رياضيون: الأخطاء التحكيمية لن تختفي
هل التحكيم منحاز لفريق معين في الدوري
وضع رياضيون علامات استفهام على أداء التحكيم في دوري الخليج العربي لكرة القدم خلال الجولات الماضية، وخرجت تصريحات تشكك في نزاهة التحكيم، وتتساءل عن الاخطاء التحكيمية، وتأثير الصافرة على نتائج المباريات فيما إذا كانت منحازة لفرق معينة دون غيرها.
|
• اللاعب يستعد في معسكر مغلق، بينما الحكم يتوجه من الدوام إلى المباراة. • لا يوجد حكم يتعمد ارتكاب الأخطاء، أو لا يرغب في إدارة المباراة بشكل صحيح. • الأخطاء لن تختفي، وعلى الأندية تسجيل موقف برسالة رسمية للمختصين. • اللاعبون لديهم القدرة على كسب ودّ الحكام من خلال تقبّل القرارات. سالم حسن: تعبنا من الأخطاء التحكيمية.. والآمال معقودة على «تقنية الفيديو»
قال مشرف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الظفرة، سالم حسن، إن فريقه «تعب» من أخطاء الحكام المتكررة والتي لعبت دوراً كبيراً في احتلال الفريق المركز قبل الأخير ببطولة الدوري، بسبب خسارته عدداً من المباريات نتيجة أخطاء تحكيمية مؤثرة، معرباً عن أمله في أن تساعد الإعادة التلفزيونية الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة بدلاً من الوقوف في أخطاء مؤثرة تغير من مجرى المباريات. واستبعد سالم في حديثه لـ«الإمارات اليوم» أن يكون هناك ترصّد من قبل الحكام ضد فريق الظفرة بسبب الشكاوى التي يقدمها ضد الحكام في المباريات التي يقع فيها ظلم تحكيمي على فريقهم، وقال: «أنا متأكد أن الحكام لا يمكن أن يتعمدوا الأخطاء، لكن هناك ما يمكن وصفه بالتراخي حينما يديرون المباريات التي لا يكون طرفاها أندية المقدمة». وأضاف: «الحكم حينما يدير مباراة لأندية مثل العين والوصل، فإنه يكون في كامل تركيزه لأنه تحت ضغط الجمهور، بينما تجده متراخياً حينما يدير مباريات لنادي الظفرة وحتا والأندية الأخرى، بالنسبة لنا فقد تعبنا من الحديث عن أخطاء الحكام، وندرك أنها جزء من اللعبة ولكن نريد الإنصاف. أتمنى أن تطبق الإعادة التلفزيونية بطريقة تعطي كل ذي حق حقه، وألا يكون مصيرها مثل الحكم الإضافي». واستشهد مشرف فريق الظفرة بخسارتهم أمام الوصل بثلاثية نظيفة في الجولة الثامنة، موضحاً أن مدافع فريق الوصل عبدالرحمن علي سجل هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 17 بعد أن ارتكب مخالفة ضد لاعب الظفرة علي إبراهيم، قبل قيامه بتسجيل الهدف، كما أشار إلى أن خسارتهم أمام حتا في الجولة التاسعة بهدفين مقابل خمسة كانت بسبب أخطاء تحكيمية، وأن مهاجم حتا ماهر جاسم سجل هدف التقدم مستخدماً يده بدلاً عن رأسه. الوصل: الأخطاء التحكيمية يتضرر منها الجميع
أكد مصدر في نادي الوصل أن «الإمبراطور» يكنّ كل الاحترام والتقدير للحكام، مشيراً إلى أن النادي لا يقبل التشكيك في نزاهة الحكام. وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «الأخطاء التحكيمية يتضرر منها جميع الأندية، وفي بعض الجولات تستفيد أندية بينما ستضرر في الجولات التالية، إذ إن الأخطاء ليست ثابتة ضد فرق معينة أو مع فرق أخرى كما يدعي البعض». وأضاف: «نطلب من الجهاز الفني واللاعبين عدم التركيز على الجوانب التحكيمية، وأن يكون التركيز الأكبر داخل الملعب بتنفيذ خطة المدرب، وتقديم المتعة وإسعاد الجمهور الوصلاوي». |
وكان المدير الفني السابق لفريق شباب الأهلي دبي، الروماني أولاريو كوزمين، قد وجّه انتقادات حادة إلى التحكيم، عقب مباراة فريقه أمام النصر في الجولة التاسعة من دوري الخليج العربي، إذ أكد أن فريقه كان يستحق ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، لكن الحكم تغاضى عنها، موضحاً: «أتمنى أن نحصل على احترام أكثر من حكام المباريات، خصوصاً أننا تعرضنا للكثير من الأخطاء في الفترة الماضية، والتي كانت من أسباب خسارتنا للعديد من النقاط».
وتساءل كوزمين الذي رحل عن شباب الأهلي أخيراً: «لماذا لا نستفيد من التكنولوجيا المتقدمة في إدارة المباريات بما يسهم في تقليل أخطاء التحكيم وتطوير كرة القدم الإماراتية؟».
وقال رياضيون لـ«الإمارات اليوم» إنه يجب الاعتراف بأن الأخطاء موجودة، وحدثت في بداية الموسم الحالي مع أندية أكثر من غيرها، ما دفع الكثيرين إلى وضع علامات استفهام على أداء الصافرة، لكنهم رفضوا التشكيك في نزاهة الصافرة الإماراتية، التي وصفوها بأنها ضمن الأفضل خليجياً وعربياً وآسيوياً.
وقال مدير فريق الكرة بنادي الوحدة عبدالباسط محمد الحمادي: «الوحدة من أكثر الفرق تضرراً من أخطاء الحكام في معظم مبارياته، خصوصاً في مباراتي الوصل والعين اللتين خسرهما الفريق بأخطاء تحكيمية مؤثرة شهد بها الجميع، وتعرض فيهما لظلم واضح، والفريقان هما المنافسان للوحدة حتى الآن في قمة الدوري، واستفادا بالقطع من هذه الأخطاء، ولو لم تكن هذه الأخطاء التي تسببت في خسارة الوحدة لهاتين المباراتين لخرج الوحدة متعادلاً على أقل تقدير إن لم يكن هو الفائز بالنقاط الست لهما، ولتغير موقع الفريق الآن في جدول ترتيب المسابقة، وصعد إلى قمة الدوري التي كان الأحق بها طوال الفترة الماضية، وفي الوقت نفسه كان منافساه الوصل والعين قد خسر كل منهما نقطتين على أقل تقدير».
وأضاف: «لا نستطيع تحديد أسباب تعرّض الوحدة للظلم التحكيمي في معظم مبارياته».
وقال: «إذا كان التحكيم يعمل على توجيه درع الدوري إلى نادٍ معين فيُسأل عن ذلك القائمون على أمر التحكيم، وهذا لا يمنعنا من القول بأن الجولة التاسعة من بطولة دوري الخليج العربي كانت هي الأفضل والأنجح تحكيمياً منذ انطلاق المسابقة حتى الآن، وقلت فيها الأخطاء المؤثرة التي تغير من نتائج المباريات بشكل واضح جداً، ولم نشهد الشكاوى أو الاحتجاجات التي كنا نراها بعد نهاية كل جولة من معظم فرق الدوري، وأتمنى أن يظل الأداء التحكيمي على ذلك في الجولات المقبلة للدوري، وأن تظل الأخطاء المؤثرة في نتائج المباريات قليلة قدر المستطاع مع يقيننا بأن الأخطاء لن تنتهي».
من جهته، أكد عضو المكتب التنفيذي رئيس اللجنة الفنية في لجنة دوري المحترفين لكرة القدم، عبدالحميد المستكي، أن التحكيم الإماراتي لا غبار عليه، موضحاً أن الأخطاء تحدث في جميع أنحاء العالم، وقال: «لن أتحدث عن حالات بعيدة، وإنما الأسبوع الحالي شهدت قمة في الدوري الإسباني بين فالنسيا وبرشلونة عدم احتساب هدف صحيح 100% لمصلحة نجم (البلوغرانا)، الأرجنتيني ليونيل ميسي، رغم أن كرته دخلت المرمى، وتخطت الخط تماماً بكامل هيأتها، لكن لم يتم احتساب الهدف، وخسر برشلونة نقطتين في صراع المنافسة في لقب الدوري الإسباني، ونحن هنا نتحدث عن أحد أقوى الدوريات على مستوى العالم، ولكن رغم ذلك لا يخلو من الأخطاء التحكيمية».
وأضاف: «سأتحدث عن مثال آخر قريب هو الحكم يعقوب الحمادي الذي أدار مباراة في الدوري السعودي وتلقى إشادة بطريقة إدارته للمباراة، ما يوضح حجم الثقة التي يحظى بها التحكيم الإماراتي، سواء في المباريات القارية أو من الدول المجاورة».
وتابع: «مستعد أن أتعاقد شخصياً مع عدد من الحكام لإدارة مباريات في دوري الخليج العربي إذا وجدت حكاماً لا يرتكبون أخطاء في إدارتهم للمباريات، إذ إنه صراحة يجب الابتعاد عن هذه النغمة، كما أننا نرفض تماماً توجيه اتهامات باطلة للحكام».
وأشار المستكي إلى أن المدرب واللاعب يخطئان أيضاً مثلما يرتكب الحكم الأخطاء، لكن لا يتم النظر إلا إلى أخطاء الحكام، وقال: «لا يوجد حكم يتعمد ارتكاب الأخطاء، أو لا يرغب في إدارة المباراة بشكل صحيح، ولكن ما أراه يحتاج إلى تصحيح هو منظومة الحكام في الأساس».
وأوضح: «اللاعب يستعد للمباراة بالدخول في معسكر مغلق، وتوفير حالة تركيز كاملة له، في المقابل يتوجه الحكم من الدوام إلى المباراة بعد يوم شاق، ومطلوب منه أن يكون في كامل تركيزه وألا يرتكب الأخطاء، وأن يتخذ قرارات في جزء من الثانية بصورة صحيحة، علماً أنه يكون في كثير من الأحيان يقود سيارته مسافات طويلة، ويزداد الضغط والإرهاق عليه في يوم المباراة».
وزاد: «جميع الدوريات في العالم إضافة إلى البطولات الكبيرة بدأت تتجه إلى تقنية الفيديو، التي يعتمد عليها المحللون في تحليل أداء الحكام بعد إعادة اللعبة أكثر من مرة، وأعتقد أن هذه التقنية ستمنح الحكام فرصة لتقليل الأخطاء بصورة كبيرة».
وتوجه عضو المكتب التنفيذي رئيس اللجنة الفنية في لجنة دوري المحترفين لكرة القدم برسالة إلى المدربين حول انتقاداتهم للحكام، وقال: «أتمنى من المدربين أن تكون لديهم الشجاعة للاعتراف بأنهم استفادوا من الحكام عندما يتم احتساب هدف غير صحيح أو ركلة جزاء ليس لها أساس من الصحة، أو إلغاء هدف صحيح للمنافس، مثلما يتحدثون عن الأخطاء التي يتم ارتكابها ضد أنديتهم، حيث إننا لا نشاهد المدربين يتحدثون عن المواقف التي استفادوا فيها من قرارات الحكام، بينما تعلو أصواتهم في الحالات الأخرى التي ضدهم».
من جانبه، قال لاعب المنتخب الوطني ونادي الوحدة السابق ياسر سالم، إنه من المستحيل أن يكون هناك تعمد من الحكام في ارتكاب الأخطاء خلال إدارة المباريات، أو مجاملة فرق بعينها على حساب الأندية الأخرى، مؤكداً أنه لا يجوز توجيه هذا النوع من الاتهامات للحكام.
وأوضح: «يجب أن نعترف بأن هناك أخطاء تحكيمية كارثية، لكن في المقابل سنجد أن جميع الفرق استفادت من هذه الأخطاء بنسب متفاوتة، مع الاعتراف بأن بعض الأندية تعرضت لعدد أكبر من الأخطاء، لكن كما ذكرت ليس من المقبول التشكيك في نزاهة الحكام».
وتابع: «هذه النغمة التي نسمعها من المدربين بأن الحكام يتربصون بأنديتهم هي نغمة مرفوضة، لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على اللاعبين داخل الملعب، ويجعلهم يخوضون المباريات وهم متحفزون للحكام، ويكون هناك حالة شحن سلبي، حتى إنه إذا اتخذ الحكم قراراً صحيحاً يكون هناك اعتراض من اللاعبين من دون داعٍ، بسبب الخلفيات والتصريحات السلبية من المدربين أو الإداريين».
ونفى سالم أن التحكيم يلعب دوراً في توجيه لقب الدوري لمصلحة فريق بعينه، وقال: «الفريق الذي سيفوز بلقب الدوري سيحصل عليه عن جدارة واستحقاق، بعد المجهود الذي سيبذله على مدار الموسم، وحتى في حال استفادة هذا الفريق من الأخطاء في مباراة أو مباراتين، ففي المقابل سنجد أن هذا الفريق تعرض لحالات عكسية في مباريات أخرى».
وأشار إلى أن المدربين يركزون على أخطاء التحكيم ويتناسون الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون داخل الملعب، أو مسألة إهدار الفرص، إذ إن الجميع يرتكب الأخطاء، لكن في النهاية يكون التركيز على الأخطاء التحكيمية.
وأوضح أن «الأخطاء لن تختفي، والمطلوب من الأندية تسجيل موقف رسمي عندما تحدث أخطاء وذلك برسالة رسمية للمختصين، وليس من خلال التصريحات الإعلامية، بينما يضع المدرب يده على الأمور الأخرى التي تخص الفريق، ففي النهاية يكون تفوق أي فريق لأن قدراته أفضل من المنافس، وأنه أكثر تركيزاً وتوفيقاً في المباراة».
ووجّه سالم رسالة إلى لجنة الحكام قائلاً: «نتمنى من اللجنة التكاتف للحد من ظاهرة الأخطاء التحكيمية، خصوصاً أنه بالفعل تبدو الأخطاء في الموسم الحالي أكثر من المواسم الماضية».
من جانبه، أكد لاعب المنتخب الوطني ونادي الوصل السابق فهد عبدالرحمن، أن الأخطاء التحكيمية ليست مؤثرة في نتائج المباريات، لافتاً إلى أن اللاعبين هم من يتحمّلون الجزء الأكبر من النتائج، وذلك من خلال الأخطاء التي يرتكبونها.
وقال: «إذا وضعنا نسباً للأمور التي تؤثر في نتائج المباريات، فسنجد أن اللاعبين يحتلون المركز الأول في الأمور الأكثر تأثيراً، لأنهم داخل الملعب وهم الذين يتحكمون في المباريات، بينما يأتي بعدهم المدربون الذي يضعون الخطط ويقومون بإجراء التبديلات، وكلها عوامل مؤثرة، قبل النظر إلى أخطاء الحكام».
وتحدث عبدالرحمن عن الأخطاء التحكيمية، وقال: «أعتقد أنه لا يوجد حكم أكثر شهرة في الدولة من علي بوجسيم، الذي تسبب في ضياع الدوري والكأس على الوصل في أحد الأعوام، لكن في النهاية الحكام بشر ومعرضون لارتكاب الأخطاء».
وأضاف: «اللاعبون لديهم القدرة على كسب ودّ الحكام من خلال تقبّل القرارات، خصوصاً عندما يكون القرار صحيحاً، ويعترف اللاعب للحكم ويعتذر له، ستجد أن الحكم قد أصيب بالإحراج من اللاعب ولن يكون هناك موقف سلبي بين الطرفين».
وتابع: «أرى أن الحكام ضمن المنظومة بأكملها التي أسهمت في فوز دوري الخليج العربي بلقب أفضل دوري في آسيا في آخر موسمين، إذ إن النجاح يكون بسبب الجميع، مثلما يكون الجميع أيضاً شريكاً في السلبيات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

