يفتح الباب لاحتفاظ الأندية بالمواهب الشابة

رياضيون: «سقف الرواتب» يحقق نقلة نوعية لدوري «الهواة»

صورة

أكد رياضيون أن نجاح تطبيق قرار تحديد سقف رواتب اللاعبين المواطنين، الذي أعلن عنه اتحاد كرة القدم أخيراً، سيسهم في تحقيق نقلة نوعية مضافة لتطوير المردود العام لدوري الدرجة الأولى «الهواة» في جميع جوانبه، إذ سيجعل تركيز اللاعبين بصورة أكبر على تطوير مستوياتهم الفنية أكبر من التفكير بالأمور المادية، بعد تأمين عامل العدالة بين جميع اللاعبين.

40

ألف درهم، هو أعلى راتب شهري للاعب محترف، في دوري الدرجة الأولى، حسب لائحة سقف الرواتب.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن القرار سيقلل من نزوح لاعبي الدرجة الأولى باتجاه أندية المحترفين بحثاً عن المغريات المادية، وإنه يسهم في أن تتمتع بطولة الهواة بنقلة نوعية رفيعة المستوى خلال المواسم القليلة المقبلة، قد تؤدي الى احتراف البعض منهم في الدوريات خارج الدولة، وأكدوا أن نجاح تطبيق القرار يحتاج إلى تعاون الأندية في ما بينها، كشرط أساسي لنجاحه، وأن التوعية الرياضية بأهمية القرار من الأساسيات المهمة لتطبيقه بشكل سليم.

وحدّد قرار سقف الرواتب الجديد 2.5 مليون درهم كأعلى راتب سنوي للاعب محترف، خلال الموسم الكروي الواحد، ضمن الفئة الأولى بدوري الخليج العربي، فيما يصل راتب اللاعب المحترف ضمن الفئة الثانية إلى 1.8 مليون درهم، والفئة الثالثة 1.2 مليون درهم، والفئة الرابعة لا يزيد على 600 ألف درهم، وحددت اللائحة الجديدة أيضاً 40 ألف درهم كأعلى راتب شهري للاعب محترف، في دوري الدرجة الأولى.

واعتبروا أن القرار سيفيد الكثير من اللاعبين الذين لم يجدوا فرصة اللعب وجلسوا على مقاعد البدلاء وبمثابة إنقاذ لهم، وسيجعلهم يفكرون في الانتقال لأندية أخرى لضمان المشاركة في المباريات بصفة أساسية في ظل أن الأمور المادية متساوية في جميع الأندية، فضلاً عن أن تخفيض رواتب اللاعبين قد يدفعهم إلى تطوير مستوياتهم للاحتراف الخارجي.

من جهته، اعتبر المدرب المواطن لنادي الذيد محمد سعيد الطنيجي، القرار مفيداً في حال تطبيقه بشكل دقيق وأنه سيمنح المدربين، خصوصاً المواطنين فرصاً أكبر للنجاح، خصوصاً أن القرار سيؤمن انتقال اللاعبين الجيدين الى الأندية ذات الإمكانات المادية المحدودة، موضحاً: «تحديد سقف الرواتب سيكون له دور ايجابي فاعل على مستوى المردود الفني الذي ستقدمه أندية الهواة، وسيقود إلى تحقيق نقلة نوعية بشكل مؤكد، والسبب أن اللاعبين المتميزين فنياً وبدنياً سيتم توزيعهم في كل الأندية، ولن يقتصر وجودهم على الأندية ذات الإمكانات المادية العالية».

وتابع: «مشكلة الرواتب قلصت في السابق من طموحات الأندية، بسبب عدم تمكنها من دفع رواتب مجزية لبعض اللاعبين، وبالتالي أثرت في طموحات الأندية، ما دعا البعض من أندية الهواة إلى الاعتماد على اللاعب المعروض من الناحية المادية منخفضة الكلفة على حساب اللاعب ذي القيمة الفنية، ونحن نثمن تشريع هذا القرار ونتمنى أن يتم تطبيقه من قبل اتحاد كرة القدم بشكل دقيق، ومن المؤكد فإن خيره سيعم على الكرة الإماراتية عموماً ومنها الكرة في الدرجة الأولى، وأتوقع أن يؤتي القرار فوائد جمة خلال السنتين المقبلتين، بأقل تقدير، منوهاً بأن القرار يحمي اللاعبين بشكل عام».

بدوره قال إداري الفريق الأول لنادي رأس الخيمة أحمد الشحي، إن القرار صائب دون أدنى شك، لخدمة الكرة الإماراتية، وستستفيد أندية الدرجة الأولى منه بشكل أوسع، كون اللاعب سينظر إلى مستقبله الكروي ولتطوير مهاراته الفنية أكثر من التركيز على الجانب المادي، خصوصاً بعد الاطمئنان إلى تحقيق مبدأ العدالة بينه وبقية اللاعبين.

وأضاف: «هذا القرار سيعطي فرصة لعدد كبير من اللاعبين، للانضمام إلى أندية المدن التي ينتمون اليها، مستفيدين من عامل القرب من مقر سكنهم، مع تشابه المردود المادي بين جميع اللاعبين، وسيبقي هذا القرار الكثير من اللاعبين الموهوبين في أنديتهم، بسبب زوال عامل الإغراء المادي الذي يطال الكثير من اللاعبين، الذين ينتهي بهم المطاف على مقاعد البدلاء في الكثير من الأندية، وهناك أمثلة كثيرة حدثت لنا في نادي رأس الخيمة، حيث فضل عدد غير قليل من اللاعبين الخروج من النادي، الذي رعاهم ودربهم بحثاً عن الأمور المادية في الوقت الذي يكون النادي بحاجة إليهم».

من جانبه، قال عضو مجلس إدارة نادي دبا الحصن جمعة الحمودي، إنه: «متفائل بشكل كبير بنجاح هذا القرار، الذي سيسهم في تطوير الكرة الإماراتية بصفة عامة وليس في الدرجة الأولى فقط، وفي حال الالتزام به ونجاح تطبيقه بشكل سليم سيقود الكثير من اللاعبين في الدرجة الأولى إلى الحرص على تطوير مستوياتهم».

وتابع: «نجاح تنفيذ هذا القرار يرتبط بشكل رئيس بإدارات الأندية معاً، حيث من الضروري أن يتم توعية أعضاء مجالس إدارات الأندية والمدربين واللاعبين بفوائد هذا القرار».

وختم حديثه بقوله: «ندرك أن بعض اللاعبين لا يشعرون بالرضا في بداية تنفيذ القرار، ولكن مع مرور الزمن سيدركون بأنفسهم أهميته وسيندمجون معه، وسيلجأ اللاعبون إلى تطوير أنفسهم فنياً وبدنياً وذهنياً لكي يرتقوا من درجة الى أعلى بحسب القرار للحصول على رواتب أفضل، وهو ما يسهم الى تحقيق مردود فني يمكن أن يخدم أنديتهم عموماً ودوري الدرجة الأولى بشكل خاص».

تويتر