رياضيون يطالبون بإعادة النظر في التجربة ويتهمون الأكاديميات بالتقصير

التعاقد مع «المقيم الأجنبي» يعكس فشل الأندية في اكتشاف المواهب

صورة

شهد الموسم الجاري في دوري الخليج العربي تقديم الأندية مجموعة من اللاعبين «المقيمين» القادمين من الخارج، في سعي لدعم صفوفها بجانب اللاعبين الأجانب والمواطنين، إلا أن التجربة أثبتت في جهة أخرى فشل الأندية في اكتشاف المواهب المحلية من المواطنين والمقيمين، كونها اتجهت بعد عام فقط من تطبيق قرار الاستعانة بالمقيم المحلي إلى استقدام، وبشكل كبير جداً، المقيم الأجنبي، في استسهال منها للعثور على لاعب يدعم صفوف الفريق، مستفيدة من ترخيص اتحاد الكرة لها ذلك.

يذكر أن قرار رئيس الدولة، مبدئياً كان خاصاً باللاعبين المقيمين في الإمارات، الذين يوجدون في الدولة مع ذويهم، وهم مقيمون أكثر من ثلاث سنوات، وتحت عمر 18 سنة.

إلا أن الموسم الجاري كثر فيه عدد اللاعبين المقيمين القادمين من الخارج، بعد السماح للأندية باستقدامهم، إذ وصل عددهم إجمالاً إلى 28 لاعباً، لكن ثمانية منهم فقط استطاعوا أن يحجزوا مكانهم بشكل أساسي، منهم ستة لاعبين في الدفاع، والوسط الدفاعي.

وحمّل رياضيون في حديثهم لـ«الإمارات اليوم» المسؤولية للأندية وأكاديمياتها أو تلك الخاصة، قائلين إن الاستعانة بالمقيم الأجنبي تعكس فشل البحث عن المقيم المحلي، والمواهب بشكل عام من مواطنين ومقيمين، كما قالوا إن تعاقد الأندية مع المقيم الأجنبي لا يضمن لها بقاءه خمس سنوات، حتى يكون قابلاً للاستفادة منه في دعم المنتخبات الوطنية، وأنه لا شيء سيضمن بقاءه في الدولة في حال حصل على عرض خارجي أفضل.

وقال مدير فريق الوصل السابق، بدر حارب، إن مشكلة اللاعب المقيم لا تتمثل في ما يقدمه من مستوى الآن، ولكن هل تضمن الأندية بقاءه خمس سنوات في الدوري على الأقل.

وأشار إلى أن اللاعب إذا لم يحصل على عرض جيد من الأندية فقد يبحث عن عرض آخر.

وشدد على أن الأندية لا تستطيع ضمان نجاح هؤلاء اللاعبين، واستقرار مستواهم الفني فترة طويلة.

وطالب حارب الأندية بالاهتمام بالنشء، وتأسيس اللاعبين بشكل صحيح، حتى لا تعاني من مشكلة مستقبلاً في الفريق الأول، وحتى لا تظل رهينة لاستقدام اللاعب الأجنبي، مقيماً كان أو أجنبياً.

ويرى مدرب فريق النصر السابق، خالد عبيد، أن المشكلة الحقيقية بالنسبة للأندية هي عجز الأكاديميات عن إنتاج لاعبين مؤسسين بالشكل الصحيح، خصوصاً على المستوى الدفاعي، وهو ما يؤكده توظيف اللاعب المقيم غالباً في هذه الخانة. وتابع: «اللاعب المقيم أكد الثغرة والخلل الدفاعي في الأندية، سواء في مركز الدفاع أو الوسط الدفاعي».

وأضاف: «هناك أندية تملك لاعبين مميزين في خط الدفاع، لكنها تستعين بهم في الهجوم بسبب طول قامتهم، وعند ذهاب هؤلاء اللاعبين إلى المنتخبات يتعجب مدرب المنتخب من عدم لعبهم في مراكزهم، فالأمر أصبح معقداً».

وقال أيضاً: «عند التعاقد مع اللاعب المقيم هل تمت دراسة حالة اللاعب، وهل عائلته موجودة هنا أم تزوره فقط؟! وهل هو لاعب موهوب فعلاً بالشكل الذي يجعله يوجد في الإمارات خمسة أعوام؟». وقال إن: الخلل في أكاديميات الكرة التي لا تعالج الخلل الموجود في الفريق الأول بالأندية، لتظل المشكلة قائمة ومستمرة وتتفاقم، فليس من المعقول مثلاً أنه لا يوجد لدينا في الإمارات مدافع مواطن بارز.

وقال مصدر مسؤول إن الوضع في الأندية يحتاج إلى إعادة تقييم شامل، بسبب ما يحدث في أكاديميات الكرة والمراحل السنية. وأشار إلى أن هناك خللاً كبيراً في التدريب والتأسيس، مشيراً إلى أن الأندية لا تركز على تأسيس اللاعبين، وقليل جداً منها من يتعاقد مع مدربين لديهم القدرة على صناعة لاعب كرة قدم بالمعنى الحقيقي.

وقال: «اللاعب المقيم هو أزمة حقيقية تواجهها كرة القدم الإماراتية، وقرار رئيس الدولة عندما صدر كان من أجل عمل الأندية والكشافين، والبحث عن لاعبين مواليد ومقيمين في الدولة من أجل تطويرهم والاستفادة منهم، وحدث ذلك بالفعل مع ثلاثة لاعبين، ولكن عندما تم تطبيق قانون جديد بالاستعانة بلاعبين مقيمين من الخارج، عرفت الأندية أن البحث عن لاعبين مميزين من الخارج أفضل عن طريق وكلاء اللاعبين، فتوقف البحث عن الموجودين في الدولة أو تأسيس اللاعبين المقيمين».

وقال أيضاً إن «لاعباً مقيماً يحصل على جواز سفر إماراتي، هذا شرف كبير، ويجب أن يناله لاعب موهوب قادر على أن يحدث الفارق، وللأسف لم نجد لاعباً يقدم ما يستحق عليه ذلك حتى الآن، ولا توجد أي ضمانات لبقاء اللاعبين الحاليين الذين تم التعاقد معهم كلاعبين أجانب، هل يعقل أن نادياً يتعاقد مع لاعب مقيم بمليون يورو، ولاعب آخر بـ400 ألف يورو، هل هذه مبالغ تدفع للاعب مقيم أو لاعب أجنبي؟».

وأكد المصدر أن هناك لاعبين فقط حجزوا أماكنهم في الفرق بشكل صحيح، وهم لاعب عجمان، المغربي عصام فايز، ولاعب بني ياس، الفلسطيني الجنسية، وهو من مواليد الإمارات، أحمد شحدة، وكان هداف فريق الرديف الموسم الماضي، والآن يوجد في الفريق الأول، ويحصل على فرصته في اللعب، أما بقية الأندية، فأكد المصدر أنها فضّلت الأمر السهل في التعاقد مع لاعبين أجانب من خارج الدولة.

أبرز اللاعبين بفئة «المقيم»

البرازيلي ليما - النصر.

البرازيلي لوكاس ـ الوحدة.

البرازيلي ماركوس ميلوتي ـ الشارقة.

المصري عمر ياسين - العين.

الغاني جورج دوينيج ـ الوصل.

البرازيلي ناتان فيلبي ـ الوصل.

البرازيلي انتونيو جونيور ـ خورفكان.

النيجيري كوامي أوتوني ـ خورفكان.

المغربي عصام فايز ـ عجمان.

الفلسطيني أحمد شحدة ـ بني ياس.


- 28

لاعباً في خانة المقيم الأجنبي بالدوري هذا الموسم، لم يحقق معظمهم النجاح المتوقع.

- انتقلت الأندية بعد عام فقط من ضم «المقيم المحلي» إلى الأجنبي.

تويتر