رياضيون يرون أن الأبيض عانى عدم الاستقرار فنياً وإدارياً.. ويؤكدون:
كثرة تغيير المدربين أضاعت على المنتخب حلم مونديال 2022
أكد رياضيون أن المنتخب الوطني لكرة القدم دفع ثمن عدم الاستقرار الفني والإداري في منظومته وكذلك كثرة تغيير المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه خلال السنوات الخمسة الأخيرة، ما تسبب في خروجه من سباق الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في الدوحة عقب خسارته الأخيرة أمام نظيره الأسترالي 1-2 ضمن الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال، مشددين على أن المنتخب كان بحاجة للاستقرار التام في المنظومة الخاصة، ما ينعكس إيجاباً على مردود اللاعبين في الملعب، مؤكدين أن ما حدث للأبيض يعد كذلك نتاجاً طبيعياً لمخرجات الدوري المحلي على مدى السنوات الماضية.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن المنتخب عانى في الفترة الماضية عدم استقرار المنظومة الخاصة به لكون الأجهزة الفنية للمنتخب تغيرت كثيراً خلال فترة وجيزة كما أن المنتخب شهد أيضاً تغييرات كثيرة على الصعيد الإداري للمنتخب وكذلك حتى على صعيد لجنة المنتخبات والشؤون الفنية تغيرت أكثر من مرة فقد تعاقب على المنتخب عدد كبير من المدربين منذ بداية مشواره في تصفيات مونديال 2022، مطالبين بضرورة إعادة بناء المنتخب من جديد والعمل على معالجة المشكلات التي تسببت في إخفاقه.
وتعاقب على تدريب المنتخب خلال السنوات الخمس الماضية، خمسة مدربين بدءاً من الأرجنتيني إدغار باوزا الذي تولى قيادة المنتخب في فبراير 2017 ثم خلفه الإيطالي ألبرتو زاكيروني وجاء بعده الهولندي مارفيك، الذي تولى تدريب المنتخب في المرحلة الأولى خلال الفترة من 22 مارس 2019 إلى الرابع من ديسمبر من العام نفسه، وخلفه المدرب الصربي إيفان يوفانوفيتش خلال الفترة من ديسمبر 2019 إلى أبريل 2020، وجاء بعده الكولومبي خورخي بينتو، ثم التعاقد مع مارفيك مجدداً قبل أن يتم التعاقد مع المدرب الحالي أروابارينا.
ورأى عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم سابقاً والمحلل الفني محمد مطر غراب أن «عملية الوصول إلى كأس العالم متعلقة باستراتيجيات تبنى على مدى سنوات، ولا يمكن تدارك كل الأمور في آخر مباراة من خلال الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال ويتم التعويل على اللاعبين في عملية تصحيح كل الأخطاء السابقة».
وشدد غراب على أن «المرحلة الأخيرة في مشوار المنتخب في التصفيات بذل فيها الجميع مجهوداً سواء كان من قبل لجنة المنتخبات الوطنية والشؤون الفنية أو الجهاز الفني الأخير للمنتخب وكذلك من قبل إدارة المنتخب وحتى من قبل اللاعبين أنفسهم لكن يبقى الأمر في نهاية المطاف متعلقاً بمخرجات كرة الإمارات عامة على مدار السنوات الأربع الماضية التي لن تعطي أفضل من هذا المستوى الذي ظهر به المنتخب».
وأشار غراب إلى أن «أروابارينا تسلم مهمة تدريب المنتخب منذ فترة قصيرة لذلك فإنه لا يمكنه أن يقف على كل صغيرة وكبيرة في المنتخب سواء على المستوى الفردي أو الجماعي ولا حتى على صعيد جمع المعلومات عن المنتخبات المنافسة».
وأكد غراب أنه «كان يجب على اتحاد الكرة تدارك الأخطاء السابقة بضرورة عمل استقرار تجاه المنظومة الخاصة بالمنتخب لأنه لم يكن هناك استقرار سواء في الأجهزة الفنية أوفي إدارة المنتخب ولا حتى في لجنة المنتخبات».
من جهته، أكد اللاعب الدولي السابق والمحلل الفني عبدالرحمن محمد أن المنتخب الحالي هو نتاج لمخرجات الدوري لكنه شدد في المقابل على أن اللاعبين الذين مثلوا المنتخب هم الأفضل لكن مشكلة المنتخب كانت في عدم الاستقرار في المنظومة الخاصة بالمنتخب وفي المدربين الذين تولوا تدريبه، وقال: «ليس معقولاً خلال بطولة أو التصفيات المؤهلة لكأس العالم أن يتم تغيير أربعة أو خمسة مدربين»، مؤكداً أن هذه التغييرات تعني أنه لم تكن هناك سياسة أو دراسة منذ البداية من حيث تهيئة المنتخب للمنافسة على بطاقة التأهل للمونديال، مشيراً إلى أنه معروف دائماً أن الاستقرار على صعيد اللاعبين لفترة معينة مسألة مهمة جداً، لكن هناك لاعبون يمثلون المنتخب في مباراتين ثم يذهبون، لذلك فإن عدم الاستقرار أثر في المنتخب.
وقال عبدالرحمن محمد «أشكر لاعبي المنتخب على المجهود الكبير الذي بذلوه خلال الـ90 دقيقة لمباراة أستراليا، وكانوا عند حسن الظن، وقدموا مستوى راقياً وكانوا الأفضل في المباراة في مجملها لكن هناك تفاصيل صغيرة لم يوفق فيها المنتخب أدت إلى الخسارة وخروج المنتخب».
وأضاف عبدالرحمن محمد «من وجهة نظري فإن الشوط الأول كان هو شوط اللاعبين الذين تفوقوا على لاعبي أستراليا في كل شيء وفي تنفيذ المهام الخاصة بالمباراة، لكن في الشوط الثاني الذي يسمى شوط المدربين تفوق مدرب أستراليا غراهام على أروابارينا فإنه على سبيل المثل التغيير الأول بدخول يحيى نادر ورغم أنه لاعب جيد لكنه لم يوظف في المباراة بالشكل الصحيح وكان يفترض عدم سحب عبدالله رمضان وهناك أيضاً نقطة أخرى مهمة فعندما فكر المدرب بإخراج لاعب مهاجم هو علي مبخوت لماذا لم يدفع بمهاجم آخر هو تيغالي الذي يتميز بالقوة الجسمانية ويمكنه التفوق في الالتحامات والكرات العالية؟».
واعتبر عبدالرحمن محمد أن «أروابارينا لم يوفق في قراءته للشوط الثاني، ما تسبب في الخسارة بجانب تراجع الجانب البدني للاعبين».
أما مدير فريق كرة القدم بنادي النصر سابقاً المحلل الفني خالد عبيد، فقال: «إن لاعبي المنتخب قدموا مباراة كبيرة لكن خبرة المنتخب الأسترالي تفوقت في النهاية على المنتخب كون أن لديه لاعبين يلعبون في دوريات كبيرة»، مشدداً على أن «عدم الاستقرار الإداري والفني وكثرة تغيير المدربين وكذلك لجان المنتخبات الوطنية خلال الفترة الماضية يعد هو السبب الرئيس لما حدث للمنتخب».
وأضاف خالد عبيد: «يجب ألا نلوم المدرب فقط على ما حدث للمنتخب نظراً لكون المنتخب عانى كذلك في الفترة الماضية كثرة تغيير المدربين لكون كل مدرب يأتي بفكر وتصور وخيارات مختلفة عن الآخر».
وأشار خالد عبيد إلى أهمية وجود استراتيجية طويلة المدى خاصة بالمنتخب، معتبراً أنه كمثال فإن «هناك منتخبات كثيرة مثل ألمانيا وفرنسا أخفقت لكنها حافظت على استقرار منظوماتها الفنية على صعيد المدربين».
وشدد خالد عبيد على أهمية أن يكون اختيار مدرب المنتخب مبني على مشروع متكامل ومدروس ومن ثم الصبر عليه.
• المنتخب خسر مباراة الملحق أمام أستراليا 1-2 رغم أفضليته.
• ما حدث نتاج طبيعي لمخرجات الدوري في السنوات الماضية.
6 مدربين تعاقبوا على تدريب المنتخب في 5 سنوات - الأرجنتيني إدغار باوزا.
- الإيطالي ألبرتو زاكيروني.
- الهولندي فان مارفيك.
- الصربي إيفان يوفانوفيتش.
- الكولومبي خوخي بينتو.
- مارفيك (فترة ثانية).
- الأرجنتيني رودولفو أروابارينا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news