدها الحاسبات المكتبية، وانتهت إلى الحاسبات المحمولة، والهواتف الذكية التي تقوم بمعظم وظائف الحاسب.

وأضاف أنه في كل ذلك كان التواصل بالكتابة والشاشة هو المسيطر، مؤكداً أن الأجهزة التقنية وصلت الآن إلى المحطة التي يتعين أن يعود فيها الأمر إلى (الحالة الطبيعية) للإنسان، وهي التواصل بالصوت.

وتابع زيجلر: «لقد انغرسنا في نموذج الحوسبة القديم القائم على الكتابة والشاشة، وتصورنا أن هذا هو الوضع الطبيعي الدائم للنهاية، في حين أن هذه لم تكن سوى مجرد قيود يمكن الفكاك منها، والتحول إلى التعامل الصوتي مع الحاسبات والهواتف الذكية وغيرها».

اللحظة المناسبة

ولم ينفِ زيجلر في مقابلته، أن الاستثمار في الأدوات المعتمدة على الصوت أمر صعب وله مخاطره، لكنه شدد على الأهمية الفائقة لمسألة «التوقيت» في سلامة وصحة القرارات الاستثمارية الكبرى، لافتاً إلى أن اللحظة المناسبة تكون عاملاً حاسماً في النجاح وتحقيق الأهداف كما ينبغي.

وهنا عبر زيجلر عن قناعته بأننا نعيش «اللحظة» أو «الساعة المناسبة» لاتخاذ القرارات الاستثمارية الكبرى في تقنية الصوت، وبعبارة أخرى يرى أنه «دقت ساعة الصوت»، للمضي قدماً في مشروعات عملية ستجد تطبيقاً واسع النطاق، يجعلها مقبولة ومربحة تجارياً، وهذا ما يجعل الاستثمار في تقنيات التعامل بالصوت أمراً لا مفر منه.

منافسون وشركاء

وإذا كانت «غوغل» قدمت من خلال زيجلر، هذه الرؤية المتقدمة الشاملة في مجال التعامل بالصوت، فهذا لا يعني أنها وحدها في هذا المضمار، بل لها منافسون وشركاء آخرون، ربما لم يصل اهتمامهم إلى هذه الدرجة، لكنهم موجودون وبقوة، فهناك شركة «أمازون» التي تتوسع في تطوير وتدعيم جهاز «إيكو» القائم على المساعد الرقمي الشخصي «إليكسا»، وكذلك «مايكروسوفت» بمشروعها الطموح الذي قدمت من خلاله المساعد الصوتي الرقمي «كورتانا»، إضافة إلى «أبل» بمنتجها «سيري». وكانت مؤسسة «غارتنر» المتخصصة في أبحاث سوق تقنية المعلومات، أفادت في تقرير أصدرته، أخيراً، بأن مبيعات هذه المساعدات ستتجاوز ملياري دولار بحلول عام 2020.

الحاسبات على الطريق

والأمر لا يقتصر على الأجهزة اليدوية فقط، فيبدو أن شركة «إنتل» لديها رؤى مشابهة، فقد أعلنت خلال الشهر الجاري عن اتفاقية مع شركة «سينسوري» لإضافة تقنية التعرف إلى الصوت إلى معالجاتها من فئات عدة، الأمر الذي يجعل الحاسبات المكتبية والمحمولة العاملة بمعالجات «إنتل» قادرة على التعامل بالأوامر الصوتية، وعلى تشغيل المساعدات الشخصية الرقمية الصوتية التي تنتجها مختلف الشركات، من دون الحاجة لوجود الجهاز الخاص بتشغيلها على غرار «أمازون إيكو» مثلاً.

مخرج «سامسونغ»

كما يبدو أن شركة «سامسونغ»، وجدت في تقنية التعامل بالصوت مخرجاً من الكارثة التي حلت بها في هاتف «غلاكسي نوت 7»، إذ أعلنت حديثاً أن هاتفها الذكي الجديد «غلاكسي إس 8» سيتضمن مساعداً رقمياً، يجعل التعامل مع الهاتف بالصوت في كل شيء تقريباً، ويقلل إلى حد كبير من استخدام لوحة المفاتيح، سواء كانت بالأزرار أو باللمس.

تويتر