تستشعر مغادرة الطبيب لشبكة المستشفى، ومن ثم لا تمكنه من الاطلاع على بيانات المرضى خارجها

«ميدوباد».. حزمة تطبيقات تعرض بيانات المرضى على أجهزة «آي باد»

صورة

على امتداد رحلة المرضى داخل المستشفيات، ينشأ قدر كبير جداً من بياناتهم الثمينة من الفحوص والتحليلات وغيرها، إلا أن الأطباء يواجهون صعوبة في الحصول عليها وتوظيفها على نحوٍ فعال، الأمر الذي تسعى حزمة من التطبيقات تحمل اسم «ميدوباد» Medopad للتغلب عليه، بوضع هذه البيانات بين أيدي الأطباء على شاشات أجهزة «آي باد» اللوحية.

وتعتمد فكرة شركة «ميدوباد» الناشئة، التي تتخذ من العاصمة البريطانية، لندن مقراً لها، على ربط جميع النظم والآلات وما تنتجه من بيانات داخل المستشفى بخدمة مركزية، ما يمكن الأطباء بلمسات قليلة على شاشات «آي باد» من الاطلاع على السجلات الطبية السابقة لمرضاهم مثل التصوير بأشعة «إكس» والرنين المغناطيسي، الأمر الذي يُسهِم في حل مشكلة السجلات الورقية التي يصعب تبادلها وتحليلها والبحث فيها.

وصُممت تطبيقات «ميدوباد» لتساعد الأطباء على معالجة البيانات واستخدامها، فمنها على سبيل المثال، ما يبث قراءات من جهاز متابعة قلب المريض إلى كمبيوتر «آي باد» الخاص بطبيبه المعالج مباشرةً، وهو ما يسمح بإمكانية الفحص من أي مكان داخل المستشفى. كما يستخدم تطبيق آخر تقنية «تمييز الأصوات» ليُتيح للأطباء إنشاء ملاحظات صوتية على حالات المرضى فقط من خلال الحديث.

وبالنسبة لشركة «بي إم آي هيلث كير»، التي تُعتبر أكبر مزود خاص لخدمات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة وتمتلك نحو 66 مستشفى، فإن تطبيقات «ميدوباد» توشك على تغيير طريقة عمل أطبائها، إذ اختبرت المجموعة عمل التطبيقات وتكاملها مع قواعد البيانات الحالية لمستشفياتها، وتقرر الآن ما إذا كانت ستطلقها للاستخدام مع مرضى حقيقيين.

ومن شأن استخدام «ميدوباد» داخل المستشفيات أن يُمكن الأطباء من مشاركة بيانات المرضى مع بعضهم بعضاً، للحصول على رأي ثانٍ بسرعة، كما يُمكن لهم التقاط صور للأعراض المرضية الظاهرة وإرسالها عبر كمبيوتر «آي باد» إلى زملائهم.

ويحمل هذا الدور تحديداً أهمية خاصة، نظراً لتفضيل العديد من الأشخاص الرعاية الصحية المحلية في ما يتعلق بالاستشارات الطبية اليومية والحالات العادية عن المستشفيات الكبرى الأفضل تجهيزاً من حيث الكفاءات والمعدات والبعيدة جغرافياً، وبالتالي يُمكن سد الفجوة بين المؤسسات العلاجية المحلية والمركزية من خلال مشاركة الأطباء لفحوص المرضى، واستشارة زملائهم في مستشفيات أخرى، ما يُمكن أن يُسهِم في تحقيق عدم مركزية الرعاية الصحية.

ومن بين خصائص تطبيقات «ميدوباد» تكاملها مع نظارة «غوغل غلاس»، التي يُعلق المتخصصون آمالاً عريضة على استخداماتها في المجال الطبي، ويسعى عدد من الشركات الناشئة حالياً لاختبار إمكانات الاستفادة منها في تبادل بيانات المرضى والحصول السريع على رأي مختصين.

وتتيح «غوغل غلاس» لعددٍ يصل إلى خمسة أطباء، التعاون في الوقت الحقيقي والتقاط الصور وتبادلها والوصول إلى سجلات المريض في الوقت نفسه.

وإضافة إلى ذلك، يتيح تطبيق لعلم الأمراض، إنجاز بعض الأعمال التحليلية للأطباء مثل الإشارة تلقائياً إلى نتائج غير طبيعية في اختبار دم أحد المرضى.

وتتوافر تطبيقات «ميدوباد» على بعض مزايا الأمان منها إمكانية إعدادها لاستشعار مغادرة الطبيب لشبكة المستشفى، ومن ثم لا يمكنه الاطلاع على بيانات المرضى خارجها.

وقال ستيفن وينغ، الذي يُشارك في تقديم نشرة صوتية حول التطبيقات الطبية باسم «الطبيب الرقمي»، إن كلاً من الأطباء والمرضى سيستفيدون من مثل هذا النظام، فمن شأن زيادة معلومات الطبيب، وكذلك قدرته على مشاركتها مع المرضى واتخاذ قرارات مشتركة أن يُحسن بالضرورة من جودة الرعاية المقدمة.

ووصف رئيس قسم الطب عن بعد والصحة الإلكترونية في الجمعية الملكية للطب في لندن، تشارلز لوي، باقة تطبيقات «ميدوباد»، بأنها تتجه للإسراع من تقديم العلاج.

وفي المقابل، يرى البعض أن تأثير «ميدوباد» لن يكون شاملاً، ومنهم الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن هيلث كير»، كارل رينولدز، الذي يُفضل تكليف المزيد من مطوري البرمجيات بالعمل مع بيانات المستشفى، ما يعني إمكانية إنشاء التطبيقات المعروضة على أجهزة مختلفة، وبالتالي لن يكون على المستشفيات شراء منصة واحدة.

وحالياً تُكلف تطبيقات «ميدوباد» ما تراوح بين 85 و153 دولاراً شهرياً لترخيصها للمستخدم الواحد في المستشفى.

تويتر