طالبوا العنبري بتغيير طريقة اللعب

رياضيون: الأسلوب الدفاعي والاعتماد على مهاجم واحد وراء تراجع نتائج الشارقة

صورة

أرجع رياضيون تراجع نتائج الشارقة في الفترة الأخيرة إلى عوامل عدة، أبرزها اعتماد الفريق على الأسلوب الدفاعي، وفقدانه هويته الهجومية، والتخلي عن طريقته السابقة وهي الضغط الهجومي على المنافسين التي حقق التفوق من خلالها على فرق كبيرة في الدوري، وقادته للفوز ببطولة دوري الخليج العربي الموسم الماضي، إلى جانب افتقاده لدكة بدلاء مميزة، والغيابات المؤثرة بسبب الإصابات في مقدمتها اللاعب البرازيلي إيغور كورنادو، مشيرين إلى أن الشارقة بات في الفترة الأخيرة يجد صعوبة كبيرة حتى في التفوق على فرق أقل مستوى فنياً منه، لافتين إلى أن الفرق الصغيرة تعتمد على الطريقة الدفاعية وغلق المساحات بعكس الفرق الكبيرة التي تنتهج أسلوب اللعب المفتوح، مؤكدين أن الشارقة بدأ الموسم بداية قوية وتفوق على فرق كبيرة مثل العين والوصل والنصر، وتصدر ترتيب فرق الدوري لكنه تراجع كثيراً بسبب طريقة اللعب التي يعتمدها. وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «الطريقة الحالية التي يعتمدها الفريق باتت غير مجدية وستفقد الشارقة المكاسب الكبيرة التي حققها في الفترة الماضية في حال استمر في تطبيقها خلال المباريات المتبقية، سواء في الدوري المحلي أو خلال مشاركة الفريق الحالية بدوري أبطال آسيا للأندية التي استهل الفريق مشواره فيها بخسارة قاسية على ملعبه ووسط جمهوره أمام فريق التعاون السعودي».

واستهل الشارقة مشواره في الدوري بالفوز على خورفكان واتحاد كلباء والعين والوصل والتعادل مع حتا ثم الفوز على الفجيرة والجزيرة والتعادل مع بني ياس، وعاد وفاز على النصر وتعادل مع عجمان قبل أن يتلقى الخسارة الأولى أمام الظفرة في الجولة 11، وبعدها بدأ الفريق مسيرة التراجع في النتائج، وتعرض لهزائم قاسية أمام الوحدة وشباب الأهلي في الدور الأول، ثم تعرض في الدور الثاني لأول خسارة أمام خورفكان متذيل ترتيب فرق الدوري.

وأنهى الشارقة الدور الأول لدوري الموسم الماضي متصدراً برصيد 31 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه وهو الجزيرة، إذ فاز في تسع مباريات وتعادل في أربع ولم يخسر في أي مباراة، وسجل 34 هدفاً واستقبلت شباكه 15 هدفاً، في حين أن الشارقة أنهى الدور الأول في دوري الموسم الحالي في المركز الثاني برصيد 24 نقطة، وفاز في سبع مباريات وتعادل في ثلاث وخسر أيضاً في ثلاث مباريات، وسجل 27 هدفاً واستقبلت شباكه 17 هدفاً، علماً أن الشارقة بدأ هذا الموسم متصدراً للدوري لكنه يحتل حالياً المركز الخامس برصيد 28 نقطة بفارق 8 نقاط عن شباب الأهلي المتصدر. من جانبه شدد مدرب المنتخب الوطني السابق الدكتور عبد الله مسفر، على أن الشارقة تأثر كثيراً في الفترة الماضية بعدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة نظراً للغيابات الكثيرة التي شهدتها صفوف الفريق سواء بسبب الإصابات أو بعدم استقطاب لاعب قادر على تعويض غياب مهاجم الفريق السابق وهدافه البرازيلي ويلتون سواريز، الذي انتقل إلى الوصل وكذلك غياب كل من إيغور وسيف راشد بسبب الإصابة، بجانب أن بعض اللاعبين مثل الأوزبكي شوكوروف وشاهين عبدالرحمن وريان منديز تأثرت مستوياتهم الفنية بسبب الإصابات التي تعرضوا لها في الفترة الماضة، لافتاً إلى أن الشارقة افتقد في الفترة الماضية هويته الهجومية التي عرف بها في السابق وكانت مصدر قوته، مشدداً على أن كل هذه العوامل اثرت كثيراً في قدرات الشارقة وجعلته يتراجع كثيراً مقارنة بما كان عليه وضعه في الموسم الماضي. وأضاف مسفر: «نوعية اللاعبين الذين كانوا يتواجدون مع الشارقة كانوا يصنعون الفارق لكن الفريق افتقد في الفترة الأخيرة الكثير من الأمور، من بينها ميزة صناعة اللعب التي كان يقوم بها إيغور، بجانب اللاعب الهداف ممثلاً في سواريز، وبالتالي انعكس ذلك على قدرات الفريق خصوصاً في الخط الامامي»

وأكد مسفر أن انتهاج أسلوب الضغط على المنافسين خلال المباريات يحتاج إلى لاعب مهاري ودفاع قوي.

وأشار مسفر إلى أن تشكيلة الشارقة الموسم الماضي كانت معروفة لكنها الموسم الحالي غير مستقرة وتتغير باستمرار، ما أدى ذلك إلى حالة التراجع التي ظل يشهدها الفريق في الفترة الأخيرة.

من جانبه أكد اللاعب الدولي السابق والمستشار القانوني سالم حديد أنه مع بداية الموسم الحالي كان مدرب الشارقة عبدالعزيز العنبري ينتهج أسلوب الضغط على المنافس في ملعبه، وبالتالي يستغل الأخطاء الدفاعية التي تحدث في تسجيل الأهداف، خصوصاً في ربع الساعة الأولى، مشيراً إلى أن نسبة الأهداف التي سجلها الشارقة في الموسم الماضي كانت عالية اعتماداً على أسلوب الضغط، وبالتالي فإن فارق الأهداف بين الشارقة المتصدر حينها وبين العين صاحب المركز الثاني كان كبيراً، لافتاً إلى أنه بعدما تغير أسلوبه بدأ الفريق يتراجع ويعتمد على الكرات المرتدة واتباع أسلوب الدفاع من منتصف الملعب، ما جعله يخسر نقاطاً كثيرة، فضلاً عن أنه أعطى الفرصة للفرق الأخرى للتفوق عليه.

وأوضح سالم حديد: «نتائج الشارقة منذ بداية الموسم الحالي شهدت كثرة التعادلات، كما أن الفريق تعرض في دوري هذا الموسم لأول خسارة أمام الوصل 3-2، وبدأ بعدها التراجع بسبب أسلوب اللعب مع الاعتماد على مهاجم واحد دون وجود مساندة هجومية من الأطراف، خصوصاً بعد إصابة ايغور»، مؤكداً أن المدرب العنبري كان يتحفظ كثيراً دفاعياً مع الاعتماد فقط على الهجمات المرتدة بدليل أن الفريق يجد صعوبة كبيرة أمام فرق أقل منه في المستوى مثل حتا والظفرة. من جهته، أكد مدير فريق النصر السابق خالد عبيد أن التراجع الذي حدث للشارقة في الفترة الأخيرة كان متوقعاً على الرغم من أن الفريق بدأ بداية جيدة، وكان متصدراً للدوري، لعوامل عدة من بينها أن المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون في الموسم الماضي أثر كثيراً عليهم هذا الموسم، لذلك فإن الفريق كان بحاجة إلى دكة بدلاء قوية والعمل على تدوير اللاعبين للمحافظة على أداء الفريق. وأضاف خالد عبيد: في تقديري أن الشارقة لا يلعب بطريقة دفاعية لكن لاعبيه يعتقدون دائماً أن بإمكانهم الوصول في أي لحظة للمرمى والتسجيل في مرمى منافسيهم، خصوصاً أمام الفريق الكبيرة، لكن مع مرور الوقت يبدأ اللاعبون بالاستعجال وعدم التركيز، مشدداً على أن الشارقة لديه لاعبون على مستوى عالٍ في الأطراف، لكن بات يفتقد إلى لاعب راس حربة صريح بعدما تنازل عن لاعبه السابق ريكارود غوميز الذي انتقل أخيراً إلى اتحاد كلباء على سبيل الاعارة. وأشار خالد عبيد إلى أن الشارقة يحقق نتائج إيجابية أمام الفرق الكبيرة أكثر منها أمام الصغيرة لأن الفرق الكبيرة تنتهج أسلوب اللعب المفتوح بعكس الفرق الصغيرة التي تلجأ إلى الطريقة الدفاعية، وتقوم بغلق المساحات وبالتالي يجد الشارقة صعوبة كبيرة عند مواجهتها.

وأكد خالد عبيد أنه يتوقع أن يعود الشارقة بقوة في أي لحظة كونه يملك مجموعة جيدة من اللاعبين، متمنياً ألا تكون هذه العودة بعد فوات الأوان.


28

نقطة رصيد الشارقة بعد الجولة 16 من دوري الخليج العربي، بفارق 8 نقاط عن شباب الأهلي المتصدر.

تويتر