رياضيون يتساءلون عن الآلية التي تعتمدها في تعيين وإقالة المدربين.. ويؤكدون:

«الأبيض» يدفع ثمن التخبط الإداري للجنة المنتخبات

صورة

وجّه رياضيون انتقادات حادة لعمل لجنة المنتخبات في اتحاد كرة القدم، مؤكدين أن «التخبط الإداري في عمل اللجنة، خصوصاً على صعيد الطريقة التي تستند إليها في التعاقد مع المدربين وإقالتهم، وآخرهم المدرب الكولومبي بينتو، يدفع ثمنه المنتخب الوطني بعدم الاستقرار الفني، وقبل أشهر معدودة من استئناف التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022، ونهائيات آسيا 2023».

وتساءلوا «إلى ماذا استندت اللجنة في التعاقد وإنهاء عمل بينتو، رغم أنه لم يمض على تعيينه إلا بضعة أشهر، ولم يخض أي مباراة رسمية بعد؟ وعن طبيعة المشكلة، والحل المناسب لها، حتى لا يكون المنتخب ضحية في وقت مهم للغاية من مشوار التصفيات».

وقالوا إن «ما يحدث داخل لجنة المنتخبات أصبح أمراً محيراً»، مؤكدين أنه «في ظل هذا التخبط، فإن فرصة المنتخب في التأهل للمونديال أصبحت ضئيلة، ويجب تدارك الأمر قبل فوات الأوان». يذكر أن المنتخب يحتل المركز الرابع في المجموعة السابعة بست نقاط، حيث يتصدر منتخب فيتنام بـ11 نقطة، ثم ماليزيا ثانياً بتسع نقاط، وتايلاند بثماني نقاط، وإندونيسيا في قاع الترتيب من دون رصيد.

وكانت لجنة المنتخبات عقدت بشكل مفاجئ مؤتمراً صحافياً، أعلنت خلاله إنهاء العلاقة مع مدرب المنتخب بينتو، وهو ثاني مدرب يرحل في 2020، بعد الصربي يوفانوفيتش، الذي لم يكمل سوى ثلاثة أشهر، دون أن يقود المنتخب في أي مباراة. وتعاقب على تدريب المنتخب منذ رحيل مهدي علي في 2017 خمسة مدربين، هم: الأرجنتيني باوزا، والإيطالي زاكيروني، والهولندي مارفيك، والصربي يوفانوفيتش، والكولومبي بينتو، وسيكون المدرب القادم هو السادس في أربع سنوات فقط.

وأكد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق، الدكتور سليم الشامسي، وجود تخبط وعدم تخطيط استراتيجي واضح للمنتخب، معتبراً أن «مثل هذه القرارات المتعلقة بتعيين مدرب وإقالته ستؤثر في مسيرة الأبيض، خصوصاً أنه ليس هناك وقت، كون المنتخب لم يستقر حتى الآن على تشكيلة أساسية، بجانب أنه في خضم عملية تجديد».

وأضاف الشامسي: «للأسف ليس هناك استقرار، إذ لا يعقل أن يتعاقب على تدريبه خلال فترة قصيرة أكثر من مدرب».

وأوضح: «حتى الآن لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء إقالة بينتو، ويوفانوفيتش قبله، لأنه في حال كان الاتحاد غير مقتنع، فلماذا يتم التعاقد مع المدرب؟». وتابع: «المدرب الجديد سيجد المشكلة نفسها في ظل ضيق الوقت، ما لم يكن هناك حل وعلاج جذري لحالة التخبط الإداري».

وأوضح: «في حال استمر هذا الوضع من عدم الاستقرار، فإن على كرة الإمارات نسيان شيء اسمه التأهل إلى كأس آسيا المقبلة، وكذلك كأس العالم».

وأكمل الشامسي: «المنتخب ليس نادياً حتى يحدث هذا الأمر معه، وإنما منتخب يمثل بلداً، ولديه استحقاقات في كأس العالم، التي لا تأتي إلا مرة كل أربع سنوات».

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة نادي كلباء السابق، عيسى الذباحي، أنه «يجب على لجنة المنتخبات أن تتحمل مسؤولية الإخفاقات المتكررة»، لافتاً إلى أنه «إذا كانت اللجنة عاجزة عن اختيار مدرب للمنتخب الأول، وإحداث حالة من الاستقرار، فماذا سيكون الحال بالنسبة لمنتخبات المراحل السنية الأخرى؟». وقال إنه «يجب محاسبة اللجنة على طريقة اختيارها للمدربين، كونها حلقة الوصل بين الاتحاد والمدرب».

وأضاف: «كان يجب على اللجنة، من الأساس، اختيار مدرب للمنتخب الأول يناسب الكرة الخليجية، ويعرف طبيعتها، ويعرف طريقة التعامل مع اللاعبين».

وشدد على أن تطور كرة الإمارات يبدأ من القاعدة، وهي المراحل السنية وأكاديميات كرة القدم، وليس من الأندية.

من جانبه، رأى عضو لجنة المسابقات سابقاً، خالد عوض، أن المشكلة الأكبر التي يعاني منها المنتخب في تقديره هي غياب الرغبة والروح لدى بعض اللاعبين، معتبراً أن البيئة الخارجية التي يعيشها اللاعبون مع أنديتهم لا تساعد أي مدرب للمنتخب في عمله، لافتاً إلى أن هناك لاعبين ليس لديهم الاستعداد لتقبل فكر المدرب، مشدداً على عدم وضع المدرب شماعة في هذا الخصوص.

وأضاف: «حتى لو استقطبنا أفضل مدرب في العالم، بينما يفتقد لاعبو المنتخب الروح القتالية، فإنه لن يضيف شيئاً». ورأى أنه «لابد من وضع حد لظاهرة محاولة بعض لاعبي المنتخب فرض أسلوبهم على المدرب، بحجة أنهم مستاؤون من طريقته في التعامل معهم».


• رحل آخر مدربَين للأبيض، يوفانوفيتش وبينتو، دون أن يخوضا أي مباراة رسمية.

• 5 مدربين تعاقبوا على تدريب الأبيض منذ مهدي علي، وهم: الأرجنتيني باوزا، والإيطالي زاكيروني، والهولندي مارفيك، والصربي يوفانوفيتش، والكولومبي بينتو.

تويتر