مساعٍ لتحويل «بي بي إم» إلى منصة تجمع بين التجارة الإلكترونية والإعلانات وخدمة الدردشة

«بلاكبيري ماسنجر».. تطبيق التراسل الأكثر شعبية في إندونيسيا

«بلاكبيري» تواجه صعوبات في استعادة مكانتها السابقة في سوق الهواتف الذكية وزيادة حصتها التي تقل عن 1% منها. تصوير: أشوك فيرما

ربّما تواجه شركة «بلاكبيري» الكندية صعوبات غير قليلة في استعادة بعض مكانتها السابقة في سوق الهواتف الذكية، وزيادة حصتها التي تقل عن 1% منها. لكن في المقابل يقدم تطبيق «بلاكبيري ماسنجر» صورة مختلفة تماماً في إندونيسيا، ويتفوق على غيره من تطبيقات التراسل في البلاد.

 

ويحافظ الكثير من الإندونيسيين على إخلاصهم للتطبيق المعروف باسم «بي بي إم»، وما يتضمنه من مجموعات أفراد العائلة والأصدقاء، حتى مع توقف البعض منهم عن استخدام هواتف «بلاكبيري»، وهو أمر تسعى الشركة لاستثماره، وتحويل التطبيق إلى منصة كاملة تجمع التجارة الإلكترونية والإعلان والدردشة في إندونيسيا.

ومن هؤلاء المستخدمين، فريدي فرديانتو، الذي يعيش في مدينة سورابايا في جزيرة جاوة الشرقية، ويمتلك أربعة حسابات في تطبيق «بلاكبيري ماسنجر»، يستخدمها أساساً لإدارة أعماله في بيع المنتجات المستوردة من الصين، ويعتمد على الحساب الرابع في هاتف يعمل بنظام تشغيل «أندرويد» للاتصالات الشخصية.

وأرجع فرديانتو، البالغ من العمر 30 عاماً، اختياره التطبيق إلى انتشاره الواسع في البلاد، وقال: «أختار (بي بي إم)، لأن جميع من أعرفهم في إندونيسيا يستخدمون التطبيق بدلاً من (واتس أب) أو (لاين)».

ويبدو ذلك صحيحاً، إذ بينما يهيمن تطبيق «واتس أب» الذي تمتلكه شركة «فيس بوك» على سوق تطبيقات التراسل للهواتف الذكية على الصعيد العالمي، ويبلغ عدد مستخدميه مليار مستخدم نشط شهرياً، يختلف الأمر في إندونيسيا، ويتجاوز عدد مستخدمي «بلاكبيري ماسنجر» 55 مليون مستخدم نشط شهرياً، ما يجعله تطبيق التراسل الأكثر شعبية في البلاد، حسب ما ذكرت شركة «بلاكبيري» في يناير الماضي.

ويلي «بلاكبيري ماسنجر» تطبيقا «واتس أب» و«ماسنجر» بنحو 50 مليون مستخدم لكل منهما، وفقاً لتقديرات شركة «وي آر سوشيال» للاستشارات في مجال الإعلام الاجتماعي في المملكة المتحدة. ولا تُصدر شركة «فيس بوك» التي تمتلك التطبيقين أرقاماً مُفصلة عن الاستخدام في كل بلد، وذكرت فقط أن مستخدمي «ماسنجر» يتخطون 800 مليون مستخدم حول العالم.

وفي إندونيسيا وصل عدد مستخدمي موقع «فيس بوك» إلى 82 مليون مستخدم نشط، خلال الربع الأخير من العام الماضي، منهم 77 مليون مستخدم من خلال الأجهزة المحمولة، حسب ما قالت مُتحدثة باسم «فيس بوك».

وحتى الآن تحتفظ هواتف «بلاكبيري» بشعبيتها وجاذبيتها في أوساط الشركات والمهنيين في إندونيسيا بسبب نظامها الآمن، ما يجعل هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا السوق الأهم لتطبيق «بلاكبيري ماسنجر»، تليه نيجيريا، ثم جنوب إفريقيا.

وسعياً لزيادة عائداتها، أطلقت شركة «بلاكبيري» في عام 2014 عدداً من الميزات مثل متجر داخل تطبيق «بلاكبيري ماسنجر» يوفر مُلصقات وغيرها من الأغراض الافتراضية، وخدمة للدفع عبر المحمول، وأدوات إعلانية للعلامات التجارية، مثل القنوات العامة ورعاية المحتوى.

وفي إندونيسيا وحدها نشأت أكثر من 750 ألف قناة في تطبيق «بي بي إم»، ويعود بعضها إلى متاجر التجزئة الرئيسة على الإنترنت، ويستخدمونها لترويج بضائعهم وخدماتهم وللتفاعل مع المستهلكين، وفقاً لـ«بلاكبيري».

ويتيح تطبيق «بي بي إم» للمستخدمين أيضاً الدفع مقابل السلع الافتراضية، ويتلاءم مع عدد من المحافظ المالية للهاتف المحمول. وتحظى الملصقات برواجٍ واسع بين مستخدمي الإنترنت من محبي الصرعات الجديدة في إندونيسيا. وتقول شركة «بلاكبيري» إنه يجري إرسال واستقبال أكثر من مليار ملصق شهرياً.

وتسعى «بلاكبيري» إلى الجمع بين التجارة الإلكترونية والإعلانات وخدمة الدردشة في إندونيسيا، على غرار ما أنجزه تطبيق «وي شات» التابع لشركة «تينسنت» في الصين، إذ يوفر الأخير منصة للدفع عبر المحمول وسداد الفواتير والحصول على خدمات متنوعة، فضلاً عن التراسل.

وقال نائب رئيس «بلاكبيري» المسؤول عن تطبيق «بي بي إم»، ماثيو تالبوت: «شهدنا (وي شات) يتقدم الركب لإنشاء نظام كامل حول الدردشة في الصين، وأنجز هذا الأمر تطبيق (لاين) في اليابان، و(كاكاو توك) في كوريا الجنوبية».

وأضاف تالبوت: «لكن أياً من هؤلاء اللاعبين لم يبلغ الحجم الذي حققناه في إندونيسيا بتطبيق (بي بي إم)».

غير أن هذه الطموحات لا تقنع بعض المُحللين الذين يحذرون من مواجهة هيمنة تطبيق «بي بي إم» تهديداً خلال العام الجاري، بسبب طرح منصات أخرى للتراسل ميزات أفضل وأكثر جودة.

ويرى محللون أنه ينبغي لشركة «بلاكبيري» أن تقرر أي نوع من المنصات ترغب في تمثيله، وما إذا كانت تريد تقديم تطبيق قاصر على التراسل على غرار «واتس أب»، أم منصة تراسل متعددة الوظائف مثل «وي شات»، ثم تُركز على الفئة المنشودة من أجل الحفاظ على صدارتها في إندونيسيا.

وقال مدير الأبحاث في شركة «غلوبال ويب إندكس» لأبحاث السوق في لندن، جيسون ماندر: «ربما يكون من المتأخر جداً لتطبيق (بي بي إم) محاولة التطور على غرار تطبيق (ماسنجر) من (فيس بوك)»، لافتاً إلى توافر أكثر من 700 تطبيق تعمل داخل «ماسنجر»، بعدما أتاحت «فيس بوك» تطوير تطبيقات ضمن تطبيق التراسل. وأضاف ماندر أنه ربما يتعين على «بلاكبيري» التركيز على التراسل الذي يُمثل ميزتها الأولى.

ويتفق بعض المستخدمين في إندونيسيا مع هذا الرأي، ومنهم عرفان موليا، الموظف البالغ من العمر 34 عاماً، وقال: «أستخدم (لاين) لإجراء المكالمات المجانية وإرسال الملصقات إلى الأصدقاء، وأستخدم (بي بي إم) للدردشة فقط». وانجذب موليا، كحال كثير من الإندونيسيين، إلى تطبيق «لاين» بسبب المكالمات والملصقات، الأمر الذي أهل «لاين» لاحتلال المرتبة الرابعة بين أكثر تطبيقات التراسل استخداماً في البلاد بـ30 مليون مستخدم.

لكن هذه الآراء لا تمنع «بلاكبيري» من الثقة بقدرتها على المحافظة على المركز الأول في إندونيسيا، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لايزال تطبيق «بلاكبيري ماسنجر» يتفوق على غيره من تطبيقات التراسل فيها. وقال تالبوت: «لا أعتقد أنه باستطاعة أحد اليوم في إندونيسيا مُنافسة النظام الشامل الذي نُطوره، خصوصاً عندما يقترن بنطاق قاعدة مستخدمينا».

 

 

تويتر