بعد أن كانت «جدارية» بحجم 110 بوصات وخاصة بالأثرياء فقط

«سامسونغ» تنجح في إنتاج شاشات «مايكرو ليد» بكلفة معقولة

مسؤولو «سامسونغ»: الشاشة ذاتية الإضاءة وتوفر 100% من التدرج اللوني بين الألوان الأساسية. من المصدر

كشفت شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية للإلكترونيات، عن تمكنها من إنتاج تلفزيون منزلي عادي يعمل بتقنية «مايكرو ليد» المتقدمة، التي سبق تقديمها تجارياً للمرة الأولى عام 2018، مع أجهزة العرض العملاقة باهظة الثمن التي تباع بأعداد قليلة لكبار الأثرياء، وتحتل جداراً كاملاً، إذ يصل حجم شاشة الجهاز الذي يعمل بدقة فيديو «4 كيه» إلى 110 بوصات.

قفزة كبيرة

وصفت «سامسونغ» الجهاز بأنه الخطوة الأولى في قفزة كبيرة تالية لأجهزة التلفزيون والترفيه البصري المنزلية العادية، لكونه يمثل أول انتقال لتقنية «مايكرو ليد»، من أجهزة العرض الجدارية العملاقة، إلى أجهزة التلفزيون ذات التصميم العادي شائع الاستخدام داخل المنازل.

وأعلنت الشركة عن ذلك خلال حدث نظمته افتراضياً في العاصمة الكورية سيؤول، الأسبوع الماضي، وجرى خلاله فتح باب الحجز المسبق لشراء الجهاز داخل كوريا الجنوبية، ونقل تفاصيله موقع «ذا فيرج» للتقنية theverge.com.

وأكدت «سامسونغ» أن نسبة كبيرة من الناس لن تتحمل الكلفة الكبيرة للجهاز الجديد، لكن النماذج الأصغر والمعقولة الكلفة ليست بعيدة جداً، لافتة إلى أن الجهاز سيتوافر في الأسواق خلال الربع الأول من عام 2021.

تقنية «مايكرو ليد»

تعد تقنية «مايكرو ليد» طريقة في إنتاج شاشات العرض وأجهزة التلفزيون، ويتم فيها وضع عدد هائل من مصابيح الانبعاث العضوي المعروفة باسم «ليد»، المصنّعة بأحجام فائقة الصغر على مستوى «مايكرومتر»، (من هنا جاءت تسميتها بـ«مايكرو ليد»)، بجوار بعضها بعضاً في مصفوفات، تمثل كل مصفوفة وحدة قائمة بذاتها، فيما يعمل كل مصباح «ليد» على مستوى البيكسل الواحد.

وعند العمل، ينبعث من هذه المصابيح الدقيقة الضوء في ألوان: الأحمر والأخضر والأزرق، في بيكسلات صغيرة الحجم، ما يوفر لكل بيكسل ضوءه الخاص، وهذا يعني أن كل بيكسل يُمكن إطفاؤه أو تشغيله بشكل منفصل من دون التأثير في الصورة المعروضة.

وبحسبة بسيطة، فإن الشاشات التي تعمل بدقة 1080 بيكسل مثلاً، تحوي ما يزيد على ستة ملايين بيكسل، وبما أن البيكسل ينبعث من مصباح «ليد» واحد، فإن هذه يعني أن الشاشة تحتوي على أكثر من ستة ملايين مصباح «ليد» دقيق الحجم، تبعث الضوء مباشرة للشاشة لتكوين الصورة، ويعمل كل منها بشكل منفصل، وهو ما تحتاج إليه شاشات «4 كيه»، وبهذه الطريقة تعمل الشاشة بما يصل إلى 25 مليون لون، ما يجعل الصورة أكثر إضاءة، وسطوعاً، وتبايناً، ووضوحاً.

أساس نظري

سبق للعلماء أن تحدثوا عن الأساس النظري لتقنية «مايكرو ليد» منذ ستينات القرن الماضي، لكن البحوث العلمية الخاصة بها انطلقت فعلياً عام 2012.

وأكدت «سامسونغ» أن نقل تقنية «مايكرو ليد» للأجهزة مقاس 110 بوصات، المنتجة وفق التصميمات العادية، لم يكن ممكناً من دون الكثير من الابتكارات الحديثة، ناسبة الفضل في عملية الإنتاج الجديدة إلى أعمالها بمجال أشباه الموصلات، والآن باتت بالفعل هناك أجهزة تلفزيون «مايكرو ليد» أصغر حجماً ستجد طريقها إلى المنازل، ومعقولة الكلفة ويستطيع العديد من الناس تحملها وليس كبار الأثرياء فقط.

إمكانات الجهاز

وفقاً لما أعلنه مسؤولو «سامسونغ»، فإن شاشة التلفزيون الجديد ذاتية الإضاءة، أي أنها تنتج الضوء والألوان من هياكل البيكسل الخاصة بها.، وبالتالي توفر 100% من التدرج اللوني بين الألوان الأساسية: الأزرق، والأحمر، والأخضر، كما توفر صوراً ذات نطاق ألوان واسع، لتنتج عن ذلك ألوان مذهلة تنبض بالحياة، مع سطوع دقيق من الشاشة العاملة بدقة «4 كيه»، فضلاً عن كونها تتيح الحصول على اللون الأسود المثالي، والتباين الرائع.

ونظراً إلى أن تقنية «مايكرو ليد» غير عضوية، فهي تتمتع بمتانة أفضل على المدى الطويل، وتخلو تماماً من أي تهديد بالسخونة والاحتراق.

وأكدت «سامسونغ» أن العمر الافتراضي للجهاز يصل إلى 100ألف ساعة تشغيل، أو ما يصل إلى عقد من الزمن، وخلال التشغيل يستطيع تلقي المحتوى من أربعة مصادر مختلفة، وعرضها بصورة متزامنة على الشاشة، من خلال خاصية العرض المتعدد عالي التحديد في التلفزيون.


فارق تقني

يكمن الفارق الرئيس بين تقنيات «مايكرو ليد»، و«ليد»، و«أو إل إي دي»، في أننا حينما ننظر إلى الشاشة العاملة مع «مايكرو ليد»، فإننا ننظر فعلياً إلى مصابيح الـ«ليد» مباشرة، دون استخدام أي فلتر أو سوائل، أما في التقنيتين الأخريين فنحن نشاهد الصورة التي تنعكس على مجموعة من الفلاتر، ثم تنعكس مرة أخرى على لوح من الكريستال السائل، لتنتج الصورة التي نشاهدها.

تويتر