«غوغل» تبني خرائط جديدة.. و«مايكروسوفت» تقدّم منصة تقنية لإدارة محتوى الدورة لحظياً

التقنية تغمر الرياضة وتقدّم وجهـــاً جديداً لدورة الألعاب الأولمبية في البرازيـــل

صورة

منذ الاستعدادات الأولى لانعقادها، كانت كل التوقعات تشير إلى أن دورة الألعاب الأولمبية، التي تجري فعالياتها حالياً على قدم وساق بمدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، ستكون هي الدورة الأفضل والأكثر اعتماداً على تقنية المعلومات في جميع مراحلها. ومع انطلاق الفعاليات، أول من أمس، بدا واضحاً أن تقنية المعلومات غمرت الدورة وتمكنت من جميع مفاصلها وتفصيلاتها، وأضفت عليها وجهاً رقمياً بصورة غير مسبوقة. ويتجلى ذلك في أوضح صورة في حالة التمازج والدمج شبه الكاملة التي تحققت بين التلفزيون والإنترنت والمحمول والمحتوى التفاعلي، والبنية التحتية المسؤولة عن إدارة الدورة، وبرامجها وأحداثها والمشاركين فيها من الفرق والإداريين والمشاهدين وغيرهم.

ورصد محللون المساهمة التي قدمها عمالقة التقنية في هذه الدورة، ومن بينهم تحليل نشره موقع «تيك ريبابليك» techrepublic.com، تتبع المساهمات التي قدمتها شركات التقنية في هذه الدورة، ورصد مساهمات كل من «مايكروسوفت» و«غوغل» و«سامسونغ»، كأمثلة واضحة في هذا السياق.

إدارة المحتوى

تقنية «آزور»

تسمح تقنية «آزور» لمستخدمي الإنترنت باختيار أي رياضة يريدون متابعتها، كما ستتاح لهم مرونة كافية في مشاهدة أي حدث بالطريقة التي تحقق لهم الراحة، سواء مع أدواتهم أو التلفزيون الموصول بكابل، مثل طاولات التنس والأحداث الخاصة بالرياضات البدنية.

وتتشارك «مايكروسوفت» مع «أدوبي» من أجل بناء إعلانات أثناء البث الحي، وأيضاً ما تحتاج إليه الأحداث التقنية الداخلية، وتعرض ملء الفراغات الإعلانية بها، فمثلاً إذا كان هناك مطعم محلي يستضيف حفلة مشاهدة، فإن هذه الإعلانات تظهر لتناسب المشاهدين المتوقعين في هذه الحفلة.

وللمرة الثانية في عالم الألعاب الأولمبية، تقدم «مايكروسوفت» تقنية «آزور» المستخدمة مع الحاسبات الخادمة وخوادم الويب الكبرى، لإدارة المحتوى الخاص بالدورة، سواء المقدم عبر البث التليفزيوني المباشر، أو عبر الإنترنت والمحمول والأدوات الأخرى. ويغطي ذلك جميع أشكال المحتوى، من فيديو مباشر ونصوص وصور ومقالات وغيرها. فعلى سبيل المثال، تدير تقنية خدمات المحتوى الحية وتحت الطلب لموقع «إن بي سي أولمبيك» و«إن بي سي يونيفيرسال»، 4500 ساعة من محتوى الفيديو لحظياً على الإنترنت، وتسهل على المشاهدين إيجاد المحتوى المناسب ذي الصلة بهم، وتوفر توصيات وإرشادات لأي أداة، وذلك بحسب تصريحات مدير عام الخدمات الإعلامية بمنصة «آزور» بشركة «مايكروسوفت»، سودهيد سيريفارا.

وبالنسبة لـ«مايكروسوفت»، تمثل دورة ريو دي جانيرو تحدياً كبيراً للبث الحي المباشر، فهي تضم ثلاثة أضعاف الأحداث التي شهدتها دورة سوتشي، ولأن المنطقة الزمنية هي ساعة فقط متأخرة عن التوقيت الشرقي، فسيكون هناك عدد أكبر من المشاهدين داخل الولايات المتحدة، لكن «مايكروسوفت» أكدت أن الحوسبة السحابية جاهزة للأحداث التي على مستوى الأولمبياد.

ولعل الاختلاف الأكبر بين دورتي سوتشي وريو، هو ما وراء خدمات المحمول والأجهزة اليدوية والحاسبات اللوحية، فهناك أيضاً التلفزيون المتصل بشبكة أو كابل، فمحطة «إن بي سي» المسؤولة عن بث فعاليات الأولمبياد، تريد تقديم فيديو بأعلى جودة ممكنة، خصوصاً أن العديد من الأدوات يتوقع أن تكون موصولة بالتلفزيون الكبير داخل المنزل. وبسبب ذلك فإن منصة «آزور» ستزيد جودة الفيديو إلى 1080 بيكسل بالنسبة لمنصات التلفزيون.

جداول حية

من جانبها، سعت «غوغل» منذ البداية إلى تعميق حضورها التقني بهذه الدورة، وقامت بتوظيف كل الأصول القائمة لديها سواء في محرك البحث أو خدمات الفيديو أو خدمة مشاهدة الشوارع وخرائط «غوغل»، وغيرها، من أجل تغطية الأولمبياد وأخباره بصورة لحظية. وصممت لذلك فريقاً من العاملين يمكنهم استخدام مثل هذه الأصول لحدث قائم على الأخبار.

وتنفيذاً لهذه الخطة، أضافت «غوغل» جداول الأحداث وأعداد الميداليات والمعلومات عن الرياضيين، إلى وظائف محرك البحث الخاص بها، كما وفرت للمستخدمين إمكانية الحصول على النتائج ومشاهدة الجداول المتلفزة في أكثر من 30 دولة بصورة حية، ومشاهدة البث الحي الرسمي، وتسليط الضوء على الأحداث في «يوتيوب» في أكثر من 50 دولة. وفي متناول مستخدمي تطبيق «غوغل» على «أندرويد» و«آي أو إس» الحصول على تحديثات تلقائية لأبرز الأحداث الرياضية والفائزين بالميداليات.

وقبيل انطلاق فعاليات الدورة، كانت شوارع ريو دي جانيرو والملاعب الأولمبية موجودة على خرائط «غوغل» للمشاهدين لاستكشافها افتراضياً، مع تشغيل خدمة «مشاهدة الشوارع» من داخل ريو دي جانيرو وأماكن إقامة المباريات. وجرى استخدام الصور البانورامية 360 درجة في هذه الخدمة. وتشاركت «غوغل» أيضاً مع أكبر المعاهد الثقافية في ريو دي جانيرو، من أجل تكوين مجموعات تفاعلية حية على الإنترنت لمعالم المدينة الشهيرة ومعرض الفن.

هواتف محدودة

من جهتها، استعدت «سامسونغ» مبكراً للتعامل مع دورة ريو دي جانيرو، وكشفت عن طبعة محدودة من الهواتف المحمولة طراز «غالاكسي 7 إس» للألعاب الأولمبية فقط. وقالت إنها ستوزع 12 ألفاً و500 هاتف من هذه الطبعة المحدودة على اللاعبين الأولمبيين لعام 2016، فيما قررت عرض أعداد محدودة للمستهلكين على موقع «بست باي»، وهي تأتي محملة بتطبيقات خاصة بالألعاب الأولمبية وخلفيات شاشة خاصة.

وتعاونت «سامسونغ» مع محطة «إن بي سي» لتقديم تغطية حصرية بـ«الواقع الافتراضي» للألعاب الأولمبية للمستخدمين الذين يحملون هواتف محمولة مرخصة وأصلية من «سامسونغ» طراز «غالاكسي»، والموجود معها أداة تشغيل «الواقع الافتراضي»، عبر تطبيق «إن بي سي» للألعاب.

واستعدت «سامسونغ» لعرض 85 ساعة من «الواقع الافتراضي» المبرمج عبر الإنترنت والتطبيق الخاص بالدورة عبر الهواتف الذكية، ويتضمن حفلات الافتتاح والختام، وكرة السلة للرجال والرياضات البدنية والكرة الطائرة الشاطئية، والغوص والملاكمة وسباقات التتابع، والبرنامج سيعرض بتأخير قليل، بدءاً من أمس وحتى 22 أغسطس الجاري، وهو اليوم التالي لحفل الختام.

تويتر