حادث سرقة نقطة التحول في حياة روبرتو باجيو
أكد النجم الإيطالي المعتزل روبرتو باجيو أن التحولات الكبرى في حياته بدأت منذ انتقاله من المنزل الذي نشأ فيه مع أسرته، موضحًا أن العيش في مساحة صغيرة ومحدودة كان جزءًا طبيعيًا من نمط حياتهم، لكنه شكّل لاحقًا نقطة فاصلة في نظرته للأمور. وأشار إلى أن هذه التجربة جعلته أكثر وعيًا بأهمية نقل القيم والمعرفة إلى أسرته، وخاصة أبنائه، باعتبارهم المستقبل، وهو ما ساعدهم على بناء شخصياتهم والوصول إلى ما هم عليه اليوم.
وخلال مشاركته في القمة العالمية للرياضة في دبي، استعاد باجيو واحدة من أصعب المحطات التي مرت بها عائلته، عندما تعرّض منزلهم للسرقة خلال الصيف الماضي. وأوضح أن الحادثة خلّفت شعورًا حقيقيًا بالخطر لدى جميع أفراد الأسرة، خاصة أنه كان الوحيد الذي لم يكن موجودًا في المنزل وقتها. وأضاف أن طريقة تعامل والده مع الموقف عززت الروابط العائلية بينهم، وجعلتهم يدركون أن الصدمات القاسية قد تكون أحيانًا بداية لتغييرات جوهرية في الحياة.
وأوضح باجيو أنه منذ شهر مارس الماضي عادت العائلة إلى نمط حياتها الطبيعي، حيث أصبحت ابنته تتولى دور الوكيلة والمديرة لأعماله وبعض الجوانب المتعلقة بحضوره الإعلامي. وأشار إلى أن خبرتها في العلاقات العامة والعمل مع المؤثرين في مجالات الأزياء والمحتوى الرقمي ساعدته على تنظيم مشاريعه وإدارة حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب حديث وفعّال.
وأكد باجيو أن العلاقة التي تجمعه بابنته تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، مشددًا على أن الروابط العائلية في إيطاليا تمنح العلاقة بين الأب وأبنائه عمقًا خاصًا ودفئًا إنسانيًا، وتعكس كيف يمكن للماضي أن يتعايش مع المستقبل بصورة متوازنة وجميلة.
وتحدث باجيو عن تأثيره المستمر في عالم كرة القدم، موضحًا أنه التقى بالعديد من نجوم جيله وأجيال سابقة، إضافة إلى أساطير كبار في اللعبة، واصفًا تلك اللقاءات بالعاطفية والمؤثرة، لما تحمله من مشاعر حب واحترام متبادل. وأكد أنه يسعى دائمًا للتصرف بقلب مفتوح وشغف صادق تجاه كرة القدم، وأن يكون وفيًا للقيم التي آمن بها طوال مسيرته.
من جانبها، تحدثت ابنته فالنتينا عن تأثير النجومية والغياب الطويل خلال مسيرته الاحترافية على العلاقة العائلية، مشيرة إلى أنها شعرت أحيانًا بالغيرة بعد اعتزاله بسبب كثرة الالتزامات والانتباه الذي كان يحظى به. لكنها أوضحت أن انتقالها إلى الجامعة ثم عودتها خلال جائحة كورونا منح العائلة فرصة للتقارب من جديد، حيث قضوا وقتًا أطول معًا وأجروا حوارات عميقة حول الحياة، ما ساعدهم على إعادة بناء العلاقة بشكل أقوى.
واختتم باجيو حديثه بالتأكيد على أن العمل مع العائلة يتطلب جهدًا مضاعفًا، لكنه في الوقت نفسه يحمل قيمة إنسانية كبيرة، موضحًا أن الحب والاحترام المتبادل يجعلان كل التحديات قابلة للتجاوز. وأضاف أن استرجاع مسيرته لا يرتبط بلحظة واحدة بعينها، بل بتجربة متكاملة من التحولات والتحديات، مؤكدًا أن ما يصنع الفارق الحقيقي هو كيفية التعامل مع اللحظات الصعبة، لأنها التي تحدد ملامح المستقبل.
وفي سياق آخر، تطرق باجيو إلى واقع كرة القدم الإيطالية، مشيرًا إلى الفوارق الواضحة بين الماضي والحاضر، وقال إن المشاركات في بطولات أعوام 1990 و1994 و1998 كانت تقوم على وجود هيكل أساسي ثابت للفريق تُبنى حوله باقي العناصر، وهو ما لم يعد متاحًا اليوم بنفس الصورة. وأضاف أن تقليل الاعتماد على اللاعبين الأجانب ومنح مساحة أكبر للمواهب المحلية، خاصة الشباب، يمثل خطوة ضرورية لمعالجة التراجع الحالي، في ظل قلة الفرص المتاحة للاعبين الإيطاليين داخل الدوري.
وأكد في ختام حديثه أن الجمع بين الإرث الرياضي العريق والإدارة الحديثة أصبح عنصرًا أساسيًا للحفاظ على قيمة أي أسطورة رياضية، وضمان استمرار تأثيرها الإيجابي على الأجيال الجديدة داخل وخارج الملاعب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news