مزود بشاشتين أفقية مسطحة باللمس «للتفكير بحرية».. ورأسية عادية لعرض النتائج

«ديل» تنضم لحملة إنقاذ «الحـاسبات المكتبية» بجهاز «سمارت ديسـك»

الشركة أكدت أنها ستعلن رسمياً عن الحاسب الجديد وتعرضه في مؤتمر «الإلكترونيات الاستهلاكية» في يناير المقبل. من المصدر

يبدو أن شركة «ديل»، إحدى الشركات العالمية الرائدة في تصنيع الحاسبات، لم تستطع الانتظار حتى نهاية العام الجاري، لكي تعلن عن انضمامها إلى حملة إنقاذ الحاسبات الشخصية المكتبية من الفناء. واستغلت «ديل» مشاركتها في مؤتمر «أدوبي ماكس»، الذي نظمته شركة «أدوبي»، أكبر منتج للبرمجيات الابداعية وبرمجيات التصميم والرسوميات عالمياً، خلال الفترة من «31 اكتوبر وحتى الرابع من نوفمبر الجاري»، بمدينة سان دييجو الأميركية، لتعرض على المشاركين فيديو قصيراً يكشف النقاب عن حاسب شخصي مكتبي جديد، أطلقت عليه الاسم الكودي «سمارت ديسك».

وقالت الشركة إنها ستعلن عنه رسمياً، وتعرضه في مؤتمر «الإلكترونيات الاستهلاكية»، المقرر عقده في يناير المقبل. وتشير التفاصيل التي أعلنت عن الحاسب الجديد، إلى أنه «جرعة إبداعية» تحاول من خلالها «ديل» المشاركة في إنقاذ الحاسبات الشخصية المكتبية من الاندثار، تماماً مثلما فعلت «غوغل» و«مايكروسوفت» و«أبل»، التي قدمت، خلال شهر أكتوبر الماضي، منتجات جميعها يسير في الاتجاه نفسه.

ويبدو مما أعلنته «ديل» أن «سمارت ديسك» ينافس بالأساس جهاز «مايكروسوفت سرفس استوديو»، بعيداً عن «أبل ماك برو» و«غوغل» و«جام بورد».

قطار الإنقاذ

وكانت «الإمارات اليوم» قد نشرت منذ أيام تقريراً استعرض الجرعات الإبداعية، التي خصصتها الشركات الثلاث الكبرى لدعم أوضاع الحاسبات الشخصية المكتبية، ولم يكن متوقعاً أن تدخل «ديل» على الخط بهذه السرعة. فمشروع «سمارت ديسك» معلن عنه منذ 2014، لكن لم تكن تتوافر تفاصيل كاملة عن تصميمه ووظائفه وأهدافه، لذلك كان لافتاً أن تنتهز «ديل» مشاركتها في أعمال مؤتمر «أدوبي ماكس»، لكي تؤكد أنها ستطرح منتجها «سمارت ديسك» في معرض «الإلكترونيات الاستهلاكية»، ثم تكتب تفاصيل جديدة عنه في مدونتها الرسمية en.community.dell.com/‏‏dell-blogs، وكأنها تحرص على ألا يفوتها ركوب قطار إنقاذ هذه النوعية من الحاسبات، جنباً إلى جنب «غوغل» و«أبل» و«مايكروسوفت».

«سرفس استوديو»

وفي ضوء المراجعة التي أجرتها «الإمارات اليوم» للفيديو الترويجي، الذي أذاعته «ديل»، يمكن القول إن «سمارت ديسك» يبدو فعلياً أكثر تعقيداً من حاسب «مايكروسوفت سرفس استوديو»، فالأخير بالأساس حاسب لوحي مسطح ضخم، محمول على مفاصل رباعية، تجعل من السهل تحريكه ما بين الوضعين الأفقي والرأسي، وهو عبارة عن شاشة واحدة عملاقة يخدمها حاسب صغير الحجم، مثبت بين أعمدة الحامل.

أما «ديل سمارت ديسك» فهو حاسب يعمل بشاشتين، الأولى عادية من فئة «إل سي دي» فائقة التحديد، ومثبتة بالوضع الرأسي المعتاد في مواجهة وجه المستخدم، والثانية ذات مساحة أكبر وهي أحدث من حيث التقنية المستخدمة، ومسطحة تماماً، وتوضع في وضع أفقي على المكتب، ويتم التعامل معها باللمس وبقلم الكتابة، وأيضا بأداة جديدة مشابهة لأداة «سرفس دايل»، التي قدمتها «مايكروسوفت» مع جهازها «سرفس استوديو».

وهي قطعة دائرية حينما توضع على الشاشة المسطحة الموضوعة في الوضع الأفقي تظهر حولها أزرار وأيقونات خاصة بالتطبيق الذي يعمل على الجهاز لاستخدامها في التشغيل والأعمال الابداعية، ولم تحدد «ديل» اسم هذه الأداة حتى الآن.

العمل على مرحلتين

ويبدو من الفيديو الترويجي أيضاً أن العمل على «سمارت ديسك» يتم على مرحلتين، الأولى تتضمن العمل الابتدائي الأقرب إلى «عصف الذهن» الذي يجريه المبدع أو المصمم أو الرسام مع نفسه أثناء العملية الابداعية الأولية، ويستخدم فيها القصاصات والرسم وكتابة الملاحظات وعمل التخطيطات، ويحتاج فيها كذلك إلى أدوات للإنتاج من خرائط وصور ومعلومات وخلافه. وكل هذه العملية الابداعية تُجرى بسهولة ويسر ومن خلال اللمس والتحريك والتلاعب بالمكونات وتشغيل البرمجيات المختلفة على الشاشة المسطحة الأفقية.

أما الشاشة الرأسية الثانية فتعرض التطور في العمل الجاري والمنتج الذي يخرج منه في صورته المتنامية النهائية، وفي الوقت نفسه تقدم للقائم بالعمل العديد من الموارد المتاحة على الجهاز، من فيديوهات وصور وألبومات وصور للخدمات الحية المتجددة مثل خدمة «ستريت فيو» من «غوغل»، وخدمة الخرائط المرتبطة بتحديد الموقع لحظياً وخلافه.

فعلى سبيل المثال، إذا كنت تنظر إلى خريطة في وضعية خدمة «ستريت فيو» من «غوغل»، فإن الخريطة الفعلية ستكون على الجزء اللوحي المسطح الأفقي، وتكون صور مشهد الشارع على شاشة الحاسب الرأسية، ويكون لدى من يقوم بالعمل الإبداعي لوحة المفاتيح ومزيج من الأدوات أمامها على الجزء المسطح.

10 وظائف

ويظهر في الفيديو أن هناك 10 وظائف أو أكثر تعمل باللمس على الشاشة المسطحة الأفقية، لتجعل أصابع اليدين بالكامل تشارك في العمل، وفي الوقت نفسه هناك قلم عالي الكفاءة للقيام بوظائف الرسم والتخطيط، مقترن بجيل جديد من الأدوات الطبيعية الموضوعة على السطح الأفقي، التي تسمح للمستخدمين بتعديل المحتوى الرقمي من دون الحاجة للقيام بعيداً عن المكتب.

وتوفر الشاشة الأفقية راحة تامة، وبيئة عمل أقرب إلى الطبيعية، ولذلك يمكن القول إن «سمارت ديسك» هو في الحقيقة مزيج من «سرفس استوديو»، مضافة إليه شاشة حاسب عادية، ولذلك فإنه سيكون منافسه الرئيس، لكنه يتجاوز بشكل واضح إمكانات وخصائص الحاسب الذي طرحته شركة «إتش بي»، تحت اسم «سبروت» قبل عامين، وخصصته أيضاً لمحترفي الأعمال الإبداعية. ويتفوق «سمارت ديسك» بأنه يتضمن ماسحاً ضوئياً لعمل الصور ثلاثية الأبعاد، وجهاز عرض ضوئي «بروجيكتور».

«ويندوز 10»

ويحاول الجهاز الجديد الاستفادة من الميزات الجديدة في «ويندوز 10»، والتحديث الخاص بالمبدعين والرسامين والمصممين، الذي كانت «ديل»، في ما يبدو مطلعة عليه قبل وقت طويل من الإعلان عنه، لكن لا أحد متأكداً بالطبع كم كانت «ديل» تعلم عن «مايكروسوفت سرفس برو» وأداة «سرفس دايل».

ولم تكشف «ديل» النقاب عن أي تفاصيل بخصوص مواصفات «سمارت ديسك»، أو الاسم الرسمي أو السعر، لكنها ذكرت في مدونتها الرسمية أن هدف هذا المنتج هو أن يساعد في نقل الأفكار والتصورات بصورة طبيعية من عقل المبدع إلى الورق، وأن يسد الفجوة بين ما يأتي طبيعياً وما يمكن إبداعه رقمياً.

وأضافت «ديل» عبر مدونتها أن مفهوم «سمارت ديسك» يحدث ثورة في إنتاجية الفنانين الرقميين والمهندسين والمعماريين والمحللين العلميين، فهو يعمل على التطبيقات عالية الكفاءة للمحترفين، مع تقديم مساحة إبداعية تفاعلية جديدة، من خلال الجمع بين شاشات اللمس التفاعلية من طراز «إل سي دي»، والإبداعات في خبرة المستخدم، جنباً إلى جنب الإمكانات المتوافرة في التطبيقات والبرمجيات المستقلة التي يوفرها شركاء «ديل»، وكذلك المستوى عالي الكفاءة لأجهزة «ديل» من فئة محطات العمل.

 

تويتر