رياضيون قالوا إن الكثيرين منهم ينتهي مشوارهم مبكراً.. ويؤكدون:

«المقيم الأجنبي» و«اللوائح» يهددان مستقبل اللاعبين الصاعدين

صورة

انتقد رياضيون بشدة غياب الاهتمام بفئة عمرية مهمة جداً، والخاصة باللاعبين تحت 23 عاماً، الذين لا يجدون فرصة للعب مع الفريق الأول في أنديتهم، وبالتالي ينتهي مشوارهم مبكراً. وقالوا في حديث، لـ«الإمارات اليوم»، إن «كثرة اعتماد الفرق على اللاعب المقيم، خصوصاً الأجنبي، إلى جانب عدم إنصاف لوائح البطولات لهم، يعمقان الأزمة التي تواجههم، وبالتالي بات مستقبل الكثيرين منهم مهدداً».

وقالوا إن عدداً كبيراً يخرج من حسابات أنديتهم سريعاً، في مقابل الاعتماد شبه الكلي على المقيم الأجنبي، وباستثناء من لديه موهبة كبيرة جداً واستطاع فرض نفسه بقوة على فريقه، ينتهي الآخرون إلى فرق أدنى، ثم سريعاً إلى التواري بعيداً عن المشوار الكروي الذي حلموا به. وقالوا إن لوائح البطولات، خصوصاً منذ اعتماد بطولة تحت 21 سنة زادت حجم المشكلة، خصوصاً أن هؤلاء اللاعبين تربوا وتطوروا منذ الصغر في أنديتهم، ومن حقهم مواصلة مشوارهم.

ويواجه عشرات اللاعبين، من مواليد 1998 و1999، أزمة كبيرة في البحث عن فرصة للعب والظهور في الفريق الأول. ويؤكد الرياضيون ضرورة أن تقوم اللجان بتعديل لوائح البطولات، بشكل يسمح بإعطاء هؤلاء اللاعبين فرصة للعب، والحفاظ على موهبتهم من الضياع.

«الهرم مقلوب»

أكد مدير المركز الإعلامي السابق بنادي الوصل والناقد الرياضي، عادل درويش، أن «بناء أي فريق في عالم كرة القدم يحتاج إلى تشخيص دقيق، لهذا فأي مرحلة انتقالية تحتاج إلى الصبر والهدوء والتروي، وتأجيل هذا الأمر سيكون ضرره أكبر، حتى إن حصلت بعض الفرق على البطولات، لأنه دون اهتمام بالفئات الصغرى سيكون الضرر كبيراً على المدى البعيد».

وأضاف: دائماً يكون السبب في عدم تدشين المرحلة الانتقالية، الأجواء السلبية، والخوف من النتائج والتردد في اتخاذ القرار، والفشل الإداري والفني، وغياب الرؤية والعمل على المدى المتوسط والبعيد، وحتى تنجح هذه المرحلة لابد من خارطة ومسار واضح لكل لاعب في النادي، تشرف عليه جهة وإدارة مختصة.

وقال أيضاً: «في كرة القدم الإماراتية، أندية أو منتخبات، نطبق قاعدة الهرم المقلوب في سياسة تصعيد اللاعبين من الفئات السنية، ويبقى العمل على القاعدة والتكوين مجرد شعارات تسوقها الأندية وحتى الاتحاد، لكن لا يوجد اقتناع حقيقي، لذلك سميتها الهرم المقلوب».

وتابع: الدليل اليوم أن كل سياستنا وقراراتنا ضد تصعيد اللاعبين، وآخرها تعديلات اللاعب المقيم وإلغاء شرط الإقامة لسنة، كذلك الفوارق في الاهتمام والمتابعة كبيرة، والميزانيات المرصودة يلتهمها الفريق الأول، وغالباً حتى الفتات يذهب للفريق الأول، كذلك العمل يفتقد للتنظيم، لذلك لا يتشجع المدربون في الفريق الأول كثيراً على تصعيد اللاعبين، ويفضلون اللاعب الجاهز، إما من السوق المحلية، أو المحترفين الأجانب.

وقال أيضاً: «نظرة الإدارات قصيرة ووقتية، ولا تعتمد على العمل للمدى البعيد، لذلك نقول ونشدد على أن أنديتنا لا تصنع لاعبين، هي إدارات تسيير فقط لحظية لا أكثر».

دوري الرديف

أكد وكيل اللاعبين، حمد الدوسري، أن هناك أزمة حقيقية تقابل الصاعدين أو الباحثين عن فرصة للوجود في الفريق الأول، وقال: «للأسف منتج دوري الرديف ضعيف جداً، ولم تراعَ الفئة العمرية من مواليد 1998 و1999، لذلك أصبحت الفجوة كبيرة جداً بين مرحلة الشباب إلى مرحلة الفريق الأول، لعدم تدرج الناشئ بمراحل قبل الفريق الأول، وسيطرة اللاعب المقيم على تشكيلة الفرق والبحث عن لاعبين من الخارج وإهمال أبناء النادي».

وأضاف: «مطلوب إعادة تنظيم شكل دوري الرديف إلى دوري تحت 23 سنة وتنظيمه بشكل جيد مع دعمه إعلامياً بنقل تلفزيوني، ليتسنى للاعب الشاب الحصول على فرصة كي يلعب، ومن خلال دوري كهذا سيتم اكتشاف عدد كبير من اللاعبين بدلاً من انتقالهم إلى ملاعب الحواري والمناطق السكنية».

تعديل اللوائح

طالب المحلل الرياضي ومدير فريق النصر السابق، خالد عبيد، بضرورة الاهتمام بقطاع الأكاديميات، وقال إن «هذا القطاع يبرز فيه للأسف مدربون غير متفرغين، وهو آخر اهتمامات مجالس الإدارات»، مشيراً إلى أن اللاعب المقيم أصبح يأتي من الخارج على الجاهز.

وقال: «الفريق الأول الآن في معظم الفرق يضم أربعة لاعبين أجانب ولاعبين مقيمين، ويتم الدفع بأربعة لاعبين أصحاب خبرات، وبالتالي لا توجد المساحة أو الوقت لإشراك أي لاعب آخر، لهذا وجب تغيير نظام دوري الرديف، وبطولة كأس الخليج العربي، ففي الموسم الماضي تم إجبار الأندية على إشراك ثلاثة لاعبين أساسيين تحت 23 عاماً، والموسم الحالي تم تغيير النظام طبقاً لجائحة كورونا، وبالتالي ما المشكلة إذا تم اعتماد كأس الخليج العربي للمواطنين فقط، والسماح بلاعب أو اثنين أجنبيين فقط إذا أرادت الأندية، مع اعتماد نظامها بشكل المجموعات كما كان في السابق، ما يضمن خوض اللاعبين لعدد كبير من المباريات بالموسم».

حلول لأزمة اللاعبين الصاعدين

-تعديل نظام دوري الرديف.

-تغيير لوائح كأس الخليج العربي.

-وضع خطط واضحة للاعبين الصاعدين.

-البحث عن فرق وأندية لتسويق اللاعبين.

- دوري الرديف يفرض إشراك لاعبين تحت 21 سنة، ما يعمق أزمة من تخطى الـ23 عاماً، ولا يشارك مع فريقه الأول.

تويتر