طوّرتها شركة «نايت سكوب» الأميركية.. ويستخدم بعضها في مباني «مايكروسوفت» بوادي السيليكون

توجّه للاستعانة بـ «الروبوتات» في الحراسة الأمنية

صورة

شرعت شركة «نايت سكوب» Knightscope، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً لها، عام 2013، في تطوير «روبوتات» للحراسة الأمنية باسم «كيه 5» K5، بغرض استخدامها في دوريات الحراسة في المؤسسات الخاصة، والشركات، والجامعات، ومراكز التسوق.

وصنعت الشركة حتى الآن سبعة «روبوتات» يُستخدم بعضها في مباني شركة «مايكروسوفت» في وادي السيليكون، فيما تُخطط «نايت سكوب» لتقديم أربع روبوتات قبل نهاية عام 2014 في شركة لم تُسمها، متخصصة في التكنولوجيا.

وظيفة الروبوت

وبحسب أحد مؤسسي «نايت سكوب» ونائب الرئيس للمبيعات والتسويق، ستاسي ستيفنز، فإنه يُمكن لروبوتات «كيه 5» أن تُخفف من أعباء العمل الرتيب والخطير في بعض الأحيان للدوريات الأمنية، ومن ثم تُفسح المجال لتُخصص هيئات تنفيذ القوانين أو المسؤولون عن الأمن الخاص جهودهم لإنجاز العمل الاستراتيجي.

وصُممت «كيه 5» للقيام بدوريات حراسة، والكشف عن السلوكيات الغريبة مثل وجود شخص يسير في المبنى ليلاً، وإبلاغ مركز المراقبة عن بعد، إذ يتجول الروبوت بوزنه البالغ 300 رطل (يعادل 136 كيلوغراماً تقريباً)، وطول يبلغ 300 قدم (152 سنتيمتراً)، وخلال الحركة يتجنب الاصطدام بالأشخاص والجدران وصناديق القمامة.

وكي يتمكن «كيه 5» من إنجاز مهمته في الحراسة، فإنه يعتمد على كاميرات وعدد من أدوات الاستشعار والملاحة ومحركات كهربائية، وكمبيوتر داخل هيكل من اللون الأبيض تعلوه قبة، كما يحتوي الروبوت على بطارية كبيرة قابلة لإعادة الشحن، يُمكنها العمل 24 ساعة تقريباً بشحنة واحدة، ويُتابع عمل البطارية ليتجه تلقائياً إلى منصة الشحن عند الحاجة، ويستغرق عادة ملء البطارية تماماً مدةً تراوح بين 15 و20 دقيقة.

وزُود «كيه 5» بأربع كاميرات فائقة الوضوح، تتوزع على جوانبه الأربعة، وكاميرا للتعرف إلى لوحات أرقام السيارات، وأربعة مُكبرات للصوت، وأداة استشعار لحالة الطقس لقياس الضغط الجوي، ومستويات ثاني أكسيد الكربون ودرجة الحرارة.

وتستخدم روبوتات «كيه 5» شبكة الاتصال اللاسلكي «واي فاي» للتواصل مع بعضها بعضاً، ومع مسؤولين يُمكنهم متابعة بيانات أدوات الاستشعار، والكاميرات عن بعد.

كما تستعين الـ«روبوتات» بنظام تحديد المواقع الجغرافية، وأشعة الليزر، للعثور على طريقها في المنطقة التي تقوم فيها بالحراسة، وتنبيهها للعقبات المحتملة أثناء الحركة.

وعندما تنتقل «كيه 5» للخدمة في مكانٍ جديد، فإن الأمر يتطلب قيام شخص بتحديد مكان الحركة بواسطة جهاز لاسلكي للتحكم، ليدع للروبوت الفرصة للتعرف إلى محيطه. وقال ستيفنز: «توفر له خريطة أساسية ثم يبدأ بالبناء عليها».

وظيفة الأمن

وتُعد «نايت سكوب» واحدة من بين عددٍ متزايد من الشركات تسعى للاستعانة بـ«الروبوتات» لإنجاز بعض من المهام التقليدية للبشر في الصناعة وتجميع السيارات. ويدعم هذا التوجه التطور المتسارع في تقنية الروبوتات، وزيادة مرونتها، وقدرتها على التكيف مع وظائف محددة.

وبعكس كثير من الجهود التي تُركز على الاستعانة بالروبوتات في خطوط التجميع في المصانع، تُراهن «نايت سكوب» على فرصها للقيام بمهام أخرى. وفي الواقع، ربما لا تُصبح «كيه 5» بديلاً عن حراس الأمن، لاسيما مع عددهم الكبير؛ ففي عام 2013 قدر «مكتب إحصاءات العمل» التابع لوزارة العمل الأميركية تعيين ما يزيد على مليون حارس في الولايات المتحدة.

وفي المقابل، تُبشر كلفة الاستعانة بروبوتات «كيه 5» بإمكانية إقبال شركات ومدارس على تجربتها؛ فبينما حددت «نايت سكوب» 6.25 دولارات (23 درهماً) مُقابل استخدام الروبوت في الساعة، فإن أجر حارس الأمن يبلغ ضعفي هذا المبلغ.

اعتراض عمل الروبوت

وعلى الرغم من المظهر الودي لروبوتات «كيه 5»، وعدم تزويدها بأية أسلحة، فإنها تعتمد على إرسال إنذارات متتالية، فإذا حاول أحد الأشخاص إيقاف الروبوت، فإنه يُصدر بعد مضي بعض الوقت صوتاً تحذيرياً، كما سيبعث بتنبيه ذي مستوى منخفض إلى مركز المراقبة عن بعد.

وإذا ما استمرت محاولة تعطيل «كيه 5»، فإنه سيُصدر صوتاً مرتفعاً، وفي الوقت نفسه يُرسل تبيهاً آخر يحث مركز المراقبة على استخدام برنامج «نايت سكوب» المتوافر عبر متصفح الإنترنت لمتابعة بيانات أدوات الاستشعار، ومشاهدة ما يجري في محيطه، والتحدث إلى الأشخاص المحيطين به. وفي حال احتاج أحد ما للمساعدة، يُمكنه الضغط على زر في أعلى «كيه 5» لاستدعاء أشخاص آخرين.

وأشار ستيفنز إلى وجود العديد من المتعاملين المهتمين، منهم العديد من شركات الأمن التي سئمت المعدلات المرتفعة لمغادرة حراس الأمن أعمالهم.

وتأمل شركة «نايت سكوب» بتوفير روبوتات للعمل في مجموعة متنوعة من الشركات خلال النصف الأول من العام المقبل، كما تتصور الشركة دوراً لروبوتات «كيه 5» يتجاوز الاستعمالات الأمنية العادية، إذ يقترح ستيفنز تطوير تطبيق يسمح لطلاب الجامعات بطلب حضور الروبوت إليهم لمرافقتهم أثناء تجولهم ليلاً في الحرم الجامعي. ومع ذلك، تبقى أمام نجاح روبوتات «كيه 5» بعض التحديات التقنية والثقافية، منها حاجتها لإثبات فاعليتها بمضي الوقت، إضافة إلى شعور الناس بالراحة في وجودها، فضلاً عن حاجة الروبوتات إلى تطوير توازنها لتواصل سيرها في المسار المحدد.

تويتر