مستعد لتقديم خبراته «التحكيمية» لاتحاد الكرة استشارياً فقط
بوجسيم: التحكيم الآسيوي أكثر تطوراً من العالمي
اعتبر الحكم المونديالي السابق علي بوجسيم أن الجيل الحالي من حكام كرة القدم يتميز عن الجيل السابق بالإمكانات والقدرات والأجسام البدنية المناسبة، مشدداً على أنه ليس هناك تراجع في مستوى التحكيم، وإنما معظم الأخطاء التي يقع فيها الحكام تدخل في إطار غياب التركيز لوجود خلل في عملية تجهيز الحكم، ومشيراً إلى أن التحكيم الآسيوي بخير، وأنه أكثر تطوراً من نظيره على الصعيد العالمي.
وأكد بوجسيم الذي عمل رئيساً للجنة الحكام في اتحاد الكرة سابقاً، أن هناك ثلاث مباريات أدارها قدمت صافرته للعالمية تمثلت على المستوى العربي في مباراة جمعت الزمالك المصري مع المريخ السوداني عام 1989، وعلى المستوى الإفريقي مباراة منتخبي نيجيريا وزامبيا عام 1998، وعلى المستوى العالمي مباراة منتخبي البرازيل وهولندا في نصف نهائي كأس العالم في فرنسا 1998.
وشدد بوجسيم في حديثه لـ«الإمارات اليوم» على أهمية دعم الحكم الدولي محمد عبدالله حسن للتواجد في مونديال روسيا 2018، بجانب العمل على إخراج وتأهيل قضاة ملاعب على مستوى عالٍ.. وتالياً نص الحوار:
• كيف دخلت مجال التحكيم؟
|
السيرة الذاتية بدأ بوجسيم المولود في التاسع من سبتمبر 1959 مشواره في التحكيم في سن مبكرة، وحصل على الشارة الدولية في عام 87، واعتزل التحكيم عام 2004 عقب مشاركته في مونديال 2002، بسبب الإصابة التي تعرض لها بعد مشوار حافل استمر 21 عاماً، إذ برز بوجسيم كأفضل حكم عربي وآسيوي على مدار سنوات طويلة، ويلقب بعميد الصافرة العربية والآسيوية تقديراً لمشواره الحافل في هذا المجال، وحاز جائزة الصافرة الذهبية من مجلة الحدث اللبنانية. لمحة تاريخية أدار بوجسيم نحو 180 مباراة دولية، وشاركت صافرته في مونديال أميركا 93، وفرنسا 98، ومونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ويعد الحكم الوحيد الذي شارك في إدارة عدد كبير من المباريات في البطولات العالمية والدولية، بجانب قيادته أكبر عدد من المباريات النهائية على مدار 15 عاماً، ومن أبزر المباريات التي قادها لقاء البرازيل وهولندا في نصف نهائي مونديال 98، ومباراة افتتاح مونديال 2002 بين فرنسا والسنغال. المناسبة إطلاقه مبادرة لتطوير كرة القدم من بينها جهاز التحكيم، واستعداده للقيام بدور كبير في الارتقاء بالتحكيم الإماراتي من خلال لجنة استشارية حتى يستفيد التحكيم الإماراتي من الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها في هذا المجال. • طالب بدعم الحكم محمد عبدالله للتواجد في كأس العالم 2018. • 3 مباريات قدمت صافرتي للعالمية أبرزها البرازيل وهولندا. • حكام الكرة الحاليون أفضل من الجيل السابق بإمكاناتهم. • الإمارات تراجعت على صعيد المناصب الكروية الدولية والقارية. |
في سن مبكرة، إذ وصلت الى الشارة الدولية وعمري 27 عاماً، وأتاح لي ذلك التواجد في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات: أميركا 94، وفرنسا 98، وكوريا الجنوبية واليابان 2002.
• كم عدد المباريات الدولية التي أدرتها؟
نحو 180 مباراة دولية، أبرزها مباراة البرازيل وهولندا في نصف نهائي مونديال 98 في فرنسا، ومباراة افتتاح كأس العالم 2002 بين فرنسا والسنغال.
• كيف تقارن بين الجيلين الحالي والسابق من الحكام؟
أعتقد أن الجيل الحالي من الحكام يتميز عن الجيل السابق بأن لديهم إمكانات وقدرات فنية عالية أفضل، كما يتميزون بالأجسام المناسبة للتحكيم، لكنهم بحاجة الى تطوير قدراتهم من خلال توفير منظومة تحكيمية جيدة بدءاً من وجود مراقبي حكام على مستوى عال.
• هل تعتقد أن هناك تراجعاً في المناصب الخارجية لكرة الإمارات؟
دون شك هناك تراجع في احتلال كرة الإمارات للمناصب الرياضية الخارجية، خصوصاً على صعيد الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، وذلك بسبب عدم وجود خطة في هذا الخصوص نظراً لكوننا لا ندري ما الذي نريده من كرة القدم، رغم أنه في السابق كان لدولة الإمارات تواجد قوى في هذه المناصب، إذ كنا قبل نحو 25 سنة نساعد دولاً أخرى في الحصول على مناصب قارية ودولية، لكن في تقديري حدث تراجع كبير في هذا الخصوص، لذلك فإن الحال الذي وصلنا إليه في عملية التراجع في المناصب الخارجية لا يناسب كرة الإمارات والمكانة المرموقة التي وصلت اليها الإمارات.
•في رأيك هل هناك تراجع في مستوى التحكيم؟
ليس تراجعاً بل مستوى الحكام يعد مرتفعاً، لكن هناك تراجع في طريقة تطوير الحكام، إذ إن تطوير الحكم لا يتم فقط من خلال المحاضرات وإنما عن طريق منظومة متكاملة، والأخطاء التي يقع فيها الحكام يتركز أغلبها في عملية التركيز نتيجة لخلل في عملية تجهيز الحكم.
• هل هناك أخطاء تحكيمية مؤثرة صاحبت مباريات الدوري المحلي؟
هناك أخطاء تحكيمية في دورينا لكن في تقديري أن الحكام كانوا أكبر من مثل هذه الأخطاء التي حدثت، إذ كان يمكنهم تجاوزها بأكثر من طريقة من خلال المحاضرات والتدريب والتجهيز والتحضير الجيد قبل المباراة.
• لديك إسهامات كبيرة في تطوير الحكام في آسيا؟
منذ دخولي برامج تطوير الحكام في آسيا 2006 كان هناك تطور ملحوظ في هذا المجال، ولا يوجد هناك حكم شارك في هذا البرنامج حصل على أقل من 8.5 من 10 درجات في التقييم العام للأداء.
• ما سبب ابتعادكم عن تولي المناصب في اتحاد الكرة لاسيما على صعيد لجنة الحكام؟
أنا موجود على الساحة التحكيمية ولم أبتعد وأشارك على الصعيدين الدولي والآسيوي في برامج تطوير الحكام وفي تقييم الحكام.
• كيف يمكن للتحكيم الإماراتي الاستفادة من خبراتكم الكبيرة في هذا المجال؟
ليس لدي مشكلة في التواجد وتقديم خبراتي للتحكيم في بلدي، لكن هذا الأمر يجب أن يكون بصورة محددة، مثل القيام بدوري استشارياً، واتحاد الكرة بإمكانه عمل لجنة استشارية تضم الكفاءات في هذا المجال، بحيث لا تتدخل في العمل اليومي للجنة الحكام.
• ما الوصفة التي تضعها لتطوير التحكيم الإماراتي من الجوانب كافة؟
في اعتقادي أنه يجب تشكيل لجنة تسمى لجنة تطوير التحكيم تضع خطة على مدى 10 سنوات، بحيث تضم في تشكيلها كل الكفاءات التحكيمية، وأعتبر أن خطط التطوير لابد أن تتضمن إخراج حكام جيدين، وقد بدأنا خطط التطوير في 2004 لدرجة أن الاتحاد الآسيوي أخذ هذه الفكرة من التحكيم الإماراتي وطبقها، وقد كنت ضمن فريق العمل الذي أشرف عليها وفي 2006 تمت استشارتي من قبل رئيس الاتحاد الآسيوي في ذلك الوقت في أمور تخص التحكيم في القارة الصفراء، إذ يعد التحكيم في آسيا حالياً الأكثر تطوراً على الصعيد العالمي، ولديه برامج في هذا الخصوص أفضل من «فيفا».
• كيف ترى حظوظ حكمنا محمد عبدالله في التواجد بمونديال روسيا؟
حظوظه قوية، لكن ذلك يتطلب وقوف الجميع معه ودعمه بقوة داخل الملعب وخارجه، ومحمد عبدالله أعتبره مثل أخي الصغير.
• ما أبرز الأسماء التي كان لها الفضل في بروز بوجسيم كحكم؟
من أبرز الشخصيات التي كان لها دور كبير في مشواري التحكيمي، سكرتير لجنة الحكام السابق في اتحاد الإمارات لكرة القدم، خبير التحكيم السوداني عبيد إبراهيم، والقطري رستم باقر، وخبير التحكيم السوري العميد فاروق بوظو، وغيرهم من الذين كان لهم دور كبير في مشواري التحكيمي.
• كيف تنظر للدور الذي تقوم به كمراقب حكام خلال المباريات؟
في تقديري أن دور مراقب الحكام أصبح ذا أهمية كبيرة باعتباره مدرباً يدير شؤون الحكم في المباراة، لكن في المقابل فإنه يجب أن يحصل مراقب المباراة على مقابل مادي ومعنوي تقديراً للجهد الكبير الذي يقوم به، ونملك حالياً مراقبي حكام على مستوى عالٍ من الكفاءة، مثل أحمد يعقوب وعلي حمد وصالح المرزوقي وخالد الدوخي، وهناك جهد يتم في هذا الخصوص مع اتحادات كبيرة مثل الاتحاد الدولي والأوروبي والإسباني، لذلك علينا ألا نهدم ما بنيناه خلال سنوات طويلة، ونبدأ من الصفر، عندنا الكفاءات، وعلى صعيد مقيمي الحكام فإن لدينا مقيمي حكام انفصلوا عن التحكيم، وتعد عودتهم مكسباً كبيراً للتحكيم الإماراتي.
• هل تعتقد أن هناك مشكلة في التحكيم الإماراتي؟
ليس هناك أي مشكلة في التحكيم الإماراتي، لكننا في الوقت نفسه بحاجة الى وجود حكام ينافسون عالمياً، لكن هذا الأمر بحاجة الى مزيد من الوقت لتحقيق ذلك، بجانب وجود شخصية فنية تعمل على تشجيع الحكام، وأخرى إدارية تدعم هؤلاء الحكام، خصوصاً أنه خلال الفترات السابقة كان هناك دعم قوي للحكام من قبل المسؤولين الذين تعاقبوا على رئاسة اتحاد الكرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news