يضم خدمات البريد والفيديو والدردشة وغرف العمل التعاوني في وقت واحد

«جيميل» يتحول إلى نظام اتصالات متكامل

التحديث الجديد يستهدف تقديم الخدمات بكفاءة عالية دون التأثير في مظهر خدمة البريد. من المصدر

بموجب التحديث الأخير الذي طرأ عليه، تحول بريد «جيميل» المنتج الرئيس لشركة «غوغل» بعد محرك البحث، من مجرد خدمة للبريد الإلكتروني، إلى نظام اتصالات متكامل، ينافس في أربع خدمات بوقت واحد: الأولى خدمة البريد الإلكتروني عبر الـ«ويب»، والتي تعد مركز التميز الأساسي للنظام، والثانية مؤتمرات الفيديو والبث الحي المباشر، لدعم أعمال العمل عن بُعْد، والثالثة خدمة العمل التعاوني التشاركي الجماعي اللحظي عبر المشاركة الفورية في المستندات، والرابعة المحادثة الفورية (الدردشة) الخاصة المباشرة بين فرق العمل.

ويستهدف التحديث الجديد تقديم تلك الخدمات، بصورة مؤمنة وسلسة وبكفاءة عالية، دونما تأثير في مظهر خدمة البريد الإلكتروني.

مساحة عمل متكاملة

وكشفت «غوغل» عن التحديث، المتوقع تنفيذه عملياً خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، في تدوينة نشرتها، أخيراً، على مدونتها الرسمية، مشيرة إلى أنه باكتمال هذا التحديث ودخوله للخدمة العملية كاملاً، تكون «غوغل» أعدت مساحة عمل متكاملة جديدة، يمكن الوصول إليها وتشغيلها من الحاسبات الشخصية المحمولة والمكتبية، جنباً إلى جنب مع الهواتف المحمولة والحاسبات اللوحية، لتتيح خبرة عمل غير مسبوقة، تجمع بين البريد الإلكتروني والدردشة ومؤتمرات الفيديو والعمل التشاركي، ليكون هناك مكان أفضل للعمل، يجمع بذكاء، كلاً من الأشخاص والمحتوى والمهام، ومن ثم تحقيق أقصى استفادة من الوقت.

وأضافت «غوغل» أن «جيميل» الجديد لا يقوم فقط بدمج الأدوات الأساسية، مثل الفيديو والدردشة والبريد والملفات والمهام، بل سيجعلها موجودة معاً في نسق أفضل وأسهل، يضمن للمستخدم البقاء على اطلاع بكل مجريات العمل بسهولة أكبر، من أي مكان في أي وقت.

4 جبهات

ووصف محللون هذه الخطوة، من جانب «غوغل»، بأنها أشبه بقرار الحرب على أربع جبهات في وقت واحد.

وبحسب تحليل نشرته شبكة «زد دي نت»، المتخصصة في تقنية المعلومات، فإن «غوغل» قررت بناء ساحة مواجهة موحدة، ضلعها الأول، بريد «جيميل» بحيث يستمر في مواجهة خدمات بريد الـ«ويب» الإلكترونية الأخرى، وعلى رأسها «ياهوو» و«هوت ميل»، فيما ضلعها الثاني، هو خدمة «ميت»، فينافس خدمات مؤتمرات الفيديو القوية، مثل: «زووم» و«سيسكو» و«يبيكس»، وفي الضلع الثالث تنافس أدوات العمل التشاركي والتعاوني، وفي مقدمتها خدمة «مايكروسوفت تيم»، باعتبارها أداة لتقديم برمجيات المكتب، وعلى هذه الجبهة يتصادم «أوفيس 365» مع «جي سويت»، أما الضلع الرابع فيحارب على جبهة أدوات الدردشة والمحادثة والفورية السريعة، وهنا يتصادم فيها مع خدمة شركة «سلاك» بالأساس.

مكونات التحديث

ووفقاً لما أوردته «غوغل» عبر مدونتها، فإن مكونات التحديث الجديد تتضمن التحسينات والإضافات الجديدة على خدمة البريد الإلكتروني، التي تستقبل إضافات جديدة دون أن تتغير جوهرياً، وتظل هي تجربة «جيميل» نفسها التي يعرفها المستخدمون، إلى جانب خدمة الدردشة التي تتيح للمستخدمين مراسلة الأفراد والمجموعات الصغيرة مباشرة، وخدمة غرف «غوغل»، وهي عبارة عن مساحات عمل خاصة ينشئها المستخدمون أو الشركات، وتتضمن الدردشة والملفات والمهام المشتركة لمساعدة المجموعات على العمل بسهولة أكبر في المشروعات، فضلاً عن خدمة «ميت» لمؤتمرات الفيديو الذي يتميز بسهولة إنشاء المشاركة في اجتماعات ولقاءات الفيديو الحية، سواء القادمة التي يمكن لمستخدم عرضها والانضمام إليها على الفور، أو الجديدة التي ينشئها بنفسه، ويمكن أن تكون بصورة مستقلة، أو من داخل غرف «غوغل».

مزايا

ومن خلال وجود الخدمات الأربع في موقع أو نظام مركزي واحد، يمكن لمستخدمي «جيميل»، الحصول على المزيد من المزايا أثناء القيام بمهامهم المختلفة، منها قضاء وقت أقل في التبديل بين التطبيقات، واختيار القناة المناسبة من بين القنوات أو الخدمات الأربع لتأدية الوظيفة أو المهمة، إضافة إلى التعاون بدرجة أكثر فاعلية في إدارة وإنجاز المشروعات، والبحث في رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات والفيديو من مكان واحد.


أدوات إضافية

أفادت شركة «غوغل» بأن التحديث الجديد لـ«جيميل» يقدم العديد من الأدوات الإضافية، منها تعيين مهام المجموعة، وضبط الإعدادات للحصول على إشعارات وتنبيهات حول تحديثات المهام في الغرف، فضلاً عن خاصية تثبيت الغرف المهمة حتى يسهل العثور عليها والوصول إليها، وضبط الإعدادات على وضعية «الرجاء عدم الإزعاج» في حال الانشغال بمهام أو أشياء خارج ساحة عمل «جيميل».

وأضافت أن التحديث يحقق حماية أفضل لوقت المستخدم، من خلال إشعارات الحالة في الدردشة مثل «خارج المكتب»، مع إمكانية ضبط الإعدادات على وضعية مشاهدة الملفات المشتركة في الغرفة، مشيرة إلى أنه بتلك الإضافات، سيتمكن المستخدم من فتح مستند وتحريره مع فريقه، دون مغادرة «جيميل».

تويتر