بعد أن غدت واحدة من أكثر الشركات تأثيراً حول العالم

«فيس بوك» تستعد للمستقبل عبر تقنيات الواقع الافتراضي وتوصيل الإنترنت إلى الشعوب

تُعتبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من خدمات الإنترنت الأكثر شهرة. رويترز

توقع تقرير للبوابة العربية للأخبار التقنية، أن تقود تقنيات «الواقع الافتراضي»، الثورة التقنية خلال العقد المُقبل، مشيراً إلى أن هذا الأمر دفع «فيس بوك» إلى إنفاق المليارات في هذا المضمار، باستحواذها على شركة الواقع الافتراضي «أوكولوس في آر».

 

ويرى التقرير أن شركة «فيس بوك» الأميركية التي غدت واحدة من أكثر الشركات تأثيراً حول العالم، لأن لديها ما يزيد على مليار مستخدم يومياً، تستعد للمستقبل عبر استثمارها في تقنيات الواقع الافتراضي، ومبادرة «إنترنت دوت أورغ» التي تطمح من خلالها إلى إيصال الإنترنت و«فيس بوك» إلى ما يزيد على أربعة مليارات نسمة لا يمتلكون خدمات إنترنت حالياً.

 

«فيس بوك» بالأرقام

 

ويتابع التقرير: بأكثر من مليار مُستخدم يومياً، غدت «فيس بوك» الأميركية واحدةً من أكثر الشركات تأثيراً حول العالم، الأمر الذي ضاعف من أرباحها التي من المتوقع لها أن تجاوز ثلاثة مليارات دولار (نحو 11 مليار درهم) العام الجاري، في حين تبلغ قيمتها السوقية نحو 275 مليار دولار (نحو تريليون و10 مليارات درهم).

 

وعند تأسيسها عام 2004، كانت مهمة «فيس بوك» هي مساعدة الناس على مشاركة أفكارهم والبقاء على تواصل مع الأصدقاء والعائلة، وجعل العالم أكثر انفتاحاً واتصالاً.

وحالياً، تُعتبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من خدمات الإنترنت الأكثر شهرةً، التي يمكن الوصول إليها باستخدام الهواتف المحمولة والذكية، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة، ومن أي مكان تتوافر فيه شبكة الإنترنت على الكرة الأرضية.

 

مبادرة «فيس بوك»

 

وفي هذه الأيام، يوجد نحو أربعة مليارات شخص حول العالم دون اتصال بشبكة الإنترنت، وهو الأمر الذي تعمل شركة «فيس بوك» على التعامل معه من خلال مبادرتها «إنترنت دوت أورغ» Internet.org، التي تطمح من خلالها إلى إيصال الإنترنت و«فيس بوك» إلى جزء العالم القابع من دون إنترنت.

 

ولتحقيق هدفها، تعتزم «فيس بوك» استخدام طائرات من دون طيار لتأمين خدمة الإنترنت في البلدان النامية والمناطق النائية، الأمر الذي من المُفترض له أن يوفر لسكان تلك المناطق خدمة إنترنت مقدمة من «فيس بوك» ومشابهة لخدمات الإنترنت التقليدية المُنتشرة في بلدان أخرى.

 

تطور التقنيات

 

ومع بدايات ظهور شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، كان الكمبيوتر الشخصي هو الوسيلة الأكثر استخداماً لتصفح هذه الخدمة، وذلك قبل ظهور الهواتف الذكية التي تحولت بعد انتشارها الكبير إلى أكثر الوسائل استخداماً لولوج خدمة «فيس بوك».

 

وكما أشار مؤسس «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، في أحد تصوراته، فإن عالم التقنية يشهد كل عقد تقريباً ظهور تقنية جديدة تؤدي إلى إحداث تغييرات في حياة الناس وتواصلهم مع بعضهم بعضاً، ففي البداية ظهرت أجهزة الكمبيوتر المُتصلة بالإنترنت التي شكلت ثورة تقنية في حينها، تلتها أجهزة الكمبيوتر المحمولة مع شبكات الإنترنت اللاسلكية، ومن ثم الهواتف الذكية.

 

الواقع الافتراضي

 

ومن المُحتمل أن تقود تقنيات «الواقع الافتراضي»، الثورة التقنية خلال العقد المُقبل، الأمر الذي دفع «فيس بوك» إلى إنفاق المليارات في هذا المضمار، وذلك باستحواذها على شركة الواقع الافتراضي «أوكولوس في آر». ويتوقع المُستشار السابق في «فيس بوك»، كريس شرادرChris Schrader، أن تسهم نظارات الواقع الافتراضي في تغيير طريقة تعامل الإنسان مع «فيس بوك» من جوانب مختلفة، إذ تسمح قدرتها على التقاط الصور ثلاثية الأبعاد بيسر وسهولة، للمُستخدم، بمشاركة المشهد الذي حوله على «فيس بوك».

 

وبحسب «شرادر» أيضاً، يُنتظر أن تسمح تقنيات الواقع الافتراضي في المُستقبل لخدمات الدردشة مثل «فيس بوك ماسنجر» بتوفير بيئة افتراضية تسمح لمستخدم تطبيق الدردشة بمشاهدة الطرف الآخر وكأنه معه في الغرفة نفسه، وبمتابعة مقاطع الفيديو على «فيس بوك» وكأنه جزء منها.

ويضيف شرادر: لن يختلف موقع «فيس بوك» كثيراً بعد 10 سنوات من الآن عن المتوافر حالياً، إلا أن تطبيق «فيس بوك» سيحظى على الأغلب بانتشار أوسع مع ازدياد انتشار خدمة الإنترنت في أنحاء العالم، أي مع تحقق أهداف «فيس بوك» بإيصال الإنترنت إلى جميع المناطق حول العالم، على أن يصبح تفاعل المُستخدم مع المحتوى على «فيس بوك» أمراً أكثر واقعية.

ويُنتظر أن يبدأ طرح خوذة الواقع الافتراضي «أوكولوس رفت» في الأسواق اعتباراً من مطلع عام 2016، التي ستجلب معها قدرات عدة، بما فيها إمكانية استقبال الألعاب بشكل مباشر من منصة «إكس بوكس» التابعة لشركة «مايكروسوفت» الأميركية، مثل لعبة الفيديو الشهيرة «هالو»، على أن تأتي أيضاً مع ملحقات خاصة تسمح لمستخدمي الخوذة باستعمال الأيدي للتفاعل مع الألعاب مثل الضغط على زناد مُسدس افتراضي، أو استخدام إيماءات للتواصل مع لاعبين آخرين.

 

 

تويتر