«أو ليد» و«ألترا إتش دي» تقنيتان متطورتان لا تلعبان دوراً فـــي السوق حالياً

«القتامة» والوضوح وتوفــير الطاقة معايير جديدة للشاشات المسطحـــة

ربما يكون زمن تخصيص جهاز لغرض واحد مثل الهاتف للاتصالات، والتلفاز للمشاهدة، قد ولّى، وأصبح جزءاً من الماضي، فأجهزة التلفاز الحديثة ذات الشاشات المسطحة باتت زاخرة بخدمات إضافية لا تحصى بصورة تشبه ما يحدث في عالم أجهزة الهواتف الذكية، ومن ثم فقد تعددت الاختيارات بين شاشات التلفاز المسطحة بشكل كبير، وأسعارها.

ووسط هذا الكم الكبير من المعروض، سرعان ما يفقد المستهلك القدرة على استعراض الأجهزة عموماً، مستسلماً للقول الشائع: «إن من يدفع أكثر سيحصل على مزايا أكثر».

وقال الخبير من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ميشائيل شيدلاك، إن «من الصحيح من حيث المبدأ أنه كلما ارتفع السعر، كانت الصورة أفضل، لكن ثمة اختلافات من حيث استهلاك الكهرباء وإمكانات التوصيل بأجهزة أخرى، وشبكة الإنترنت، وبالتالي، فإن الأجهزة ذات الفئة السعرية الأعلى تستهدف في الغالب تقديم تباين أفضل للألوان، مع زيادة في سطوعها وطبيعتها، إضافة إلى تحسين حدة الصورة».

وأضاف أن «على المرء أن يفكر قبل شراء جهاز تلفاز في ما سيكون عليه قياس حجم الشاشة، وثمة احتمال هنا أن يخطئ المرء بسهولة»، مشيراً إلى أنه أيام أجهزة التلفاز القديمة ذات اللمبات الأنبوبية، كانت هناك مقولة مفادها بأنه يجب أن تعادل المسافة بين المشاهد وبين جهاز التلفاز من ثلاثة إلى ستة أمثال طول قطر الشاشة، لكن هذه المسافة تراجعت إلى النصف، مع إدخال أجهزة التلفاز الحديثة ذات الشاشات المسطحة، إذ تكفي أن تعادل المسافة بين المشاهد وجهاز التلفاز ضعف أو ثلاثة أمثال قطر الشاشة، كما أن بوسع من يشاهد مواد بتقنية الدقة الفائقة الكاملة «فل إتش دي»، مثل شرائط فيديو مزودة بتقنية «بلو راي» أن يجلس على مسافة أقرب من جهاز التلفاز.

وبينما لاتزال أجهزة «أو ليد» المرتفعة الكلفة، لا تلعب دوراً في الأسواق في مجال تقنية الشاشات، في وقت لم تعد فيه كل شركات تصنيع التلفاز تنتج شاشات «بلازما»، ظهر في معظم أجهزة التلفاز المسطحة شاشات «إل سي دي»، وجميعها تقريباً مُزودة بإضاءة «ليد» الموفرة للطاقة، إذ لم تعد توجد أجهزة تلفاز تعمل بإضاءة أنابيب الـ «فلورسنت».

وأضاف شيدلاك أن «استخدام إضاءة (ليد) في أجهزة التلفاز ينطوي على مفهومين مختلفين، أحدهما يتمثل في تميز الشاشة بإضاءة متساوية في كل أجزائها بفضل توزيع خلايا (ليد) على أطر الشاشة، أما المفهوم الآخر فيتمثل في قصر توزيع الخلايا فقط على مساحة العرض، إذ لا تضيء هذه الخلايا إلا المساحة التي تعرض فيها الصورة، وهذا يعطي قتامة أكثر للحواف مع مزيد من توفير الطاقة الكهربائية».

لكن السؤال المطروح هو لماذا لاتزال هناك أجهزة تلفاز «بلازما»؟ ولذلك، تذكر مجلة «تشب تست آند كاوف» أن البلازما يمكنها - مقارنة بتقنية (إل سي دي) ــ أن تقدم قيماً أفضل للقتامة، مع إضاءة أكثر تجانساً، وتدرجاً أكبر للألوان، مع تباين أوسع للصور، حتى من زوايا مائلة، كما أن عشاق أفلام السينما يقدِّرون خاصية وقت الاستجابة السريع لـ «البلازما»، وهي الخاصية المفضلة في الأفلام ثلاثية الأبعاد، غير أن أجهزة تلفاز الـ «بلازما» لا يمكنها إظهار قوة صورتها، إلا داخل قاعات مظلمة، كما أنها تعتبر أكثر استهلاكاً للطاقة الكهربائية مقارنة بأجهزة «إل سي دي».

وفي كلا التقنيتين، ازداد تزويد الأجهزة بخاصية عرض المشاهد ثلاثية الأبعاد، وإذا كان الجهاز الذي يرغب شخص في اقتنائه غير قادر على تشغيل مثل هذه المشاهد، فإنه يُنصح أولاً باستيضاح ما إذا كان الشخص يستمتع أصلاً بمشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد أم لا؟

ومن بين المعايير التي أصبحت متبعة عند شراء أجهزة التلفاز، تمتع الجهاز بصورة ذات دقة فائقة كاملة «فل إتش دي» (بدقة ‬1920/‬1080 بيكسل)، مع وجود «موالف ثلاثي» لاستقبال كابلDVB-C (تقنية إرسال الفيديو الرقمي)، وهوائي DVB-T ونظام البث الجديدDVB-S، فضلاً عن وجود وصلة للوسائط المتعددة ذات الوضوح العالي HDMI، ووصلة USB.

ويضيف شيدلاك نه «في ما يتعلق بخاصية الاتصال بالإنترنت، فإن العروض ازدادت بشكل كبير، إذ أمكن لمعظم أجهزة التلفاز الدخول إلى المواقع الإعلامية للمحطات، ما يتيح مشاهدة برنامج حتى لو لم يكن قد تم تسجيله».

وإضافة إلى التطبيقات المختلفة، فإن العديد من أجهزة التلفاز، تقدم في الوقت الحالي، متصفحاً لمتابعة مواقع الإنترنت، لكن ثمة صعوبات مصاحبة لهذه الخاصية، فمواقع الإنترنت تعمل على أجهزة التلفاز ببطء أكبر، مقارنة بعملها على الكمبيوتر. ويرى شيدلاك أن «الغموض لايزال يكتنف واقعية استخدام أجهزة تلفاز تتمتع بتقنية مشاهدة فائقة في الوقت الحالي؛ إذ كيف ستبدو الحال بالنسبة للأجهزة التي تدعم نظام (ألترا إتش دي) التي تتميز بدرجة وضوح تعادل أربع مرات وضوح تقنية (فل إتش دي)»، مشيراً إلى أن تقنية «ألترا إتش دي» لا تلعب دوراً حتى الآن بالنسبة للمستهلك، وتوقع أن تمر أعوام كثيرة إلى أن يتم بث أول قنوات تعمل بهذه التقنية.

 

تويتر