رياضيون يكشفون أسباب الإخفاق المستمر.. ويؤكدون:

«الدوري لا يفرز فرقاً قوية».. مشكلة أندية الإمارات الآسيوية

صورة

كشف رياضيون عن مشكلات عدة حوّلت غالبية الأندية الإماراتية إلى «حصالة نقاط» خلال النسخ الأربع الأخيرة الماضية من دوري أبطال آسيا، التي استقبلت فيها ست فرق هي: العين، شباب الأهلي، الوحدة، الجزيرة، الشارقة، الوصل؛ 140 هدفاً في مرحلة دور المجموعات فقط، في وقت احتل فريق منهم على الأقل ذيل الترتيب.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن أسباباً كثيرة وراء إخفاق الأندية في البطولة الآسيوية أبرزها: عدم قدرة دوري الخليج العربي على فرز فرق تنافس آسيوياً، والاختيارات الخاطئة للاعبين في الأندية، وهشاشة قواعد الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، وضعف الإدارات وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ونظرة الأندية للبطولة الآسيوية على أنها محطة إعدادية للبطولات المحلية».

وكانت الفرق الإماراتية المشاركة في دوري أبطال آسيا قد ودعت البطولة مبكراً عقب انسحاب الوحدة لإصابة لاعبين في الفريق بفيروس كورونا، وخروج العين والشارقة من الدور الأول، بينما ودع شباب الأهلي البطولة من دور الـ16 أمام الأهلي السعودي بركلات الترجيح، لترسم الفرق نسخة جديدة من الإخفاق على المستوى الآسيوي.

وسجل فريق العين رقماً مزعجاً لأنصاره بعدما كان صاحب أضعف خط دفاع في البطولة باستقباله 13 هدفاً، وفي نسخة 2019 كان الوصل أضعف خط دفاع في دور المجموعات بتلقيه 18 هدفاً، أما نسخة 2018 فكان الوحدة هو الأضعف في هذه المرحلة واستقبل 15 هدفاً، كما تلقى الوحدة في 2017 بدور المجموعات 13 هدفاً واستقبل الجزيرة في المرحلة نفسها 11 هدفاً.

منتج الدوري

من جهته، أكد المحلل الرياضي محمد غراب، أن «مشكلة المشاركة في دوري أبطال آسيا متأصلة منذ مواسم عدة وبالتحديد منذ مشاركة العين والأهلي في دوري أبطال آسيا ووصولهما إلى الدور النهائي في نسختي 2015 و2016، متسلحين بنوعية مميزة من اللاعبين المواطنين والأجانب، غير أن منتج الدوري الإماراتي حالياً ضعيف وغير قادر على تقديم منتخب أو فرق قوية، وهو سبب الأزمة».

وعن المبالغ المالية الكبيرة التي صرفت من أجل وصول العين والأهلي إلى نهائي آسيا، قال: «إذا كنت تريد الوصول إلى اللقب فيجب أن تصرف، فلا يجوز أن تطلب تحقيق بطولة وإمكاناتك محدودة أو لا تملك ما يؤهلك للمنافسة، إضافة إلى ارتفاع مستوى الدول المجاورة لنا سواء كان ذلك في الأندية أو المنتخبات، أنت غير مؤهل للمنافسة والوضع نفسه استمر في السنوات الأخيرة». وأضاف: «لدينا ضعف في الإدارات، يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والإدارات بعيدة عن اللاعب، بل هناك أشخاص في الإدارات ليسوا أصحاب اختصاص في اتخاذ قرار، والواقع لا يساعد على الظهور بشكل جيد، وإذا كنت تريد المنافسة فيجب أن يتم تغيير المنظومة». وختم: «مخرجات بطولة الدوري لا تأتي بمتطلبات المنافسة في آسيا سواء الأندية أو المنتخبات، أو أن تجعلك رقماً صعباً في آسيا».

القاعدة التنافسية هشّة

تعجب المنسق الإعلامي لنادي الوصل والمحلل الفني عادل درويش من كثرة الإخفاقات للأندية في آسيا دون أن ينبه ذلك جهات الاختصاص، وقال: «يجب مناقشة الملف بكل أبعاده، المسألة واضحة والمعادلة لا يوجد فيها تعقيدات، فدوري قوي فيه (رتم) عالٍ يفرز أندية قادرة على المنافسة القارية».

وأضاف: «منافسة أنديتنا آسيوياً ضعيفة في آخر ثلاث سنوات، وهناك هبوط حاد بالمستوى، والسبب يعود إلى أن القاعدة التنافسية لدينا ضعيفة وهشة، وحتى البطل والمتصدر في الدوري غير ثابت في المستوى، وعنده تذبذب وضعف في جوانب خططية وبدنية، والدليل خروج كثير من الفرق من الدور الأول».

وأضاف: «كيف تدخل المعترك الأصعب والأقوى وأنت غير جاهز، ولا تملك قائمة متكاملة؟ النتيجة ستكون معروفه مسبقاً، لابد أن يكون لدينا وحدات مختصة بالدراسات والتحليل والتطوير حتى لا نكرر الأسطوانة المشروخة نفسها ونقول إن الاحتراف هو السبب». وأوضح «المشكلة ليست الاحتراف، فمن المفترض أن نكون محترفين كروياً لا متأخرين، لأننا من الأساس نعيش في بلد متطور ومتقدم ويتبنى أفضل الممارسات بكل المجالات، ولكن هناك هشاشة في قواعد الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، لأننا لم نبنِ الاحتراف كجسم ومسمى ثقيل على قواعد قوية، وبالتالي أرى النتائج منطقية وواقعية».

أصبحنا تحصيل حاصل

أكد وكيل اللاعبين حمد الدوسري أن غياب الطموح والثقافة الرياضية عن فرقنا سبب رئيس في ما وصلت إليه نتائج فرقنا في البطولة الآسيوية، وقال: «تتحدث الأندية عن قلة فترة الإعداد وغياب المباريات الموسم الحالي، لكن حتى وإن كان لا يوجد ظروف فإن نتائج فرقنا في السنوات الأخيرة سيئة، وبالتحديد في آخر خمس أو ست سنوات، إذ إن مشاركة فرقنا تعتبر تحصيل حاصل، والفرق تجمع من فرقنا نقاطاً وتكمل مشوارها».

وأوضح: «المشكلة ليست في اللاعبين وإنما في ثقافة إدارات الأندية التي لا تغرس في اللاعبين طموح المنافسة، فكيف أطلب من اللاعبين أو أحاسبهم على ذلك وهم يعلمون أن البطولة إعدادية ولا توجد روح منافسة؟ فالأندية تنظر إلى بطولة آسيا على أنها إعداد لبطولة الدوري».

وأضاف: «يجب تغيير الفكر الإداري الذي يدير الأندية، وإلزامها بغرس الدافع والفكر والروح التنافسية في اللاعبين، ونوعية اللاعبين المتواجدة حالياً هذا المتواجد حالياً وإذا أردت أن تغير يجب أن تقوم بذلك بخطة استراتيجية طويلة المدى، ولكن كيف سيحدث ذلك ولا يوجد أي خطط مستقبلية سواء على مستوى الاتحاد أو الأندية، لتجهيز فريق في المستقبل، والدليل على ذلك قائمة المنتخب الأخيرة التي لم تشهد سوى بارقة أمل واحدة هي وجود لاعبين صغيرين هما لاعب شباب الأهلي حارب سهيل، ولاعب الوحدة طحنون الزعابي، وبقية معدل الأعمار فوق الـ30».

وأكمل: «أي منتخب أو نادٍ سينافس بهذا الوضع؟ الفرق المحيطة بك تعمل على معدل أعمار من 23 إلى 25 سنة ونجحت، فيما أنت تعمل على مستوى أعمار من 30 إلى 35 عاماً حتى في التجنيس، وهناك مشكلة نواجهها هي أن إدارة المنتخب تدار من المجالس، وليس من إدارة المنتخبات».

أبرز 5 أسباب وراء إخفاق الأندية في آسيا

- دوري الخليج العربي لا يفرز فرقاً تنافس آسيوياً.

- الاختيارات الخاطئة للاعبين في الأندية.

- هشاشة قواعد الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص.

- ضعف الإدارات وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

- الأندية تعتبر البطولة الآسيوية محطة إعدادية للبطولات المحلية.


6

فرق تستقبل 140 هدفاً في 4 نسخ من دوري أبطال آسيا.

تويتر