نجلها عبدالله مصدر إلهامها في تحقيق الإنجازات

سهام الرشيدي تقهر شلل الأطفال بـ 300 ميدالية

صورة

تحدّت بطلة الإمارات لأصحاب الهمم، سهام الرشيدي، إصابتها بشلل الأطفال وقهرت كل الظروف وتجاوزت الحواجز والعراقيل، حتى أصبحت أشهر رياضية في آسيا، لاسيما بعد تتويجها بأكثر من 300 ميدالية في بطولات محلية وعربية وخليجية وآسيوية وعالمية.

وقالت الرشيدي لـ«الإمارات اليوم»: «إنها لم تولد مع شلل الأطفال، وإنما أصيبت به بعد ستة أشهر من الولادة، حينما أصيبت بارتفاع في درجة الحرارة لتتجه بها عائلتها إلى المستشفى، ليصدمهم الطبيب بأنها مصابة بشلل أطفال».

وتؤكد الرشيدي أنها «كانت تعشق الرياضة منذ الصغر، من خلال متابعة (الأولمبياد)، خصوصاً رمي القرص والرمح والجُلة، وفي إحدى الجلسات الأسرية اقترح (ابن خالي) أن أذهب إلى نادي دبي لأصحاب الهمم والانضمام إليه».

وأضافت: «في البداية اعترضت ظناً بأنه نادٍ مختص في تقديم جلسات علاج طبيعي، وليس نادياً رياضياً، ولكن بعد أن أكد لي أنه يضم العديد من الرياضات، توجهت إليه في عام 2005 ومن يومها وأشعر بأن الصعب أصبح سهلاً والحياة ليس بها مستحيل».

وأضافت: «شــاركت مع النادي في العديد من البطولات، وحصدت أكثر مـــــن 300 ميـــــدالية خــــــــلال مســــــــــيرة امتــــــدت 18 عــــــــاماً، ومـــــــــــازال لـــــــدي الشــــــغـــــــــف لمــــــزيد مـــــــن البطولات مـــــــن أجــــــل (عبدالله) ابني».

وذكرت الرشيدي أنها «صدمت بوفاة زوجها بطل الإمارات لأصحاب الهمم، خميس مسعود، بعد عامين تقريباً من زواجهما، وطفلهما كان عمره خمسة أشهر فقط.»

وقالت عن هذا المصاب في حياتها: «شعرت بعد وفاة زوجي بأن الحياة لم تعد لها قيمة.. وساءت حالتي لدرجة أنني قاربت من الموت، إذ تم نقلي إلى المستشفى لتلقى العلاج، وكانت الحالة كما وصفها الأطباء صعبة للغاية».

وأضافت: «بعدما تعافيت حضرت لي أمي إلى المستشفى وكان معها طفلي الرضيع (عبدالله)، وطلبت مني الحفاظ على صحتي حتى لا يُصبح ابني بلا أب وأم أيضاً، وكانت كلماتها مؤثرة، وأردت أن أعيش من أجل طفلي، وأعمل على تعليمه وتثقيفه وأكون له الأب والأم معاً».

وتابعت: «يوماً بعد يوم أصبح (عبدالله) قدوة لي، ومنه أستلهم نجاحاتي وبطولاتي، فهو شغوف للغاية ليراني وأنا على منصّة البطولات، ويحزن للغاية حينما يراني أخرج من البطولات بلا ألقاب، وهذا ما يدفعني دوماً للجدية في التدريبات لرسم البسمة على وجه (عبد الله)».


سهام الرشيدي:

«شعرت بعد وفاة زوجي بأن الحياة لم تعد لها قيمة.. وساءت حالتي لدرجة أنني قاربت من الموت».

«أجد كل الدعم والعون من المسؤولين وزملائي في العمل بدائرة الأراضي والأملاك في دبي».

سفيرة الطاقة الإيجابية

أكدت سهام الرشيدي أن «نجاحاتها لم تتوقف على الميداليات والألقاب، بل تم انتخابها عضواً في مجلس اللاعبين الآسيوي لأصحاب الهمم، ويلقبونها في الإمارات أيضاً بـ(سفيرة الطاقة الإيجابية)».

وقالت: «وجودي في مجلس اللاعبين الآسيويين يعكس تقدير زملائي اللاعبين واللاعبات في القارة الصفراء لكل ما قدمته للعبة والنهوض بها، وهذا إنجاز أتشرف به، أما سفيرة الطاقة الإيجابية فقد أطلقها عليّ مدربي، وأصبحت معروفة بهذا اللقب وأسعد به، لأنني طوال مسيرتي المهنية لم أتخذ من أي سبب عائقاً يقف ضد نجاحي».

موظفة حكومية

لم تكتفِ سهام الرشيدي بانشغالها في التدريبات التي تحتاج إلى ساعات يومياً، إلى جانب خوض البطولات والمعسكرات الخارجية وبيتها وطفلها، وإصابتها، فقررت إلى جانب كل هذا أن تعمل وتعتمد على نفسها فعُينت في دائرة الأراضي والأملاك بدبي. وقالت: «أحببت كثيراً العمل كي أحصل على دخل منه يعينني أنا وابني على الحياة، فجاءتني الفرصة في دائرة الأراضي والأملاك في دبي، والحقيقة أنني كنت محظوظة بالعمل في تلك الدائرة المهمة، إذ أجد كل الدعم والعون من المسؤولين وزملائي في العمل، الكل يدعمني بشكل يومي ويحفزني على مواصلة مسيرتي لرفع عَلَم الإمارات».

تويتر