السياحة الرياضية العربية.. ثروة مهدرة وفرص واعدة (4-4)

«خارطة طريق» لجذب السائـح الرياضي إلى بلاد العرب

صورة

تتنافس دول العالم على جذب السائح الرياضي، وتوفير متطلبات الزيارة الآمنة والمرفهة له، ما دفع دولاً عربية إلى اقتحام السباق بتنظيم أحداث رياضية كبرى، واستثمار المنشآت، والبنى التحتية التي يضاهي بعضها الملاعب والميادين والمضامير العالمية، فيما لا تزال دول أخرى تبحث عن خارطة طريق لجذب السائح الرياضي.

ويسعى العرب إلى تحويل وجهة السائح الرياضي من الغرب إلى الشرق، باللجوء إلى أفكار مبتكرة ومرنة، ترفع معدلات الزيارات الدولية للجماهير، بدءاً من إدراج السياحة الرياضية في هيكل الهيئات العامة لوزارات الشباب والرياضة العربية، مروراً بتسويق المنتج الرياضي في المعارض السياحية الدولية سنوياً، وتكثيف الفعاليات، والاهتمام بحلبات سباقات السيارات، وميادين الفروسية، ومسطحات الغولف الخضراء وألعاب الشاطئ، وانتهاء باستثمار شعبية الرياضيين ونجوم كرة القدم، وإشراكهم في خطط الدعاية السياحية، فضلاً عن توجيه الدعوات لمشاهير الرياضة العالميين، وحثهم على زيارة الدول العربية، وإغرائهم بشراء عقارات فيها. وقال رياضيون وخبراء في الترويج الرياضي لـ«الإمارات اليوم» إن السائح بحاجة إلى تسهيلات وعروض ترويجية تسهل من زيارته إلى الدول العربية لأغراض رياضية، يتقدمها منح التأشيرات للزوار مع تذاكر البطولات، مطالبين بخطط تسويقية ودعائية لشد أنظاره نحو الفعاليات الترفيهية ورياضات المغامرات، واقترحوا 20 توصية لتعزيز قيمة السياحة الرياضية العربية، على النحو التالي:

باندوني: لن تتقدم السياحة الرياضية دون أحداث كبرى.. ودبي النموذج

شدد المدير التنفيذي لشركة «غلوب سوكر»، العاملة في مجال كرة القدم، الإيطالي توماسو باندوني، على أن السياحة الرياضية العربية لن تتقدم من دون أن يتم التفكير في استضافة الفعاليات والأحداث الكبرى.
وقال باندوني لـ«الإمارات اليوم»: «من المهم جداً للدول التي ترغب في تطوير سياحتها الرياضية، أن تعمل على استضافة الفعاليات والأحداث الكبرى، من دون أن يكون التركيز منصباً فقط على كرة القدم، وإنما على بقية الرياضات مثل الفورمولا والسلة والتنس، وغيرها من الألعاب التي لها مشجعون ومهتمون في كل دول العالم، ويذهبون إليها حيث أقيمت».

وأضاف: «كما أن الاستضافة وحدها لن تكون كافية لتطوير السياحية العربية، وإنما لابد أن تكون هناك خطط تسويقية ودعائية تشد أنظار الاتحادات الدولية، والمنظمين للمؤتمرات والمنصات العالمية، ليثقوا بقدرة الدول المنظمة للأحداث الرياضية على تنظيم مثل هذه الفعاليات بدرجة عالية من الجودة والكفاءة، وهذه جزئية مهمة لشد أنظار السائحين وجذبهم».

وأوضح المدير التنفيذي لشركة «غلوب سوكر»: «لدينا نموذج متفرد في المنطقة العربية يتجسد في مدينة دبي، التي عملت على تلك الجزئيات، وأصبحت مسرحاً لاستضافة بطولات عالمية، ومؤتمرات عالمية، وفي مقدمتها مؤتمر دبي للاحتراف الذي يأتي إليه سنوياً العشرات من المشاهير في كرة القدم».

وتابع: «في عام 2015، حضر نجم برشلونة الإسباني، الأرجنتيني لونيل ميسي، ضيفاً على مؤتمر دبي للاحتراف، وظلت دبي عالقة في ذهنه لثلاث سنوات حتى أتى إليها قبل شهر في زيارة عائلية للاستمتاع، وهذا يؤكد أن الرياضة تلعب دوراً فعالاً لدعم السياحة من خلال مثل هذه المواقف».

وختم توماسو باندوني: «الآن السعودية بدأت تسير في نهج دبي الرياضي نفسه، وأصبحت تتجه إلى تنظيم البطولات والأحداث الرياضية العالمية، وهذا الأمر سيكون له تأثير مباشر في بقة الدول مستقبلاً».

توماسو باندوني: «السعودية بدأت تسير في النهج الرياضي نفسه لدبي، وأصيحت تتجه إلى تنظيم البطولات والأحداث الرياضية العالمية».


عمرو صدقي: البحر الأحمر «غير مستغَل» رياضياً

بدوره، قال رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب المصري، الدكتور عمرو صدقي، إن الدول العربية تمتلك الكثير من المعالم السياحية غير المستغلة بشكل صحيح في السياحة الرياضية.

وأوضح: «على سبيل المثال، يعتبر البحر الأحمر كنزاً للرياضات البحرية في مصر، حيث يمكن أن تكون هناك طفرة هائلة في حالة تنظيم مسابقات دولية لصيد الأسماك والغطس، والتزلج، إضافة إلى سباقات الزعانف، وسباحة المسافات الطويلة، ومن الضروري استغلال ما تتمتع به منطقة البحر الأحمر في تشييد حلبات لسباقات السرعة، مثل (الفورمولا 1)، التي تجتذب قطاعات عريضة من الجماهير، وعشاق سباقات السيارات، ولها تأثير هائل في السياحة عموماً، والرياضية بشكل خاص».


المدفع: السياحة الرياضية أبرز اهتمامات الشارقة

أكد رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة، خالد جاسم المدفع، أن «تنظيم أكثر من بطولة في أسبوع الشارقة للبطولات العالمية، الذي يشهد تنظيم بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة (الفورمولا1)، وبطولة العالم لسباقات الدراجات المائية، يكمن في تعزيز جوانب السياحة الرياضية، التي تعتبر أبرز محاور اهتمام إمارة الشارقة في ظل السعي إلى تعزيز مكانة الإمارة الرائدة وجهةً سياحيةً متميزةً على خريطة السياحة المحلية والإقليمية والدولية، بما ينسجم مع رؤية سياحة الشارقة 2021، الهادفة إلى جذب 10 ملايين سائح بحلول عام 2021».

ويشهد أسبوع الشارقة للبطولات العالمية، المقام حالياً في الشارقة، مشاركة 10 متسابقين ضمن سباقات الزوارق السريعة «الفورمولا1»، بالإضافة إلى 60 متسابقاً في سباقات الدراجات المائية، يمثلون 32 دولة، ويستعرضون قوتهم ومهاراتهم على ألقاب جولات ختام موسم بطولات العالم.

وأضاف المدفع: «نحن على ثقة بما ستضيفه هذه البطولات من بعد استراتيجي جديد ومتميز، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يتم فيها الجمع بين أكثر من بطولة عالمية، بهدف استقطاب نخبة من محبي الرياضات المائية حول العالم، خصوصاً فئة الشباب المحب للتحدي والتنافسية».

خالد جاسم المدفع: «الاهتمام بالسياحة الرياضية ينسجم مع رؤية الشارقة الهادفة إلى جذب 10 ملايين سائح بحلول عام 2021».


كاتيلا: عائدات «بولو الشاطئ» في دبي 20 مليون درهم سنوياً

أكد مؤسس بطولة بولو الشاطئ في دبي، سام كاتيلا، أن بطولة بولو الشاطئ تعد نموذجاً ناجحاً في مجال دعم السياحة الرياضية بدبي، خصوصاً أنها تدر عائدات مالية كبيرة تُقدر بـ20 مليون درهم سنوياً.
وقال لـ«الإمارات اليوم»: «في عام 2004، انطلقنا من دبي ببطولة بولو الشاطئ، وكانت أول بطولة في العالم من هذا النوع، وبعدها بعام واحد استعانت ولاية ميامي الأميركية بالفكرة، وطبقتها حتى أصبح لدينا 38 دولة تُمارس بولو الشاطئ حول العالم، وهذه الفكرة التي تبنتها دبي، أسهمت في الترويج السياحي لكل هذه الدول بشكل حقق لها عوائد مالية جيدة».

وأضاف: «بولو الشاطئ من الرياضات التي يُتابعها الأغنياء، وحينما يأتون خصيصاً لمشاهدة البطولة في دبي، أو أي مدينة أخرى، فإن حجم إنفاقهم يختلف عن السائح الرياضي العادي في أي نشاط آخر، وبالتالي جذبت تلك البطولة العديد من المستثمرين حول العالم، الذين ضخوا الكثير من الأموال لرعاية هذا الحدث بعدما بات حالياً ماركة عالمية».

وأوضح: «على سبيل المثال بطولة بولو الشاطئ في دبي، استقطبت شركة صينية كبرى لرعايتها لمدة ثلاث سنوات، وهذا أمر يؤكد أن العوائد التجارية لهذه الرياضة في تزايد، وهناك مستفيدون عديدون من تلك الرياضة، وفي مقدمها السياحة الرياضية».

وشدد مؤسس بطولة بولو الشاطئ في دبي، على أن السياحة الرياضية العربية تُعد أرضاً خصبة للاستثمار الجيد، لو تم استغلالها على النحو الأمثل، فالموقع الجغرافي للدول العربية، خصوصاً في منطقة الخليج ومصر وتونس والمغرب، يجعل وصول السائح من كل دول العالم إليها أمراً سهلاً، وبالتالي فإن أي نشاط رياضي يتم إعداده بصورة احترافية سيلقى النجاح الكبير ربما، على العكس من دول أخرى لا تتمتع بالمميزات نفسها التي تتمتع بها الدول العربية.

وتطرق كاتيلا إلى العوائق التي تواجه البطولة، قائلاً: «أكبر العوائق التي تحول دون تطور السياحة الرياضية، عدم قيام الحكومات بمنح الفرصة كاملة للشباب للعمل في هذا المجال وتطويره».

سام كاتيلا: «حجم إنفاق عشاق رياضة بولو الشاطئ يختلف عن السائح الرياضي العادي في أي نشاط آخر».


550 غرفة فندقية محجوزة في أبوظبي لمونديال الأندية

كشف مونديال الأندية (الإمارات 2018) الذي انطلق، أمس، عن أرقام سياحية - رياضية لافتة، أبرزها حجز 13 فندقاً في أبوظبي والعين لتغطية احتياجات الفرق المشاركة وأكثر من 550 غرفة تم حجزها، فضلاً عن توقعات بحضور نحو 153 ألف مشجع لمتابعة المباريات، بحسب اللجنة المنظمة للحدث.

وتعكس الأرقام حجم الفائدة المالية التي ستحققها حركة السياحة الرياضية جراء استضافة البطولة المقامة حالياً في أبوظبي والعين.


توصيات تعزّز قيمة السياحة الرياضية عربياً.. وتجذب الزائر الدولي

1. إدراج السياحة الرياضية في هيكل وزارات الشباب والرياضة.

2. استضافة الأحداث الدولية الكبرى، وإدراجها في خطط دعم المناطق الأثرية والمعالم السياحية.

3. تسهيل منح التأشيرات وتوفيرها للزوار مع تذاكر البطولات.

4. تسويق المنتج الرياضي في المعارض السياحية الدولية سنوياً.

5. إنشاء مدن رياضية متكاملة بمواصفات عالمية تجذب معسكرات الأندية والمنتخبات.

6. تنظيم مؤتمرات ومهرجانات تضم مشاهير الرياضة، على غرار مؤتمر دبي للاحتراف.

7. توفير تسهيلات إلكترونية تضمن للزائر حجز الطيران والفندق وتذاكر المباريات عبر صفحة واحدة.

8. الاهتمام برياضات المغامرات والترفيه، التي تكون ذات قيمة لدى الزوار الدوليين.

9. إنشاء حلبات لسباقات السيارات، وميادين الفروسية، ومسطحات الغولف الخضراء وألعاب الشاطئ.

10. استثمار شعبية نجوم كرة القدم وإشراكهم في خطط الدعاية السياحية.

11. توجيه الدعوات لمشاهير الرياضة العالميين، وإغراؤهم بشراء عقارات فيها.

12. الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتحسين نوع الخدمة المقدمة للزائر الرياضي.

13. اكتساب ثقة منظمة السياحة العالمية والاتحادات الدولية وروابط الدوريات الأوروبية.
14. استضافة المباريات الجماهيرية والديربيات العالمية، مثل كؤوس السوبر وبطولة العالم للأندية.

15. تشجيع السياحة الداخلية بتنظيم الفعاليات المجتمعية مثل الجري وتحدي اللياقة.

16. توفير دليل فعاليات سنوي على موقع إلكتروني بمختلف لغات العالم.

17. فتح الباب أمام فرص الاستثمار ومرونة القوانين والتشريعات.

18. الاطلاع على نماذج آسيوية وأوروبية متميزة، مثل دبي وسنغافورة وإسبانيا وفرنسا وأميركا.

19. قياس الأثر الاقتصادي للسياحة الرياضية في أغلب الدول العربية.

20. تقديم فرص أكبر للشباب وإشراكه في المشروعات الرياضية.

• حلبات الفورمولا 1 وميادين الفروسية ومسطحات الغولف الأكثر جذباً للزائر الدولي.

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر