شواء الديك الفرنسي يفتح شهية هازارد ولوكاكو

يتأهب منتخبا بلجيكا وفرنسا للمواجهة المرتقبة بينهما، اليوم، على ملعب «كريستوفسكي» بمدينة سان بطرسبرغ، في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم، المقامة حالياً بروسيا، في مباراة ربما يتمتع فيها المنتخب البلجيكي بأفضلية درايته الواسعة بالخصم.

وسبق للنجم البلجيكي إدين هازارد، لاعب تشلسي الإنجليزي، اللعب لفريق ليل الفرنسي، كما لعب يانيك كاراسكو وثورجان هازارد وميشي باتشواي في الدوري الفرنسي بفترات سابقة. ويلعب المدافع توماس مونيير، ولاعب خط الوسط يوري تيليمانز، حالياً، في فرنسا لفريقي باريس سان جيرمان وموناكو، على الترتيب. وأصبح الفريقان على بعد خطوة واحدة من نهائي الحلم، بفضل أقدام لاعبيهما المهاجرين ذوي الأصول الإفريقية.

ويتكون 80% من قوام المنتخب الفرنسي «الديوك» من أبناء المهاجرين، فيما تصل النسبة بين صفوف المنتخب البلجيكي إلى 48%.

وتعود أصول كيليان مبابي نجم «الديوك الفرنسية» إلى أب كاميروني وأم جزائرية، كما يوجد أيضاً في الفريق نفسه صامويل أومتيتي صاحب الأصول الكاميرونية، وبليز ماتويدي من أنغولا، وباول بوغبا من غينيا، ونوغولو كانتي من مالي.

وعلى الجانب الآخر، هناك روميلو لوكاكو، الهداف التاريخي لبلجيكا، الذي ولد في الكونغو، وهي الدولة التي تعود إليها أصول اللاعبين فيسينتي كومباني وميتشي باتشوايي، بالإضافة إلى اللاعبين مروان فيلايني، وناصر الشاذلي، اللذين تعود أصول عائلتيهما إلى المغرب.

وقال لوكاكو، في عمود له على منصة «ذا بلايرز تريبون» على الإنترنت: «عندما تسير الأمور بشكل جيد، يمكنك أن تقرأ في الصحف عناوين تتحدث عن روميلو لوكاكو المهاجم البلجيكي، لكن عندما لا يكون الأمر على ما يرام يقولون عني المهاجم البلجيكي صاحب الأصول الكونغولية». وأضاف مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي سجل أربعة أهداف في المونديال الحالي، قائلاً: «إذا كان لا يروق لك الطريقة التي ألعب بها، حسناً، لكنني ولدت هنا وترعرعت في إنتويرب ولييج وبروكسل، كنت أحلم بأن ألعب في أندرلخت، أبدأ الجملة باللغة الفرنسية وأنهيها باللغة الهولندية وفي المنتصف أقحم شيئاً من الإسبانية أو البرتغالية أو الإنجليزية، على حسب الحي الذي أوجد به، أنا بلجيكي، نحن جميعاً بلجيكيون، وهذا ما يجعل بلادنا جيدة، أليس كذلك؟».

وتعتبر مشاركة لوكاكو مع بلجيكا أمام فرنسا، اليوم، بمدينة سان بطرسبرغ الروسية أمراً مؤكداً، إلا إذا حدث شيء غير طبيعي يحول دون ذلك.

ومن المحتمل أن تخوض بلجيكا المباراة بتشكيلة تضم ثلاثة لاعبين ينتمون إلى عائلات مهاجرة، أما في فرنسا، فمن المؤكد ظهور مبابي وأومتيتي وبوغبا وكانتي ورافايل فاران، الذين تعود أصول أسرهم جميعاً إلى خارج فرنسا.

ويرجع آخر ظهور لمنتخب فرنسا في المربع الذهبي للمونديال إلى نسخة المسابقة عام 2006 بألمانيا، حينما فاز الفريق الأزرق على نظيره البرتغالي بهدف نظيف، أحرزه زيدان من ركلة جزاء.

وتأهل المنتخب الفرنسي للدور قبل النهائي، بعد تغلبه على منتخب أوروغواي بنتيجة 2 – صفر، بهدفى المدافع رافائيل فاران لاعب ريال مدريد والنجم أنطوان غريزمان مهاجم نادى أتلتيكو مدريد، في المقابل تأهل المنتخب البلجيكي بعد نجاحه في إقصاء منتخب البرازيل صاحب الرقم القياسي في التتويج بالمونديال بعد الفوز عليه بنتيجة 2 - 1، سجل ثنائية منتخب الشياطين الحمر فرناندينيو لاعب السيليساو فى مرماه وكيفن دى بروين، بينما سجل هدف منتخب السامبا الوحيد ريناتو أغوستو. ويتقاسم المنتخب الفرنسي مع نظيره الإنجليزي المركز الثاني في قائمة أصغر المنتخبات الـ32 المشاركة في البطولة عمراً، وفقاً لمؤسسة «ستاتيستا» الإحصائية، حيث تضع الجماهير الفرنسية آمالاً عريضة على المهاجم الشاب كيليان مبابي (19 عاماً)، لقيادة بلادها نحو المباراة النهائية.

وشهد ديدييه ديشان، مدرب منتخب فرنسا، الذي كان قائداً لمنتخب الديوك المتوج بكأس العالم عام 1998، التطور المذهل في مستوى فريقه، الذي أطاح منتخبي الأرجنتين وأوروغواي في مسيرته بالنسخة الحالية للبطولة، في ظل سعي لاعبيه لكتابة فصل جديد من تاريخ الكرة الفرنسية. وقال ديشان قبل مواجهة بلجيكا: «نتمتع ببعض الأفضلية للصعود إلى النهائي». في المقابل، يرى الإسباني روبيرتو مارتينيز، مدرب منتخب بلجيكا، أن الجيل الذهبي لفريقه يتمتع بجميع مواصفات الفريق البطل، لاسيما بعد المرونة التي ظهر عليها حينما قلب تأخره صفر - 2، أمام نظيره الياباني إلى انتصار مستحق 3 - 2 في دور الستة عشر، وكذلك بعد الوعي التكتيكي الذي أظهره الفريق، خلال فوزه على البرازيل في دور الثمانية.

وقدم مارتينيز، الذي لعب في مركز لاعب الوسط لفريقي ويغان أتلتيك وسوانسي سيتي الإنجليزيين، مسيرة رائعة مع المنتخب البلجيكي، الذي تولى قيادته بعدما سبق له تدريب إيفرتون الإنجليزي، وويغان الذي أحرز معه لقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2013.


 

الأكثر مشاركة