أوروبا الأكثر تنظيماً للعرس الكبير بـ 17 مناسبة.. وإفريقيا «خارج التغطية»

المدينة العربية الأولمبية.. و«الملف المفقود»

تثير دورة الألعاب الأولمبية، كل أربع سنوات، جدلاً واسعاً بين الجماهير والمسؤولين عن الرياضة العربية، وتطفو على السطح مطالبات وأحلام وتساؤلات، يتصدرها: متى نحتفل بالعرس الرياضي في مدينة عربية تكون قادرة على إبراز حضارتها، وثقافتها، وتستعرض إمكاناتها التنظيمية، لحدث يستقبل أكثر من 10 آلاف رياضي دفعة واحدة؟ وهل تمتلك مدن عربية منشآت ومرافق وخدمات بمواصفات أولمبية؟ وهل نشهد طفرة في العمل الرياضي مستقبلاً، يقود إلى تنظيم أولمبياد عربي عام 2032، بعد أن تم حجز الدورات الثلاث المقبلة لطوكيو اليابانية 2020، وباريس الفرنسية 2024، ولوس أنجلوس الأميركية 2028؟

وقال وزراء شباب ورياضة عرب، لـ«الإمارات اليوم»، إن «28 دورة أولمبية مرت من عمر التظاهرة الرياضية الكبيرة، التي تحتاج إلى عمل كبير، على صعيد المنشآت والبنية التحتية، وإنفاق مالي ضخم»، مشيرين إلى أنه «آن الأوان للتفكير جدياً، والاستعداد منذ الآن لتنظيم الحدث، من خلال الإيمان بالقدرات والمؤهلات العربية، والتحلي بالجرأة مهما بلغ حجم الدورة».

وأوضحوا أن «الحظوظ العربية باتت أكبر من السابق لإعداد (الملف المفقود)، خصوصاً أن العرب موجودون حالياً بشكل قوي ومؤثر داخل المنظمات والاتحادات الدولية الرياضية، ويشغلون مناصب مهمة، ولديهم قدرات في الدبلوماسية الرياضية، الأمر الذي يدعم ترشيحات عربية مستقبلاً، لاحتضان دورة 2032، حال أرادت مدينة عربية ذلك».

ولم يسبق لأي مدينة عربية أن استضافت الدورة الأولمبية، في وقت نظمته 24 مدينة مختلفة حول العالم في 19 دولة، وتعتبر قارة أوروبا الأكثر استقبالاً للألعاب بـ(17 دورة)، وأميركا الشمالية (سبع دورات)، وآسيا (أربع دورات)، وأميركا الجنوبية (دورة واحدة)، وأستراليا (دورتان)، وباتت قارة إفريقيا الوحيدة التي لم تحظَ بشرف الاستضافة.

ورشح الوزراء مدناً عربية عدة لاستضافة الحدث التاريخي، تتقدمها إمارة دبي، وقالوا إن «دانة الدنيا قادرة على استضافة أي تظاهرة رياضية، مهما كان حجمها، بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة، وشبكات الطيران والمال والأعمال، والطرق والمواصلات، والعلاقات الدولية المتينة مع المسؤولين في اللجان الأولمبية والدولية والاتحادات والمنظمات الكبرى، فضلاً عن أمور لوجستية أخرى من منشآت ومرافق رياضية».

«الإمارات اليوم» تسلط الضوء على «الملف المفقود»، مع وزراء ومسؤولين رياضيين وأبطال أولمبيين من 10 دول عربية، وتبحث في فكر اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية، وتكشف عن أسس وآلية اختيار المدن الفائزة بالاستضافة، وترصد الركائز التي ستعزز قوة الملف العربي، حال أرادوا التنظيم، وذلك في أربع حلقات.


وزراء شباب ورياضة عرب: نمتلك المدن المؤهلة لاسـتضافة الأولمبياد.. دعونا نجعل الحلـم واقعاً في 2032

خالد عبدالعزيز : العرب قادرون إذا منحت الأولمبية الدولية حق الاستضافة للدول وليـــس المدن

قال وزير الشباب والرياضة المصري، المهندس خالد عبدالعزيز، إن «العرب سيصبحون مؤهلين لاستقبال دورة الألعاب الأولمبية، عندما يتم منح حق الاستضافة للدول وليس للمدن، بمعنى أن مصر قادرة على ذلك في حال إطلاق اسم الدولة على الاستضافة وليس القاهرة، وبذلك تكون مجموعة مدن مثل القاهرة وشرم الشيخ والإسكندرية والأقصر وأسوان والغردقة، قادرة على استضافة الحدث».

- من الصعب استضافة الحدث الكبير في مدينة عربية واحدة تستوعب 28 لعبة أولمبية.

- على العرب أن يكونوا جاهزين للاستضافة في حال تغير فكر اللجنة الأولمبية الدولية.

- اللوبي الغربي لن يتدخل لحجب العرب وهناك دول بدأ يتكرر تنظيمها للدورة.

وأوضح أنه «من الصعب عربياً استضافة الحدث الكبير في مدينة واحدة، تستوعب نحو 28 لعبة أولمبية، في ظل تنوع بيئة تلك الألعاب، فالمطلوب ملاعب وصالات مغطاة، ومسابح ومضامير من نوع خاص، وبمواصفات تناسب تلك الألعاب».

ودعا وزير الشباب والرياضة المصري العرب إلى الاستعداد والإيمان بقدراتهم على الاستضافة مستقبلاً، وقال إن «على العرب الاستعداد منذ الآن لخطوة الاستضافة، وأن يكونوا جاهزين لها في حال تغير فكر اللجنة الأولمبية الدولية، بإطلاق اسم الدولة وليس المدينة على من ينظم الأولمبياد».

وأضاف «لا أعتقد أن اللوبي الغربي سيتدخل لحجب العرب عن الاستضافة، لاسيما أن هناك دولاً مثل أميركا بدأت تكرر استقبال الحدث على أراضيها، فيما تفكر اللجنة الأولمبية الدولية في منح شرف الاستضافة لدول أخرى، إذ نظمت الدورة في مختلف القارات، باستثناء إفريقيا التي لم تستقبل الحدث في تاريخها».

وختم «في الدورات القديمة للألعاب الأولمبية، لم تكن هناك عوائد مالية من تنظيم الأولمبياد، لكن الآن تطور الزمن، ومن الممكن الحصول على مردود من النقل التلفزيوني، وفوائد سياحية واستثمارية تعود بالفائدة على الدول المضيفة للحدث».


ماجدولين الشارني : دبي من أهم المدن العربية المؤهلة لتنظيم الأولمبياد

شددت وزيرة شؤون الشباب والرياضة التونسية، ماجدولين الشارني، على قدرة مدن عربية على استضافة الأولمبياد، وقالت إن «حظوظنا باتت أكبر من السابق، لأن العرب موجودون حالياً بشكل قوي ومؤثر داخل الاتحادات الدولية ويشغلون مناصب مهمة، ولديهم قدرات في الدبلوماسية الرياضية».

- لماذا لا نصنع ملفاً عربياً مشتركاً للاستضافة تتكامل فيه القدرات والأفكار والرؤى.

- العرب موجودون حالياً بشكل قوي ومؤثر في الاتحادات الدولية ويشغلون مناصب مهمة.

- الصين أنفقت 33 مليار دولار على «بكين 2008».. و«أثينا 2004» كلفت اليونان 2% من حجم اقتصادها.

وأضافت «لقد زرت دبي أخيراً، وشاهدت حجم التطور في البنى التحتية والطرق والمواصلات والخدمات والفنادق، واطلعت على ترتيبات استضافة الحدث العالمي (إكسبو 2020)، وأعتقد أن دبي من أهم المدن القادرة على استضافة دورة الألعاب الأولمبية، لامتلاكها كل المقومات».

وتطرقت الوزيرة التونسية إلى فكرة التنظيم المشترك للحدث الكبير، وقالت «لماذا لا يكون هناك ملف عربي مشترك، تتكامل فيه القدرات والأفكار والرؤى، وأعتقد أن فكرة التنظيم المشترك بين مدن عربية ستكون ناجحة، وعلى سبيل المثال أن تنظم الحدث مدن تونس والجزائر ومراكش في المغرب العربي، أو دبي والرياض والمنامة في الخليج، حيث تتكامل الخبرات التنظيمية والإمكانات المالية وتتوزع المهام».

وعن الميزانية التقديرية لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية، قالت الشارني إن «دورة بكين 2008 كلفت الصين 33 مليار دولار، على صعيد البنية التحتية والمنشآت، وعلى مستوى التنظيم، أما دورة أثينا 2004 فكلفت اليونان 2% من حجم الاقتصاد في البلاد، لكن تبقى العوائد السياحية والاقتصادية ودفع عجلة الاستثمار الأهم».

وختمت «يجب أن يواصل العرب تمكين علاقاتهم مع الاتحادات الرياضية الدولية، وإعداد برامج كاملة لبناء وتطوير وصيانة المنشآت الرياضية، وإقناع القطاع الخاص بالمشاركة في العمل الرياضي، وأن نمتلك الجرأة، ونؤمن بقدراتنا، لذا أتمنى أن يتحقق الحلم، ويستضيف العرب أولمبياد 2032».


رشيد الطالبي : هذه المدن الأقدر على التنظيم.. ودبي حاضرة بقوة

أكد وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي، أن «هناك مجموعة من المدن العربية، التي عرفت تحولات كبرى على مستوى البنى التحتية، والتجهيزات المطلوبة لاستضافة تظاهرات كبرى بحجم دورة الألعاب الأولمبية، منها: مراكش (المغرب)، ودبي (الإمارات)، والقاهرة (مصر)، والمنامة (البحرين)، والرياض (السعودية)».

- على العرب أن يؤمنوا بقدراتهم وأن يتحلوا بالجرأة مهما كان حجم التظاهرة.

- المغرب حددت هدفاً أمامها لاستضافة كأس العالم 2026 وقدمت الملف رسمياً إلى «فيفا».

- نحلم بأن تكون الدورة الأولمبية 2032 عربية ونتمناها أن تقام في دبي.

وقال إن «هذه المدن متقدمة، خصوصاً دبي، التي تطورت كثيراً خلال الـ15 سنة الماضية، وتستحق وبقوة أن تحظى بشرف التنظيم متى أرادت ذلك، وأعتقد أن الحلم العربي متوقف على الدول العربية نفسها، وأنا مؤمن بأن لدينا كل المؤهلات، لذا نحلم بأن تكون دورة 2032 عربية، ونتمناها أن تقام في دبي ليتحقق الحلم».

وأضاف وزير الشباب والرياضة المغربي: «على العرب عموماً أن يثقوا بقدراتهم وإمكاناتهم، وأن نمتلك الجرأة مهما كان حجم التظاهرة».

وعن الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه العرب في الترشح لتنظيم العرس الرياضي، قال الطالبي: «لو قرأنا الميزانيات من جانب الصرف سيكون الأمر خطأ، لأن تظاهرة من هذا النوع تعتبر مناسبة كبيرة لتعبئة الرأي العام والأمة العربية، ولدينا حق أن نفرح مرة في استقبال مثل هذه التظاهرات، وأعتقد أن دول الغرب عندما تستضيف المحافل الكبرى لا يكون هدفها الربح أو الخسارة المادية بقدر خلق لحمة بين الشعب والرأي العام والمواطن داخل البلد، وكل هذا كلفته صغيرة جداً مهما بلغ حجم الصرف».

وختم «نحن في المغرب حددنا هدفاً أمامنا لاستضافة كأس العالم 2026، وكل تركيزنا على ذلك وقدمنا الملف رسمياً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إذ سننافس ملفاً واحداً مشتركاً بين أميركا وكندا والمكسيك، ونأمل الفوز بالاستضافة».


طلال بن بدر: مستعدون للوقوف وراء أي مدينة عربية تفكر في الاستضافة مستقبلاً

أكد رئيس المجلس الرياضي العربي، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية العربية، الأمير السعودي طلال بن بدر بن سعود آل سعود، أن أولى خطوات التفكير في استضافة الأولمبياد، يجب أن تتجه للفكر الاقتصادي بتحويله من الخسارة إلى المكسب.

- الدول العربية لا ترغب في وجود بعثة الكيان الصهيوني على أرضها.

- من الصعب أن نستضيف الأولمبياد طالما بقيت نظرة الخسارة المالية قائمة.

- هناك ضعف عربي في المنظومة الإدارية يستحيل معه نجاح فكرة التنظيم المشترك.


للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

وقال إن «الاستضافة صعبة طالما بقيت نظرة الخسارة المالية من تنظيم الأحداث الدولية قائمة كما هي، دون أن نحولها إلى صناعة نحقق من ورائها عوائد مالية كبيرة كما تفعل معظم الدول، خصوصاً أن استضافة حدث مثل الأولمبياد تحتاج إلى مبالغ كبيرة تتخطى 25 مليار دولار، دون عائدات مالية متوقعة».

وأضاف «اتحاد اللجان الأولمبية العربية مستعد للوقوف بكل جهوده وإمكاناته، وراء أي مدينة عربية تفكر مستقبلاً في استضافة الحدث العالمي».

وعن فكرة التنظيم المشترك، قال الأمير طلال بن بدر إن «واقعنا العربي يؤكد أن هناك ضعفاً في المنظومة الإدارية، التي يستحيل معها نجاح فكرة التنظيم المشترك، خصوصاً أنها ستكون السابقة الأولمبية الأولى عبر التاريخ، وتحتاج إلى تنظيم وتنسيق عاليي المستوى، تتضاعف فيهما الجهود قياساً بتنظيمها في مدينة أو دولة عربية بمفردها، لذلك لا أميل على الصعيد الشخصي لفكرة التنظيم العربي المشترك للأولمبياد».

وحول الأسباب التي حالت أمام العرب دون استقبال الأولمبياد في السنوات الماضية، قال إن «الأسباب كثيرة بعضها اقتصادي وآخر سياسي وأمني، لأن واقع الكثير من أوطاننا العربية تعرض لمثل هذه المشكلات في السنوات العشرين الماضية، التي استحالت معها فكرة الإقدام على تلك الخطوة، إضافة إلى الرغبة العربية المشتركة لعدم إجبارها على استضافة بعض البعثات التي لا ترغب في وجودها على أرضها، وأقصد تحديداً الكيان الصهيوني».

تويتر