الإمارات تفتتح ميداليات العرب في «ريو» ببرونزية الجودو

عاشت بعثة الإمارات ليلة مميّزة، أول من أمس، مع تسجيل أول ميدالية عربية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 باسم الإمارات، خلال النسخة الـ31 من الألعاب الأولمبية المستمرة حتى 21 الجاري، وذلك من خلال برونزية بطل الجودو توما سيرجيو الذي أهدى الإمارات ثاني ميدالية أولمبية في التاريخ بعد ذهبية الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في الرماية بدورة أثينا 2004.

وأهدت البعثة الإنجاز الأولمبي إلى القيادة الرشيدة وشعب الإمارات، معتبرة أن ذلك بداية الغيث في دورة ريو الأولمبية، مع دخول لاعب الجودو إيفان في صراع اليوم على ميدالية أخرى في وزن تحت 100 كلغ.

وقد انهالت التهاني على بعثة الإمارات في ريو من الوفود العربية والأجنبية المشاركة في الاولمبياد، كما تلقى توما الكثير من التهاني بمقر القرية الاولمبية، بعدما دخل جدول ميداليات الدورة من اللاعبين العرب والأجانب.

وشهدت صالة أرينا 2 التي تقام عليها منافسات الجودو حضور إدارة البعثة يتقدمهم الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة، إبراهيم عبدالملك، وأمين عام اللجنة الأولمبية الوطنية محمد الكمالي، والأمين العام المساعد للهيئة داود الهاجري، ورئيس لجنة التخطيط الأولمبي باللجنة الأولمبية، اللواء أحمد ناصر الريسي، ورئيس اللجنة الفنية باللجنة الأولمبية عبدالمحسن الدوسري، وأمين عام اتحاد المصارعة والجودو والكيك بوكسينغ، ناصر التميمي، ومدير البعثة أحمد الطيب.

وارتفعت معنويات جميع اللاعبين المشاركين في الأولمبياد، خصوصاً الذين تقترب منافساتهم من الانطلاقة، حيث يشارك الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، وسيف بن فطيس في مسابقة الاسكيت، غداً الجمعة وبعد غد السبت.

وبدأ توما سيرجيو التفوق في وزن تحت 81 كلغ من دور الـ32 عندما فاز على الألماني ماريش، ليقدم أداءً متوازناً ويضمن التأهل إلى دور الـ 16 ويلاقي البرازيلي لابير، حيث استطاع أن يحوّل ضغط الجمهور على البرازيلي، ويواصل المسير إلى ربع النهائي.

وواجه توما الياباني تاكانوري الذي حافظ على رد فعله طوال المباراة، مستعيناً بلياقته البدنية العالية ورشاقته الكبيرة، ولكن هذا لم يمنعه من ارتكاب خطأ وحيد استغله لاعب الإمارات للفوز وحسم اللقاء لصالحه في ظل ذهول الساموراي واستغرابه من الفوز المفاجئ، قبل أن يضرب موعداً جديداً مع المجد الأولمبي ويضع قدماً في نصف النهائي الذي أسفر عن مواجهة اللاعب الروسي خالمورزيف الأفضل في أوروبا لعام 2016، والمصنف من أفضل اللاعبين على مستوى العالم.

وكان بطلنا الأولمبي قاب قوسين أو أدنى من التتويج بالذهب والتربع على منافسة الوزن بعد أن كانت مباراة نصف النهائي سجالاً بين الطرفين لينتهي وقتها الأصلي ويحتكم الطرفان إلى النقطة الذهبية التي ينتهي على إثرها اللقاء مباشرة، ما زاد الحذر في تلك الفترة، لتتوالى المحاولات وينجح المنافس في خطف اللقاء وتعقد الآمال على إحراز برونزية المركز الثالث، والخروج من المسابقة بميدالية تتوج الجهود والمساعي الطويلة خلال المرحلة الماضية لحصد هذا الإنجاز، ورفع علم الدولة على منصات التتويج.

وتحققت الميدالية بالبرونزية بالفوز على الإيطالي ماركونيتشي، بعدها انطلق اللاعب نحو ناصر التميمي الذي كان ينتظره خارج البساط، وعانقه بشدة، وقفز إلى المدرجات حيث كان ينتظره مدربه الذي منحه تعليمات الفوز بالمباراة.

وعبّر توما عن فرحته الكبيرة بأن أدخل البهجة إلى الإمارات بميدالية ثانية، وقال في تصريحات صحافية: «الفوز بالميدالية الأولمبية حلم كبير سعيت له طوال سنوات، وكنت بحاجة إلى هذه الميدالية كي أرد الدين للإمارات التي أعشقها، وكنت أعرف أن الجميع ينتظر ميدالية، وعملت خلال الفترة الماضية على أن أحرز ميدالية تعيد الإمارات إلى الواجهة الأولمبية، ورغم أن المواجهات كانت صعبة إلا أن ثقتي بنفسي كانت موجودة، ولم ينقصنا شيء سوى الفوز، بعد الإعداد الجيد خلال السنوات الماضية».

وأضاف: «أتمنى أن ننجح في إضافة ميدالية أخرى، كي تكون الفرحة كبيرة لجماهير الإمارات التي تنتظر الكثير منا».