يتعرف إليها عبر كاميرا المحمول ويعرض تفسيرها مصحوباً بتعليق

«فيزبول».. تطبيق يحلل الصور والرموز الغامضة للمصورين والمحررين لحظياً

التطبيق يعمل بالتعلم الآلي ويحدّث نفسه تلقائياً عبر قاعدة بيانات مشتركة لتحسين قدراته. غيتي

طوّر باحثو كلية الدراسات العليا للصحافة بجامعة كولومبيا الأميركية، تطبيقاً جديداً للهواتف المحمولة، يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويقوم بالتعرف الفوري إلى الرموز والوشم والعلامات الغريبة، وغيرها من الأشياء التي يصادفها المحررون والمصورون المحترفون بالصحف والقنوات التلفزيونية والفضائيات، ومواقع الأخبار، أثناء تأدية عملهم، في تغطية الأحداث المختلفة، ويقوم بعرض تفسيرها مصحوباً بتعليق يوضح خلفياتها، وذلك في خطوة جديدة، تدفع نحو المزيد من انتشار الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام والصحافة، بعد المذيع الروبوت، والمحرر الآلي للأخبار.

ويحمل التطبيق الجديد اسم «فيزبول»، واستخدم على نطاق اختباري، خلال الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها الولايات المتحدة أخيراً، عقب مقتل جورج فلويد على يد شرطي. ونشر موقع صحيفة «جامعة كولومبيا» cjr.org/‏‏‏tow_cente، تقريراً حول النتائج الأولية لتجربة استخدام التطبيق، الذي لايزال غير متاح على نطاق واسع.

ووفقاً للمراجعة التقنية التي تمت على التطبيق، استخدم باحثو «جامعة كولومبيا» في هذا البرنامج، التقنية نفسها التي سبق استخدامها من قبل باحثين بجامعة «كورنيل»، في بناء تطبيق يعمل بالذكاء الاصطناعي للتعرف إلى الطيور التي تظهر في لقطات الهاتف المحمول، والمعروفة باسم «تقنية ميرلين لتحديد هوية الطيور»، لكنهم عدلوا التقنية لتعمل بصورة تساعد الصحافيين في التعرف إلى الرموز والوشم والعلامات والرسوم الغريبة والغامضة، التي تصادفهم أثناء عملهم.

تدريب أولي

ويستخدم التطبيق اثنتين من تقنيات الذكاء الاصطناعي هما: التعلم العميق، وتعلم الآلة، وكلتاهما تطبق نهج التدريب الأولي ثم التعلم المستمر، حيث قام الباحثون ببناء النظام الأساسي لفك الرموز والرسوم وغيرها من العلامات الغريبة، سواء في لافتة، أو وشم على جسد شخص، أو صورة يرفعها آخر، وذلك عبر التعرف إلى الأنماط السائدة بها، وربطها بالتعليقات والشروحات التي تفسرها. وقام الباحثون بتدريب النظام على العمل، استناداً إلى مجموعة كبيرة من البيانات، التي تتضمن ما أمكنهم جمعه من صور ورموز وتعليقات ورسوم وخلافه. وبالتالي بات التطبيق قادراً على تقديم تفسير للرمز أو الوشم أو الصورة، بمجرد الظهور في كاميرا المحمول، ويفترض أن يتم ذلك لحظياً، بحيث يتمكن المحرر أو المصور، من أن يعرض للمشاهدين أو القراء، تفسيراً لما يراه أمامه، في لقطة أو فيديو. ويطوّر التطبيق قدراته ويحسنها أولاً بأول، من خلال تواصله الدائم، بقاعدة البيانات التي تضم البيانات المجمعة من قبل الباحثين في البداية، والبيانات التي تتم إضافاتها من قبل كل من يستخدم البرنامج، ويكتب تعليقاً، أو يشارك الآخرين، وقاعدة بيانات النظام، بصورة أو رمز جديد، وتفسيره.

نتائج أولية

وخلال الاختبارات الميدانية أثناء الاحتجاجات الجارية في الولايات المتحدة، استطاع التطبيق رصد كثير من الرموز وفكها وتفسيرها، ومنها مثلاً فك رمز وشم ظهر على ذراع إحدى السيدات، وكان عبارة عن رقم «1488»، وقدم التطبيق تفسيراً له بأنه رمز لشعار التفوق الأبيض المكون من 14 كلمة، مع تكرار حرف «إتش» الثامن في الترتيب الأبجدي مرتين، ما يعني الإشارة الى الهاتف النازي الشهير «هايل هتلر». كما تعرف إلى رمز آخر، عبارة عن كلمة «أودال» أو أحرف «أو دي إيه إل» بالإنجليزية، وقدم تفسيراً له بأنه إشارة إلى فوج عسكري نازي عرف باسم فوج «إس إس» الوحشي. كما فسر التطبيق رمزاً عبارة عن كوخ أسود، بأنه شعار تستخدمه حركة تُدعى «بوجالو» اليمينية المتطرفة، كما استطاع التطبيق التعرف إلى علم دولة «كيكستان»، وهي دولة خيالية أنشأها أعضاء منتدى «شان 4» عبر الإنترنت كنوع من النقد لبعض الأوضاع العالمية السائدة.


تطبيق للمحترفين

قالت أستاذ مساعد الصحافة ومديرة مساعدة في مركز «تاو» للصحافة الرقمية بكلية الصحافة بجامعة كولومبيا، الدكتورة سوزان ماكغريغور، إن «التطبيق الجديد موجه للصحافيين الذين يحتاجون إلى فهم الرموز الغامضة أو المشفرة، التي تظهر على الأعلام أو القمصان أو اللافتات أو الوشم، وتبدو غير مفهومة أو واضحة للمشاهدين، وبالتالي يمكن أن يكون فهم هذه الرموز مهماً للمحترفين في صناعة الإعلام والصحافة الذين تتمثل مهمتهم في عرض وشرح السياق العام لما يجري من أحداث. ويمكن أن يكون التقييم المستنير حاسماً لفهم مقاطع الفيديو الخام التي يتم تحميلها على (يوتيوب) أو (تويتر)، وربما يكون أيضاً حاسماً في التخلص من حملات التضليل على (فيس بوك). والمشكلة أن اكتشاف وفهم هذه الرموز في الوقت المناسب، أمر مكلف، وهو نقص يعمل التطبيق الجديد على تلافيه».

تويتر