دعا إلى توفير ميزانيات كافية لتجهيز المنتخبات في المراحل السنية كافة

القرقاوي: مستقبل السلة الإماراتية و«الألعاب الجماعية» في خطر

صورة

قال رئيس الاتحادين الإماراتي والعربي لكرة السلة، اللواء إسماعيل القرقاوي، إن الوداع المبكر للمنتخب الوطني للشباب من الدور التمهيدي في بطولة المنتخبات الخليجية للمرحلة العمرية (تحت 18 عاماً)، التي أُسدل الستار عليها أول من أمس في دبي، وتوّج بلقبها المنتخب القطري عقب فوزه في النهائي على نظيره السعودي (75-51)، يؤكد أن «مستقبل السلة الإماراتية وبقية الألعاب الجماعية في خطر».

وقال القرقاوي لـ«الإمارات اليوم»: «منتخب الشباب هو نتاج لمنظومة عمل متكاملة للرياضة الإماراتية، إذ إن هذه المجموعة من اللاعبين هي نتاج الأندية، وتكشف عن حجم العمل أو الدعم الذي توليه لمستقبل اللعبة ولمراحلها السنية، في ظل ذهاب الجزء الأكبر من ميزانياتها المحدودة لإبرام صفقات وتعاقدات مع مدربين ومحترفين أجانب لفرق الصف الأول، وتخصيص ما تبقى من هذه الميزانيات لإيجاد تعاقدات رخيصة مع مدربي فرق المراحل السنية الذين ينحصر تركيزهم بالدرجة الأولى في الحفاظ على مقعدهم، والبحث فقط عن الفوز في البطولات المحلية».

وأضاف: «المنظومة الرياضية كافة تتحمل مسؤولية وداع منتخب الشباب من الدور التمهيدي للبطولة الخليجية، في ظل ضعف الميزانيات المرصودة لاتحاد اللعبة، التي وقفت عاجزة عن توفير المعسكرات الخارجية لهذه المجموعة من اللاعبين، والاكتفاء بإعداد خجول قبل أيام من انطلاق البطولة». وأوضح: «مراجعة بسيطة تكشف أن مستقبل جميع الألعاب الجماعية أو ما يطلق عليها (الألعاب الشهيدة) في خطر، في ظل افتقار الاتحادات إلى الميزانيات المطلوبة القادرة على توفير الإعداد اللائق للمنتخبات بكل مراحلها السنية، خصوصاً أن الجزء الأكبر من ميزانيات منتخبات السلة تذهب لصالح منتخبي الرجال والسيدات المتوّجين مايو الماضي بذهبيتي دورة الألعاب الخليجية في الكويت، واللذين هما ايضاً ثمرة لنتاج الجهد المشترك للأندية والاتحاد».

وأشار القرقاوي إلى أن الوضع مقلق والضغوط التي تعانيها «الألعاب الشهيدة» تهدد مستقبلها، وقال: «اتحاد السلة شأنه شأن اتحادات اليد والطائرة وحتى الألعاب الفردية، وجميعها تطلب من الهيئة العامة للرياضة زيادة الميزانيات المخصصة لها، بما يضمن الإعداد الملائم للمنتخبات بكل المراحل، كما أن جميع هذه المنتخبات لا تملك صالة مؤهلة للإعداد اللائق، إذ إن منتخبات الألعاب الجماعية وأجهزتها الفنية تتكل للأسف على صالة «صلاح الدين» في دبي، غير الملائمة للمواصفات التي تسمح بتوفير أدنى متطلبات الإعداد، سواء من ناحية أرضيتها المتهالكة التي تستنزف على الدوام من الاتحادات ميزانيات لترميمها، أو حتى «بورد» السلة المتهالك الذي كان وضع اتحاد اللعبة، قبل أيام من انطلاق البطولة الخليجية، تحت ضغط توفير صالة بديلة للتدريبات، وانتظار رد من الأندية، خصوصاً في دبي، وأشكر هنا ناديي النصر والوصل اللذين تحملا هذا العبء على حساب الوقت المخصص لمراحل إعداد فرقها للموسم الجديد».

وأكمل: «أيضاً غياب مبدأ المحاسبة من المجالس الرياضية للأندية التي تتبع إليها، سبب آخر في الحالة التي وصلت إليها فرق المراحل السنية، إذ إن وجود رقابة دائمة على آليات عمل الأندية، ومدى جودة المدربين المشرفين على فرق المراحل السنية، يسهم في الارتقاء بالمواهب الموجودة، إلا أن غياب الرقابة جعل من مدربي فرق الأندية يركزون فقط على النتائج التي تضمن استمراريتهم بالعمل، دون الاكتراث حتى بتعليم اللاعبين أساسيات اللعبة التي تسمح لهم عند الانضمام إلى المنتخب في جعل مهمة الأجهزة الفنية للمنتخبات قادرة على توظيف هذه المواهب بالشكل المطلوب، وهذا ما جعل منتخب الشباب في البطولة الخليجية يدفع ضريبته، كون لاعبيه يفتقرون إلى نسب التسجيل الناجحة، خصوصاً من الرميات الحرة التي هي من أولى أساسيات اللعبة، وكان من نتائجها السلبية خسارة «الأبيض» لمباراته المفصلية أمام الكويت في ختام الدور التمهيدي بفارق نقطتين وبنتيجة (37-39)، وعدم القدرة على التأهل إلى نصف النهائي». واختتم: «تفضيل الأندية لمصالحها الشخصية عامل سلبي آخر تدفع ضريبته المنتخبات الوطنية في الألعاب الجماعية، فهناك نادٍ رفض منحنا إحدى صالاته المتاحة لإجراء منتخب الشباب تدريباته قبل انطلاق الخليجية، بعد أن فضلت إدارة الألعاب الجماعية في هذا النادي استمرار تأجير الصالة صيفاً بما يخدم توفير عائدات مالية تساعد في تأمين جزء من الميزانيات الضخمة التي لا تصرف على كرة السلة بالنادي، بل في الدفع بهذه المبالغ لخدمة إبرام تعاقدات فريقها في كرة القدم المنافس في دوري المحترفين».

تويتر