في صفقة ناجحة برهنت على قدرات أندية الدوري الإدارية والاستثمارية
بيدرو.. تعاقد معه الظفرة بـ 400 ألف دولار وعاد للسعودية بـ«2.6 مليون»
كشفت صفقة انتقال مهاجم فريق الوحدة لكرة القدم، البرازيلي جواو بيدرو، لصفوف التعاون السعودي، القدرات الإدارية والاستثمارية طويلة المدى لبعض الأندية في دوري أدنوك للمحترفين، إذ تقف الصفقة شاهداً على مدى الفكر الاستثماري لفريق الظفرة الذي كان أول من تعاقد مع بيدرو قادماً من الفتح السعودي في صيف 2019 برغبة واضحة في الاستفادة منه فنياً أولاً ومادياً لاحقاً على غرار الدولي السوري عمر خريبين.
وتعود التفاصيل تحديداً إلى شهر يوليو من عام 2019 حينما تعاقدت إدارة الظفرة مع المهاجم جواو بيدرو قادماً من نادي الفتح السعودي، وكان وقتها يبلغ 26 عاماً، وكلفت الصفقة خزينة النادي 400 ألف دولار أميركي، أي ما يعادل مليوناً و460 ألف درهم إماراتي، وهو مبلغ كان في متناول إدارة الظفرة، خصوصاً أن الخزينة كانت منتعشة بأموال انتقال عمر خريبين للهلال السعودي.
وفجّر اللاعب طاقاته في موسمه الأول مع الظفرة 2019-2020 بتسجيله 12 هدفاً في 17 مباراة خاضها في دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم، وهو الموسم الذي جرى إلغاؤه بعد تفشي فيروس «كوفيد-19»، وكان لافتاً أن الفريق وقتها يحتل المركز السابع في الترتيب برصيد 29 نقطة، في حين سجل لاعبوه 25 هدفاً كان نصفها بأقدام بيدرو.
وفي ظل الصعوبات المالية التي واجهت معظم الأندية المحلية والعالمية بسبب تفشي الجائحة، وجب على إدارة الظفرة محاولة إنعاش خزينتها، ليبدأ الفريق في جني ثمار الصفقة الاستثمارية بإعارة اللاعب جواو بيدرو إلى فريق بني ياس لمدة موسم واحد، مقابل 517 ألف دولار (ما يعادل 1.9 مليون درهم إماراتي).
وأظهر بيدرو تأقلمه سريعاً مع «السماوي»، إذ سجل خمسة أهداف في أول أربع مباريات متتالية للفريق، كما أسهمت أهدافه الـ18 التي سجلها على مدار الموسم في منافسة فريقه على لقب الدوري قبل أن يخسره لمصلحة الجزيرة في نهاية المطاف باحتلال «الوصافة» برصيد 54 نقطة مقابل 57 للجزيرة (البطل).
وأدى تألق اللاعب مع بني ياس إلى زيادة قيمته السوقية ودخول عدد من الأندية في سباق التعاقد معه بعد عودته من الإعارة، وتكللت مساعي إدارة الوحدة في الحصول على خدمات اللاعب مقابل مليونين و720 ألف دولار أميركي (ما يعادل 10 ملايين درهم إماراتي) في يوليو 2021. وقد لعبت مديونية الوحدة على إدارة الظفرة في صفقة انتقال خالد باوزير دوراً كبيراً في حسم الصفقة، إذ أدخلت إدارة «العنابي» المتأخرات في الصفقة، وأكملت بقية المبلغ الذي وصل إلى 10 ملايين درهم إماراتي.
وخاض اللاعب البرازيلي مع الوحدة 53 مباراة في بطولة الدوري سجل خلالها 30 هدفاً، لكنها لم تكن كافية لصعود «العنابي» لمنصات التتويج، كما أن اللاعب بدأ مستواه الفني في التراجع بسبب الصعوبات التي يمر بها الفريق وتغير الأجهزة الفنية المتواصل، وعدم الثبات على طريقة لعب واحدة، وفقدان الفريق مفاتيح لعب هجومية تساعده على مهامه.
وأمام الرغبة المشتركة بين اللاعب جواو بيدرو ونادي التعاون السعودي، وافقت الإدارة الوحداوية على رحيل اللاعب مقابل دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب البالغ مليونين و680 ألف دولار أميركي، (ما يعادل نحو 10 ملايين درهم إماراتي)، وهي القيمة المالية نفسها التي كانت الإدارة قد تعاقدت بها مع اللاعب.
وتظهر الصفقة أن نادي الظفرة هو أكبر المستفيدين من اللاعب البرازيلي من الجانب المالي، إذ حصل في المجمل على ما يقارب 12 مليون درهم إماراتي، بينما الوحدة هو المستفيد فنياً، نظراً لأن اللاعب خاض موسمين مع الفريق ورحل بالقيمة المالية نفسها التي كانت قد أنفقتها الإدارة في التعاقد معه.
الوحدة يسابق الزمن للتعاقد مع خليفة بيدرو
علمت «الإمارات اليوم» أن شركة نادي الوحدة لكرة القدم لم تحسم بصورة واضحة هوية البديل الذي سيحل في خانة الهداف جواو بيدرو، وأنها تسابق الزمن من أجل إبرام صفقة جديدة، خصوصاً أن «العنابي» تنتظره مواجهة صعبة أمام فريق الإمارات منتصف الشهر الجاري في إياب الدور الأول لكأس مصرف أبوظبي الإسلامي.
وكيل لاعبين: الصفقات الاستثمارية تساعد على الاستدامة المالية
أشاد وكيل اللاعبين حسين المصعبي بالفكر الإداري لبعض أندية دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم في عدم إغفالها ملف الاستدامة المالية والاستثمار، مشيراً إلى استفادة الأندية الإماراتية من وراء المهاجم البرازيلي جواو بيدرو منذ انتقاله لصفوف الظفرة في 2019 حتى رحيله أمس من الوحدة إلى نادي التعاون السعودي.
وقال لـ«الإمارات اليوم» إن صفقة بيدرو كانت بمثابة استثمار ناجح على غرار اللاعب البرازيلي إيغور كورونادو الذي استفاد منه الشارقة بانتقاله للاتحاد السعودي، مضيفاً: «مثل هذه الصفقات الاستثمارية لا نشاهدها كثيراً في الفترة الحالية، والسبب أن الأندية تبحث عن تحقيق مشاريع قصيرة المدى، ولا تفكر أبعد من موسم واحد. الصفقات الاستثمارية تساعد على الاستدامة المالية للأندية، وهو ما يجب ألا تغفل عنه جميع الأندية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news